وفيات الحج حصيلة ثقيلة بسبب الحر وسماسرة ومحدودية التصاريح

٨٤ مشاهدة
ليست المرة الأولى التي يشهد فيها موسم الحج سقوط ضحايا من جراء الحر وغيره لكن الحديث عن أعداد الوفيات هذا العام والتي تجاوزت الألف في إشارة إلى أثر تغير المناخ واحتمال حدوث أخطاء تجاوزت الحصيلة الإجمالية للوفيات خلال موسم الحج المنقضي العام الحالي أكثر من ألف شخص معظمهم مصريون ولأسباب مرتبطة بالطقس الحار وسط تأثير لتغير المناخ فيما لا يزال كثر يبحثون عن أقربائهم وأصدقائهم الذين فقدوا خلال أداء الفريضة وكشف مصدر مصري مسؤول أن أعداد الوفيات بين الحجاج المصريين تجاوزت الـ 700 حالة وفاة فيما تجاوزت أعداد المفقودين والذين لم يعرف مصيرهم بعد الـ 600 حاج وكان دبلوماسي عربي اشترط عدم الكشف عن اسمه قد أفاد بأن عدد الوفيات في صفوف الحجاج المصريين ارتفع إلى 600 على الأقل بعدما أفاد دبلوماسيان عربيان بوفاة 323 مصريا على الأقل في حصيلة سابقة بحسب وكالة فرانس برس بالإضافة إلى المصريين يشمل عدد الوفيات 132 إندونيسيا و68 هنديا و60 أردنيا و35 تونسيا و13 من كردستان العراق و11 إيرانيا وثلاثة سنغاليين وقال دبلوماسي آسيوي في السعودية لدينا حوالي 68 حالة وفاة مؤكدة في صفوف الحجاج الهنود بعضهم لأسباب طبيعية إذ كان هناك عديد من الحجاج المسنين وقضى آخرون بسبب الأحوال الجوية هذا ما نفترضه وأضاف يحصل هذا كل عام ليس بإمكاننا القول إن هذا العدد مرتفع بشكل غير طبيعي هذا العام مضيفا إنه مشابه إلى حد ما للعام الماضي لكننا سنعرف المزيد في الأيام المقبلة وقد قضى العام الماضي أكثر من 200 حاج معظمهم من إندونيسيا ويوم الأحد الماضي أعلنت وزارة الصحة السعودية تسجيل 2764 حالة إصابة بالإجهاد الحراري بسبب ارتفاع درجات الحرارة في المشاعر المقدسة والتعرض للشمس وعدم الالتزام بالإرشادات لكنها لم تعط أي معلومات عن الوفيات ويبحث أصدقاء وعائلات حجاج مفقودين في المستشفيات في السعودية وينشرون مناشدات في مواقع التواصل الاجتماعي سعيا للحصول على أي معلومات عن أحبائهم فيما يسيطر عليهم خوف شديد من الأسوأ مع تزايد أعداد القتلى وبدأت جهات رسمية مصرية تحقيقات موسعة بشأن ارتفاع حالات الوفيات بين الحجاج المصريين وأوضح مصدر مصري مسؤول أن التحقيقات التي يقف عليها أحد الأجهزة السيادية تنظر في أعداد البلاغات المقدمة من الحجاج المصريين بمختلف الفئات السياحي والقرعة والاقتصادي المتعلقة بالمخالفات وأوجه القصور في أماكن الإقامة والانتقالات وعدم توافر بعض الإمكانات اللازمة وأفاد المصدر بأن التحقيقات تتضمن مدى تأثير الحجاج غير الرسميين من مصر على ارتفاع أعداد الوفيات والوقوف على أعداد الوفيات من الحجاج غير الرسميين الذين أدوا مناسك الحج من دون الحصول على تصاريح عبر وجودهم في المملكة بتأشيرات زيارة في المقابل أشاد رئيس بعثة الحج الرسمية المصرية ومساعد وزير الداخلية المصري لقطاع الشؤون الإدارية اللواء شاكر الكيال بما سماه التنظيم الدقيق من قبل السلطات السعودية واستعانتها بالذكاء الاصطناعي الأردن وفي الأردن حملت وفاة الحجاج الأردنيين أبعادا إنسانية وقانونية بدأت القضية بعدما رغبت أعداد غير معروفة حتى اللحظة بالتوجه إلى السعودية قبل موسم الحج بأسابيع مستفيدة من منح السلطات السعودية تأشيرات سياحية ثلاثة أشهر على الرغم من أن المملكة كانت قد أكدت عدم السماح بالحج لغير حاملي التصاريح وفرضت عليهم غرامات مالية وقال النائب ونقيب المحامين الأردنيين الأسبق صالح العرموطي لـ العربي الجديد يجب فتح تحقيق في هذه القضية هؤلاء أبناء وطن وهناك تقصير كان من المفترض أن تتابع وزارة الأوقاف هذا الموضوع مبكرا والعناية بالمواطن الأردني في كل الظروف والسعي مع السعودية لزيادة حصة الأردن من الحجاج حتى لا نصل إلى ما وصلنا إليه وشدد العرموطي على وجوب اهتمام السفارة الأردنية في الرياض بشكل أكبر بالتحديات والمشكلات التي تواجه الأردنيين وأن على الحكومة التحقيق في ما إذا كان هناك أي تقصير بحق هؤلاء المواطنين خلال وجودهم في السعودية وأوضح أن المعلومات التي وصلت إليه تفيد بسير بعض الحجاج خارج البعثة الرسمية أكثر من 15 كليومترا على الأقدام مع عدم توفر المياه ما أدى إلى إصابتهم بضربات الشمس وبالتالي الوفاة وعدم وصول الإسعاف والخدمات الطبية في الوقت المناسب وطالب العرموطي بفتح تحقيق في إعلانات الشركات تأمين رحلات الحج خارج البعثات الرسمية واستقبال الشكاوى بهذا الخصوص خصوصا في ظل ترحيل أردنيين عديدين من مكة وقال إنه يجب تحميل الأطراف المعنية المسؤولية الإدارية إذا كان التقصير من الحكومة وفتح تحقيق لدى المدعي العام مع الشركات التي أخلت بالاتفاقيات مع المواطنين أو غررت بهم وقال يكفل الدستور الأردني توفير الطمأنينة للمواطنين وهؤلاء مواطنون أردنيون يجب توفير الحماية والرعاية لهم وعن دور الشركات في هذا الملف قال الخبير في قطاع الحج والعمرة بلال روبين إن المسؤولية مشتركة والمسؤولية الكبرى على وزارة الأوقاف كونها صاحبة السلطة في هذا الأمر وقد أصدرت تعميما عن هذه الرحلات لكنها اكتفت به من دون اتخاذ أية إجراءات كان يفترض اتخاذها قبل حصول هذه القضية وأضاف المخطئ يجب أن يحاسب شركة كان أو سمسارا أو وزارة ولو تداركنا الوضع لما وصلنا إلى هذه المرحلة موضحا أن الحاج غير النظامي يعلم أنه مسافر برحلة حج غير رسمية وأنه مؤمن بالنقل والسكن فقط وفي ما يتعلق بمشاعر عرفة ومنى لا يوجد موقع خاص له وأفاد روبين بأن اللجوء لهذه الطريقة هو محاولة للتخفيف من الكلفة العالية فالحج النظامي يكلف أكثر من 3100 دينار 4500 دولار مقارنة بحوالي 1200 دينار 1650 دولارا للحج غير النظامي والشركات لا تتحمل المسؤولية في ما يخص الوفيات والمفقودين من الحجاج غير النظاميين فالمسؤولية مشتركة والاطلاع على الظروف الدقيقة لما تعرض له الحجاج هو الفيصل وقال الناطق الإعلامي باسم جمعية وكلاء السياحة والسفر الأردنية رافع الطاهات لـ العربي الجديد لا نريد استباق الأحداث لم يعد الحجاج بعد ولم تصل أية شكاوى إلى المكاتب وعند حدوث ذلك يمكن البحث والحديث في هذا الموضوع لتتضح الصورة جلية من الحجاج وذويهم عما حدث وما تم الاتفاق عليه مع المكاتب السياحية وما حصل على أرض الواقع وبماذا أبلغت المكاتب الحجاج ليتحمل كل طرف مسؤوليته وأضاف من ذهب مع البعثة الرسمية لم تحدث معهم أية تجاوزات ولا أخطاء وحصلوا على خدمات متميزة كما هو منصوص عليه في العقود كالسكن والنقل والإقامة والخدمات الطبية المتكاملة وأفاد بأن قضية الحجاج غير النظاميين بدأت العام الماضي عندما أخذ بعضهم تأشيرات سياحية من السعودية وأدوا الحج من خلال هذه التأشيرات وكانت الأعداد بالمئات لكن الأعداد هذا العام تجاوزت الآلاف عدا عن الجنسيات الأخرى أما المشاعر والخدمات المقدمة فلا تتحمل هذا الحجم من الحجاج خارج البعثة الرسمية وأفاد بأن الحجاج غير الرسميين مؤمنون فقط بالسكن والنقل في العادة وهناك من اختار هذا النوع من الحج بسبب الكلفة الأقل من الحج ضمن البعثة الرسمية لافتا إلى تدخل سماسرة ومطوفين لتحقيق المكاسب ولو أوقفت السعودية تأشيرات الزيارة قبل ثلاثة أشهر من الحج لما حدثت هذه القضية ويشار إلى أن وفيات هذا العام بين الحجاج الأردنيين كانت غير مسبوقة فيما وفيات الأعوام السابقة تعد على أصابع اليد تونس ولا تزال عائلات تونسية عديدة تحصي أعداد الحجاج المفقودين والمتوفين في وقت أعلنت السلطات الرسمية بدء عملية بحث موسعة عن الحجاج التائهين في مستشفيات منطقة مكة وأطلقت خطوطا مباشرة للتواصل مع أسرهم في تونس ويوم الثلاثاء الماضي أعلنت الخارجية التونسية عن حصيلة رسمية للحجاج المتوفين وعددهم 35 وسط ترجيحات بأن يتجاوز العدد 40 بعد العثور على عدة مفقودين في المستشفيات وتعذر التواصل مع آخرين انقطعت أخبارهم منذ يوم الجمعة الماضي ويطالب ناشطون وبرلمانيون بفتح تحقيق في ما حصل في الحج وبتشديد العقوبة على الوسطاء الذين يعملون في إطار ما يسمى الحج ضمن التأشيرات السياحية أو من يساعدون المعتمرين وقال عضو الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة ظافر لطيف ل العربي الجديد إن جزءا من السياحة الدينية سقط في أيدي الوسطاء والسماسرة غير القانونيين الذين يتوسطون لتنظيم رحلات عمرة ثم يساعدون الحجاج على التسلل إلى مكة خلال موسم الحج من دون توفير الحد الأدنى من الضمانات القانونية للإقامة والتنقل والتكفل الصحي على امتداد فترة أداء الشعائر وأوضح أن وسطاء السياحة الدينية يعملون في إطار شبكة تنشط بين تونس والسعودية ويستفيدون من إقبال التونسيين على الرغبة في أداء فريضة الحج بأقل كلفة ممكنة مقارنة بالسعر الرسمي للحج الذي تحدده السلطات ويذكر أن شركة الإقامة والخدمات الحكومية التي أنشئت عام 1995 تحتكر نشاط تنظيم الحج وتحديد القوائم الرسمية للحجاج الذين يجري اختيارهم وفق قرعة سنويا كما تتولى السلطات ضبط كلفة الحج التي تشمل مصاريف التنقل والإقامة والإعاشة وبشأن ظروف إقامة الحجاج الذين يسافرون خارج الإطار الرسمي قال لطيف إن الوسطاء يؤجرونهم بيوتا أو يحجزون لهم غرفا في نزل غير مصنفة وبعيدة عن أماكن العبادة ما يضطرهم للتنقل بكلفة عالية أو مشيا على الأقدام في ظروف مناخية صعبة تنتهي بهم إلى متاعب صحية وأفاد بأن الحجاج الذين يقدمون على تأشيرات سفر سياحية لا يتمتعون بأي حقوق في حال تعرضهم لمصاعب صحية أو في حال الوفاة لغياب التأمينات الضرورية التي يدفعها المعتمرون والحجاج في إطار السياحة الدينية المنظمة ويطالب بـ إجراء مراجعات شاملة في عملية تنظيم الحج وإحالة جزء من النشاط إلى وكالات الأسفار القانونية لقطع الطريق عن السماسرة وتوفير عروض للحجيج بأسعار مقبولة وقد وصلت كلفة الحج الرسمية في الموسم المنقضي أخيرا إلى 6 3 آلاف دولار بينما قال رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان مصطفى عبد الكبير لالعربي الجديد إن الحجاج خارج البعثة الرسمية دفعوا للوسطاء ما بين 10 و15 ألف دينار ما بين 3200 وخمسة آلاف دولار وليست للذين سقطوا ضحايا الحج الذي وصفه بالعشوائي أية حقوق وغالبيتهم لم يوقعوا عقودا مع الوسطاء تكفل لهم حقوقهم ويرجح أن تزيد حصيلة الضحايا عن 40 مع تواصل الإعلان عن العثور على جثث حجاج تونسيين متوفين في المستشفيات السعودية واضاف عبد الكبير لم يسبق أن سجلت تونس مثل هذه الأعداد لمتوفين في أي من مواسم الحج وتتيح المملكة أداء الحج حصرا للسكان ممن لديهم تصاريح والأجانب الحاصلين على تأشيرات مخصصة لكن توسعها في إصدار تأشيرات عامة منذ العام 2019 فتح مجالا أوسع لأداء الحج بشكل أقل كلفة لكنه غير قانوني لآلاف الأجانب ويقول الخبير في الشؤون السعودية في جامعة برمنغهام عمر كريم بالنسبة للذين يحملون تأشيرات سياحية يبدو الأمر كأنهم على طريق الهجرة من دون أي فكرة عما يمكن توقعه ويشهد موسم الحج سنويا حالات وفيات وإصابة حجاج عديدين بأمراض مختلفة ورغم غياب الإحصاءات الرسمية إلا أن هناك أرقاما تقديرية لعدد الوفيات خلال السنوات الماضية بحسب مجلة ساينس دايركت عام 2012 على سبيل المثال توفي نحو 1315 حاجا فيما انخفض العدد عام 2013 إلى نحو 637 حاجا وعام 2014 وصل عدد الوفيات إلى 657 حاجا أما عام 2015 وبسبب التدافع في مشاعر منى فتوفي المئات وبحسب البيانات السعودية توفي 769 حاجا على الأقل وأصيب ما لا يقل عن 694 فيما قدرت وكالة أسوشييتد برس عدد الوفيات بأكثر من 2121 وهو الأعلى منذ التدافع عام 1990 الذي أدى إلى مقتل 1426 شخصا وعام 2016 وصل عدد الوفيات إلى 714 وعام 2017 إلى ما يقرب من 657 إلى ذلك يؤكد العلماء مدى تأثير تغير المناخ على ما ينتظر عشرات الملايين من المسلمين المتوقع أن يؤدوا فريضة الحج في العقود المقبلة وقال المستشار العلمي في المعهد الألماني لتحليلات المناخ كارل فريدريش شلويسنر لـ رويترز إن مناسك الحج تجري بطريقة معينة منذ أكثر من ألف عام وكان المناخ حارا دائما لكن أزمة المناخ تفاقم قسوة الظروف المناخية مناسك الحج الأساسية مثل الوقوف بجبل عرفة أصبحت خطيرة بشكل لا يصدق على صحة الإنسان الوضع سيتفاقم صحيح أن موعد مناسك الحج يتجه الآن نحو فصل الشتاء لكن بحلول أربعينيات القرن الحالي سيتزامن موسم الحج مع ذروة الصيف في السعودية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح