وفاة الفنانة اليمنية الكبيرة تقية الطويلية بعد صراع مع المرض

رحلت، الإثنين، الفنانة اليمنية الكبيرة تقية الطويلية، إحدى رائدات الغناء الشعبي في اليمن، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 73 عاماً، قضته كله في خدمة الفن والتراث اليمني، حيث وافتها المنية في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء.
وأكدت مصادر مقربة من أسرة الفنانة الراحلة أن تقية فارقت الحياة بعد تدهور حالتها الصحية مؤخراً، رغم المحاولات العديدة لتلقي العلاج وسط ظروف صحية ومعيشية صعبة يمر بها البلد منذ سنوات.
ولدت تقية الطويلية عام 1952 في قرية الطويلة بمحافظة المحويت، ومنها انطلقت إلى سماء الغناء اليمني، لتُصبح واحدة من أهم الأسماء النسائية في الساحة الفنية، وتُلقب لاحقاً بـملكة الغناء النسائي في اليمن، خاصة فيما يتعلق بالغناء الفلكلوري والشعبي، وبشكل خاص اللون الصنعاني الذي برعت فيه وتمكّنت من إحيائه بصوتها الأجش المعبر.
تميزت الفنانة الراحلة بتعددية أغانيها، إذ امتدت مسيرتها الفنية لعقود، خلالها سجلت أكثر من 21 ألبوماً غنائياً، وقدمت عشرات الأعمال التي تنوعت بين الوطني والعاطفي، وكان لها دور كبير في تعزيز الهوية الثقافية اليمنية عبر كلمات أغنيتها التي حملت مشاعر الناس وهمومهم وانتصاراتهم.
لم تكن تقية الطويلية مجرد مطربة، بل كانت رمزاً لامرأة يمنية استطاعت أن تشق طريقها في مجتمع كان ولا يزال يحمل الكثير من التحفظات تجاه المرأة في الفن. فهي من أوائل الفنانات اليمنيات اللواتي تحدين الصعوبات المجتمعية، واخترن درب الفن بكل شجاعة وإصرار.
وكان لمثيلاتها من الفنانات آنذاك الدور الأكبر في فتح الطريق أمام الجيل القادم من النساء الموهوبات، لتُمارس تقية موهبتها على الرغم من كل الضغوط، وتنشر فنها بين الناس في المناسبات العامة والوطنية، من زفة وأفراح وحفلات ثقافية، وصولاً إلى المشاركة في الأسابيع الثقافية داخل اليمن وخارجه.
بدأت تقية مشوارها الفني مبكراً، إذ غنت مع أشهر فناني اليمن، وفي مقدمتهم المرحومان علي السمة ومحمد حمود الحارثي، اللذين كان لهما دور كبير في دعمها وتشجيعها، كما أنها غنت مع الفنان الكبير علي الانسي في بداية مشوارها، ما شكّل دعماً معنوياً لها في بداياتها الأولى.
ارسال الخبر الى: