إيران وقدرتها على التجنيد استنساخ التجربة الإسرائيلية من الداخل الإسرائيلي
17 مشاهدة
| كيان الأسدي
منذ سنوات طويلة، تخوض إيران وإسرائيل حربًا خفية لا تقل ضراوة عن الحروب العسكرية المعلنة، حربٌ تُدار في الظل وتُعرف بالحرب الأمنية أو الحرب الباردة الاستخبارية. هذه المواجهة لا تعتمد على الجيوش والدبابات، بل على العقول والشبكات السرية، وعلى تجنيد العملاء، وتنفيذ العمليات المعقّدة، وعمليات الاغتيال الغامضة التي غالبًا ما تُقيَّد ضد فاعل مجهول.
نجحت إسرائيل خلال السنوات الماضية في اختراق العمق الإيراني، وجنّدت عملاء داخل الأراضي الإيرانية، ونفذت سلسلة من العمليات الأمنية الحساسة، كان أبرزها اغتيال العالم النووي الإيراني الشهيد الحاج محسن فخري زاده، في عملية شكّلت ذروة العمل الاستخباري الإسرائيلي داخل إيران، ورسالة واضحة بأن المعركة انتقلت إلى قلب الخصم.
غير أن إيران، في المقابل، لم تقف موقف المتلقي، بل طوّرت أدواتها الاستخبارية واعتمدت الأسلوب ذاته، بل ونجحت في استنساخ النموذج الإسرائيلي وتطبيقه داخل إسرائيل نفسها. فقد تمكنت من اختراق المجتمع الإسرائيلي وتجنيد عملاء من داخله، وصولًا إلى واحدة من أخطر عمليات التجنيد التي كُشف عنها، والمتعلقة بتجنيد شخصية يهودية إسرائيلية رفيعة المستوى شغلت منصب وزير الطاقة غونين سيغيف والذي حسب ما اعلنت عنه هيئة البث الاسرائيلية ان لجنة مختصة طالبت الافراج المبكر عنه، فضلًا عن عشرات القضايا الأخرى التي أعلنت أجهزة الأمن الإسرائيلية عن إحباطها أو الكشف عنها.
ولم يعد الأمر مقتصرًا على تحذيرات أمنية داخلية، بل وصل إلى حدّ العلنية؛ إذ اضطر رئيس بلدية مستوطنة «بات يام» إلى نشر مقطع مصوّر على وسائل التواصل الاجتماعي، دعا فيه المستوطنين الذين يتلقون اتصالات من جهات إيرانية إلى إبلاغ أجهزة الأمن الإسرائيلية فورًا. هذه الخطوة بحد ذاتها تعكس حالة القلق المتصاعد داخل المؤسسة الإسرائيلية، وتؤكد حجم التغلغل الإيراني داخل المجتمع الإسرائيلي، ليس فقط بين العرب الفلسطينيين، بل في أوساط المستوطنين الصهاينة من جنسيات وخلفيات متعددة.
وفي السياق ذاته، أعلن جهاز «الشاباك» عن توقيف مواطن إسرائيلي كان يقوم بالتقاط صور قرب منزل الوزير السابق نفتالي بينيت. وأشار الجهاز في بيانه إلى أن الموقوف لديه سجل جنائي سابق،
ارسال الخبر الى: