شاب يمني يبتكر ماكينة خراطة متطورة كيف يحاول مشروع CNC خماسي المحاور إعادة تشكيل الصناعة المحلية

في لحظة امتزج فيها التصفيق بالموسيقى، لم يكن ما تحقق مجرد وصول إلى مرحلة متقدمة في إحدى المسابقات، بل كان تجسيدًا لطموح شاب يمني يُدعى محمد، رأى في التكنولوجيا وسيلة لإعادة تشكيل واقع الصناعة المحلية. هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة سنوات من العمل والبحث في مجال مكائن التصنيع الرقمية المتقدمة، وتحديدًا آلات CNC خماسية المحاور، التي تُعدّ من أبرز ابتكارات التصنيع الرقمي في العالم.
ما هي آلات CNC ولماذا تُحدث ثورة في الصناعة؟
تُعد آلات CNC – أو ما يُعرف بالتحكم الرقمي بالحاسوب – ثورة حقيقية في الصناعة، إذ أنها تنقل عمليات الإنتاج من الأساليب اليدوية التقليدية إلى التصنيع الرقمي الدقيق. تعتمد هذه الآلات على بيانات حاسوبية دقيقة ومحاور متعددة للحركة، مما يمنحها قدرة عالية على تنفيذ قطع وتصاميم معقدة يصعب بل يستحيل تنفيذها يدويًا أو عبر الآلات التقليدية.
في حديثه، يشرح المهندس قناف محمد عبدالله الهيثمي، وهو صاحب خبرة تمتد لأكثر من 15 سنة في مجال الإنتاج الصناعي وتصميم القوالب وخطوط الإنتاج، أنّ مكائن CNC خماسية المحاور تختلف تمامًا عن تلك الثلاثية أو الرباعية. إذ تتيح هذه التقنية العمل على القطعة من مختلف الزوايا دون الحاجة إلى فكها وإعادة تركيبها، وهو ما يقلل هامش الخطأ، ويزيد من سرعة وكفاءة الإنتاج، مع الحفاظ على نعومة المنتج النهائي وتكلفة أقل.
المشروع الذي قاده محمد بمساعدة فريق من الشباب الطموحين، لم يكن مشروعًا فرديًا فحسب، بل يُعد – كما وصفه المهندس الهيثمي – مشروعًا جبارًا يحتاج إلى شركة وإمكانات إنتاج متكاملة. فما تم تقديمه حاليًا هو نموذج أولي فقط، لكنّه يختصر رؤية مستقبلية واعدة تعكس القدرة على التحول من فكرة إلى واقع ملموس في حال توفرت له البنية التحتية والتمويل والدعم الرسمي.
الرهان على الطموح والإبداع المحلي
تكمن قيمة مشروع محمد ليس فقط في الجانب التقني، بل في قدرته على فتح آفاق جديدة للصناعة المحلية من خلال توطين تكنولوجيا حديثة قادرة على تقليل الاعتماد
ارسال الخبر الى: