وهبي مكية مصور الأقصى وحارسه المبعد قسرا
لا يبعد منزل المصوّر الصحافي المقدسي وهبي مكيّة (41 عاماً) أكثر من دقيقتين سيراً على الأقدام عن المسجد الأقصى. يقيم في حيّ الصوانة شرقيّ المسجد، لكن هذا القرب الجغرافي لم يمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي من حرمانه من دخوله، عبر قرارات إبعاد متتالية امتدّت لأكثر من عام. منذ نحو 12 شهراً، يخضع مكيّة، وهو مصوّر صحافي حرّ (فريلانسر) وحارس في المسجد الأقصى تابع لدائرة الأوقاف والشؤون الدينية الأردنية، لسلسلة قرارات إبعاد عن المسجد، كان آخرها تمديد ثالث صدر قبل أقل من أسبوع، بقرار من شرطة الاحتلال في القدس المحتلّة.
وخلال عام واحد، أُبعد وهبي مكيّة مرتين بموجب قرارين منفصلين، استمرّ كلّ منهما ستة أشهر، قبل تجديد سلطات الاحتلال قرار الإبعاد للمرة الثالثة على التوالي السبت الماضي، في سياق سياسة تضييق ممنهجة تستهدف المقدسيين، وتقيّد وصولهم إلى المسجد الأقصى، ولا سيما الصحافيين وحراس الأوقاف.
لم يتراجع عن أداء عمله الصحافي أو مهامه كحارس في المسجد، على الرغم مما ينطوي عليه ذلك من مخاطر يومية، تشمل الاعتداء الجسدي، وتعطيل التغطية الإعلامية، ومصادرة المعدات، والاعتقال، وصولاً إلى الإبعاد القسري عن الأقصى.
وفي حديثه إلى العربي الجديد، يوضح مكيّة أن الاستهداف المرتبط بعمله الصحافي تصاعد خلال أحداث حيّ الشيخ جرّاح في مايو/أيار 2021، قبل تصاعده مجدداً بعد اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وبلغت هذه الانتهاكات ذروتها قبل أيام، حين سلّمته شرطة الاحتلال في مركز القشلة، في البلدة القديمة في القدس، قراراً بإبعاده عن المسجد الأقصى لمدة ستة أشهر، عقب اعتقاله والاعتداء عليه أثناء تأديته عمله مصوّراً صحافياً وحارساً داخل باحات المسجد، في 12 ديسمبر/كانون الأول الحالي. يعزو مكيّة قرار الإبعاد إلى محاولات الاحتلال المتكرّرة لمنعه من دخول المسجد، سواء في إطار عمله كحارس أو أثناء ممارسته العمل الصحافي. ويقول إنه تعرّض لاعتداء جسدي عنيف من قبل عناصر من شرطة الاحتلال، أسفر عن إصابته في منطقتي الظهر والساق، قبل اقتياده واحتجازه. ويروي أنه توجّه لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى،
ارسال الخبر الى: