سام برس يارب سترك بقلم الكاتب الكبير عبدالحليم سيف

سام برس
تعيد صحيفة سام برس نشر مقال الكاتب الكبير والصحفي المخضرم عبدالحليم سيف والمنشور في صحيفة الثورة اليمنية يوم السبت الموافق 6 أكتوبر 2001م ،عمود( رأي في الأحداث)
منذ 24 عاماً وكأن هذا المقال يختزل نفس الازمات والاحداث والمشاهد الدامية.
نعيد نشر رؤيته الثاقبة للواقع وقراءته للمشهد السياسي والعسكري والازمات الدولية المصنعة في الماضي والحاضر والمستقبل وبنفس الاسلوب والطريقة والاجرام.. ما أشبه اليوم بالبارحة.
نص المقال :
يبدو أن عالمنا اليوم أشٔبَه بطائرة مفخخة ؛ محشوة بالصواريخ والقنابل والمتفجرات؛ تتجول مجنونة في سماء المعمورة من شرق آسيا وغربها، مروراً بالمنطقة العربية - من محيطها إلى خليجها- المشتعلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. حتى تخوم الولايات المتحدة وصولاً إلى أقصى نقطة في جنوب أفريقيا، ولا يعرف الإنسان متى تدق لحظة انفجارها المروع ! ولا بمن تنفجر.. ومن أي جنسيات سيكون الضحايا والجرحى والنازحين واللاجئين؟!..
فأخبار هذه الأيام من النوع الفاجع؛ ومنشتات الصحف تصنعها القنابل المتفجرة والصواريخ الناسفة حتى تراجعت الأنباء السارة ؛وتركت مكانها لتعبئة الجيوش والبوارج البحرية وحاملات الطائرات وإرسالها إلى مناطق الحروب أو بؤر الصراع والتوتر..
تمهيدا للغزو والاحتلال ..؛ تبحث بين سيل برقيات الأنباء عن خبر مفرح ، فتصطدم بما هو أفدح من أحداث مخضبة بالدماء؛ تبعث على الأسى واليأس والإحباط؛ فبدلاً من الحديث عن السلام والتسامح والأمن والتنمية الشاملة والمستدامة ،والحوار الصادق لمنع مقاومة الشر بالشر ؛ يتكثف الحديث عن حروب القرن بدءاً من أفغانستان... (!!)
تغلق جهاز التلفزيون وتتحول إلى مجلة أو صحيفة لعل وعسى أن تقرأ فيها ما يريح ولكن عبثاً تحاول؛ فمحتوياتها من شاكلة تلك التي تروع البشر، حتى صفحات التسلية والمنوعات اختفت وراء اجتياح الصور الملونة لأحدث الأسلحة من الصواريخ والطائرات والقنابل الأغلى ثمناً والأشد فتكاً بكل ما هو كائن يتحرك على وجه البسيطة.
وتتفجر أمامك كتلة ضخمة ملتهبة من الأسئلة الحائرة والملحة.. من نوع: لماذا كل هذا الحشد المهول من الأسلحة المتنوعة والمتوحشة ؟!.
وإلی أین تمضي البشرية بعد الحادي عشر من أيلول
ارسال الخبر الى: