ياسر أبو الشباب ومرتزقة اليمن بين التطوع والتطويع
كان لانتشار وسائل الإعلام والاتصال والمعلومات أثرٌ واضح في تغيّر سياق القوة وأساليب الحروب، فقد تراجعت هيبة الجيوش التقليدية، كجيش العدو الإسرائيلي والجيش الأمريكي، وتقلّصت جدوى الأسلحة النووية، إضافة إلى الكلفة المادية والبشرية الهائلة التي يتحمّلها أي طرف يريد الحسم العسكري، فضلًا عن أن العوامل النفسية والمعنوية، كالبخل والجبن والخوف من الخسائر الموجودة فيهم، دفعتهم إلى التفكير في حروب الجيلين الرابع والخامس، لمواجهة خصومهم بأساليب ناعمة وأدوات متطورة.
ولديهم في ذلك تجارب ناجحة عديدة، ويكفي أن تفكك الاتحاد السوفييتي وهزيمتها في الحرب الباردة مثالٌ على نجاح تلك السياسات، وهم يقولون اليوم إن دولارًا واحدًا يُصرف في هذه الحروب أجدى من مئة دولار تُصرف على الحرب الصلبة والعسكرية.
الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي_ رضوان الله عليه_ من جهته، انتقد النظرة الخاطئة لدى العرب والمسلمين تجاه الصراع، إذ يربط كثيرون القدرة على الفعل بامتلاك القاذفات والغواصات والمفاعلات النووية وتحقيق توازن عسكري شامل.
وهذه نظرة خاطئة؛ فالسلاح الأمريكي نفسه أصبح في معظمه يُستخدم للحرب النفسية، كما هو الحال في فنزويلا وفي مختلف بقاع العالم. لذلك يتجه الأعداء اليوم إلى حرب شاملة ضدنا، يوظفون فيها كل الوسائل والخيارات المتاحة، وهي أدوات يمكن للعرب والمسلمين أن يعملوا بها ويستفيدوا منها في مواجهة حروبهم.
ومن أخطر ما يتجهون إليه ما أشار إليه الله جل شأنه: ﴿إن تطيعوا فريقًا من الذين أوتوا الكتاب يردّوكم بعد إيمانكم كافرين﴾.
فهم يرون أن من السهل عندهم أن يردّوك كافرًا ليبلغوا أهدافهم؛ فالكفر ليس هدفًا لذاته، بل وسيلة للسيطرة عليك واستعبادك بالكامل.
وفي هذا السياق تأتي حالة التطويع لعشرات الآلاف ممن يجنّدونهم من العرب والمسلمين ليكونوا أدوات في معركتهم، سواء في الميدان الفكري والثقافي، أو الإعلامي والسياسي، أو أي ميدان الأمني والعسكري.
بعضهم يعمل بشكل مباشر، وبعضهم بشكل غير مباشر، لكن النتيجة تصب كلها في خدمة العدو، فيما المدعو “ياسر أبو الشباب” ومجاميعه، ومرتزقة اليمن وغيرهم ليسوا سوى ضحايا لهذه السياسات، حيث أصبحوا من أدوات حروب الجيلين الرابع والخامس، التي تنتهي
ارسال الخبر الى: