وطن الحزن حين يصير الألم هوية

33 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

يمنات

فؤاد محمد

مقدمة:

في مخيلتنا الجماعية، غالبا ما يُصوَّر الحزن كضيف ثقيل، أو عاصفة عابرة، أو حتى عدو يجب التغلب عليه. لكن الثوري والفيلسوف جيفارا يقودنا في هذه العبارة العميقة إلى منطقة وجودية أكثر ظلمة وإيلاما، وأكثر التصاقا بالذات: “كنت أتصور أن الحزن يمكن أن يكون صديقا، لكنني لم أكن أتصور أن الحزن يمكن أن يكون وطنا نسكنه ونتكلم لغته ونحمل جنسيته.” هذه ليست مجرد استعارة بلاغية، بل هي تشريح دقيق لحالة من التماهي التام بين الذات ومعاناتها، حيث يتحول الألم من حالة مؤقتة إلى هوية دائمة، من منفى إلى موطن.

التحول من الصداقة إلى المواطنة:

يبدأ جيفارا بفكرة مألوفة نسبيا: “الحزن صديق”. هذه فكرة يمكن فهمها في إطار تقبّل المشاعر السلبية كجزء من التجربة الإنسانية، والتعايش معها دون إنكار. الصديق قد يكون حاضرا، وقد يغيب. لكن القفزة النوعية تكمن في التحول إلى “الوطن”. الوطن ليس مكانا نزوره أو صديقا نلتقيه؛ الوطن هو المكان الذي ننتمي إليه جذريا، الذي يشكل هويتنا وذاكرتنا وإدراكنا للعالم. هو المكان الذي نعود إليه دائما، بلا خيار. عندما يصبح الحزن وطنا، فهذا يعني أن الشخص لم يعد يشعر بالحزن فحسب، بل أصبح الحزن هو المنزل الذي يسكن فيه، والهواء الذي يتنفسه. اللغة التي يتكلمها هنا هي لغة الصمت الداخلي، والعزلة، والتأمل الأليم. وجنسيته هي تلك التي تُطبع على جواز سفره الوجودي، فيقرأ الآخرون فيه خبرات الفقد والألم واليأس قبل أي شيء آخر.

الحزن كمساحة وجودية لا كحدث عابر:

يلمح هذا الوصف إلى حالات إنسانية معينة قد تكون فردية أو جماعية.ربما يشير إلى أولئك الذين عاشوا تحت وطأة الظلم السياسي أو الفقدان الشخصي الكبير، حيث يغدو الحزن هو الحالة الدائمة، والفرح مجرد زيارة نادرة ومشبوهة. في هذا الوطن، تصبح كل الذكريات مُلوّنة بلون الحزن، وكل التطلعات تحمل بصمة الألم. الإنسان هنا لا يعاني من الحزن، بل يعيش في الحزن. يصبح الألم هو الإطار المرجعي الوحيد لفهم الذات والعالم.

جيفارا واليمن: إضاءة على السياق:

لو لم

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمنات لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح