وللاحتلال الجديد يوم كالـ30 من نوفمبر

20 مشاهدة

في مسيرة الأمم، هناك أَيَّـامٌ لا تمُرُّ كغيرها، بل تنقشعُ في سماء التاريخ كالشهب اللامعة، لتظل منارات تضيء درب الأجيال الحرة.. ومن بين هذه الأيّام، يظل الثلاثون من نوفمبر 1967 شاهدًا خالدًا على أن إرادَة الشعوب أقوى من كُـلّ جبروت، وأن رصاصةَ التحرير هي وحدَها من يدق المسمار الأخير في نعش الغزاة، وهي الكابوس الذي يقُضُّ مضاجعَهم.

لم يكن هذا اليوم مُجَـرّد تغيير في التقويم، بل كان خروجًا من ظلمة قرن ونيّف من الاحتلال البريطاني، الذي حول الجنوب اليمني إلى قاعدة عسكرية وميناء استراتيجي يُدار بمبدأ “فرِّقْ تَسُد”.

لكن شعبًا يأبى الضيم، تربى في أحضان هذه الأرض الطيبة، وتنفس عبق الكرامة، ورضع حليب الاستقلال، ونسج حضارته من عمق التاريخ، لم يكن لينسجم مع واقع الذل.

لقد كانت جذوة المقاومة تتقد تحت الرماد، تنطلق من جبال ردفان الشماء إلى أزقة عدن الضيقة، من فلاح بسيط إلى طوفان جارف ومقاتل صلب بإرادَة فولاذية، حتى أينعت ثورة الرابع عشر من أُكتوبر 1963 واكتملت الحلقة الأخيرة في سلسلة النضال الطويلة.

لقد كان هذا اليوم هو المسمارُ الحاسم الذي دُق في نعش المشروع الاستعماري وانغرس في أقدامهم.

لم يكن الانسحابُ البريطاني هديةً أَو مِنَّةً من محتلّ، كما يدَّعي العدوُّ وبعضُ أدواته، بل كان ثمرة شجرة نضالية سُقيت بدماء الشهداء، من راجح بن غالب لبوزة إلى جميع أبناء اليمن الذين قدموا أرواحهم فداءً للكرامة والأرض.

كان المسمار الذي أنهى أُسطورة “الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس”، وأثبت أن شمس الحرية حين تشرق، لا يمكن لقوة في الأرض أن تحجبها.

إن ذكرى الثلاثين من نوفمبر ليست مُجَـرّدَ استحضار للماضي، بل هي رسالةٌ حيةٌ إلى الحاضر والمستقبل.

إنها تذكِّرُنا بأن الوَحدةَ والحريةَ وجهان لعُملة واحدة، وأن الأرضَ التي تحرّرت بإرادَة أبنائها تظل أغلى من كُـلّ شيء.

في زمن تتجدد فيه أشكال الهيمنة والأطماع الاحتلالية، والتدخل الغربي السافر في شؤون يمن الإيمان والحكمة، أولي البأس الشديد، تظل هذه الذكرى درسًا بليغًا: أن الأُمَّــة التي استطاعت أن تنتزع حريتها من

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح