وساطة عراقية بين تركيا ونظام الأسد

٦٣ مشاهدة
جاء إعلان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن وساطة عراقية بين تركيا ونظام الأسد في سورية خلال مقابلة مع محطة تلفزيون تركية الجمعة الماضي بمثابة تأكيد لتسريبات متداولة بين أوساط سياسية عراقية متعلقة بحراك حكومي تجاه مسؤولين أتراك وأركان بالنظام السوري يأخذ شكل تنسيق المواقف بملفات مشتركة أبرزها حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة وقوات سوريا الديمقراطية قسد إلى جانب ملف النازحين السوريين ومياه نهر الفرات في ظل تقديم بغداد نفسها طرفا مشتركا بين الجانبين وسبق لبغداد أن صنفت الكردستاني منظمة محظورة في إبريل نيسان الماضي قبل زيارة أردوغان للعراق وساطة عراقية بين تركيا ونظام الأسد وفي مقابلة مع محطة تلفزيون تركية أعلن السوداني عن وساطة مصالحة مشرا إلى ما وصفه بـدور تؤديه بغداد لتأسيس أرضية مشتركة بين أنقرة ودمشق ومؤكدا أنه على اتصال مع الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن جهود المصالحة وسنرى بعض الخطوات في هذا الصدد قريبا وتطرق السوداني في معرض حديثه عما قال إنها جهود المصالحة إلى وجود مناطق تهديد للعراق من داخل سورية اعتبر أن الحكومة السورية لا تسيطر عليها وهو ما فهم منه أنها مناطق شمال شرقي سورية الخاضعة لسيطرة قسد والمحاذية لمحافظة نينوى وجزء من محافظة دهوك شمالي البلاد بطول نحو 200 كيلومتر وتطرق السوداني إلى دور بلاده في تطبيع الأوضاع بين طهران والرياض موضحا أنه نحاول التوصل إلى أساس مماثل للمصالحة والحوار بين سورية وتركيا مسؤول في الخارجية العراقية العراق قدم مبادرة تأسيس غرفة تنسيق مشتركة مع السوريين والأتراك والجهود للتقريب بين أنقرة ودمشق انطلقت في يوليو تموز 2023 وفقا لما كشف عنه مسؤول رفيع في الخارجية العراقية ببغداد لـالعربي الجديد مشيرا إلى أنها مدفوعة بحاجة عراقية لتنسيق المواقف المتعلقة بمناطق سيطرة قوات قسد المحاذية للعراق في محافظة الحسكة وبمخيم الهول وكذلك بما يتعلق بقاعدة بيانات المطلوبين أمنيا وحصة العراق من نهر الفرات وأضاف المسؤول أن العراق قدم في يناير كانون الثاني الماضي للطرفين التركي والسوري مبادرة أوسع لتأسيس غرفة تنسيق مشتركة مقرها في بغداد وذلك على مستوى أمني واستخباري للتواصل بين الأتراك والمسؤولين السوريين بوصفه طرفا ضامنا وأوضح أنه لاحقا تطور هذا الأمر إلى طرح السوداني وساطة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين وأشار المسؤول الرفيع في الخارجية العراقية إلى أنه تم تشكيل فريق عراقي يقود الحراك الحالي مؤلف من مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض بوصفه المبعوث الرسمي للعراق إلى سورية إلى جانب مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء العراقي وباطلاع من وزير الخارجية فؤاد حسين المعروف بعلاقاته مع المسؤولين في السعودية وأيضا أركان نظام الأسد مع بروز اسم سفير النظام السوري في بغداد صطام جدعان الدندح لكونه حلقة وصل مهمة في جهود العراق لهذه الوساطة هذه المعلومات عن وساطة عراقية بين تركيا ونظام الأسد أكدها مسؤول آخر في مستشارية الأمن القومي العراقي لـالعربي الجديد كاشفا أن النظام السوري غير متحمس لهذه الوساطة لكن العراق ما زال يدفع نحوها ضمن تأكيد أنها ستعود بالنفع على الجميع خصوصا بالملف الأمني للدول الثلاث وعزا سبب عدم حماسة النظام السوري بالقول لأنها بلا مقابل تفرض دمشق شروطا قبل الدخول بأي مفاوضات مباشرة مع الأتراك وأبرزها مسألة الوجود العسكري التركي في الأراضي السورية واستدرك بالقول إن المساعي متواصلة وبإشراف السوداني ونأمل تحقيق الحد الأدنى بالحراك المتمثل بجعل بغداد حلقة وصل للتنسيق ونقل المواقف على الأقل بالوقت الحالي ولم يعقد الاتراك والسوريون أي لقاء مباشر حتى الآن وفقا للمسؤول في مستشارية الأمن القومي العراق الذي أشار إلى أن هناك قنوات تواصل سابقة غير مباشرة بين الأتراك والسوريين لكن بالنسبة للعراق تدفعه الحاجة لتنسيق المواقف للاستمرار بهذه الجهود ومطلع الشهر الماضي أجرى رئيس الحشد الشعبي فالح الفياض زيارة إلى دمشق وعقد اجتماعا مع رئيس النظام السوري بشار الأسد نقل خلالها رسالة من السوداني تناولت ملفات عديدة وفقا لبيان صدر حول الزيارة فراس إلياس السوداني يريد تقديم نموذج سياسي عراقي فاعل إقليميا دور الوساطة بين طهران والرياض وحول ذلك أوضح عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عباس الجبوري في حديث لـالعربي الجديد أنه على علم ببدء وساطة عراقية بين تركيا ونظام الأسد بعد نجاح جهود الوساطة بين طهران والرياض مشيرا إلى أن العراق يعمل حاليا على وساطة بين تركيا وسورية ونأمل أن تنجح وأفصح الجبوري عن وجود فريق حكومي مختص يعمل على التواصل مع الطرفين منذ فترة بهدف عقد اجتماعات ثنائية برعاية عراقية على أن تكون بغداد مقر هذه الاجتماعات وهناك إمكانية لعقد أول لقاء من نوعه بين الجانبين بالمرحلة المقبلة فيها متحدثا عما وصفه بـتجاوب الجانبين مع جهود العراق وشدد على أن الوساطة جزء من مساعي العراق لتهدئة الأوضاع في محيطه ونتوقع أن يكون هناك نتائج ملموسة لهذه الوساطة خلال الفترة المقبلة على أرض الواقع من جهته أكد الخبير بالعلاقات العراقية التركية شاهو القرة داغي في حديث لـالعربي الجديد أن المبادرة العراقية بشأن وساطة بين تركيا والنظام السوري تأتي تأكيدا على نجاح زيارة أردوغان للعراق في إبريل نيسان الماضي وأضاف أن هناك مصالح مشتركة تركية سورية لتحجيم وإضعاف قوات سورية الديمقراطية وهذه من الفرص التي قد تخدم الوساطة الحالية للعراق إلى جانب نية العراق لتحسين إدارة الموارد المائية فيما يتعلق بنهري دجلة والفرات وضرورة التنسيق المشترك مع هذه الدول لإدارة هذا الملف وأشار القرة داغي إلى أنه على الرغم من وجود العديد من الفرص لنجاح هذه المبادرات إلا أن التقلبات السريعة في الأحداث السياسية يجعل نجاح الأمر مرهونا بالتزام الأطراف المعنية بالحوار والتفاوض والجدية في انجاح هذا المسار تحديدا مع وجود توترات سابقة وتأثير أطراف ودول إقليمية ودولية قد تعمل على التأثير سلبا على هذه الجهود أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الموصل فراس إلياس فلفت إلى أن محاولة السوداني الحديث عن وساطة عراقية بين تركيا ونظام الأسد في وسيلة إعلامية تركية هي رسالة موجهة للداخل التركي الذي يحاول اليوم إنتاج مقاربة جديدة مع النظام السوري ولذلك فهو يحاول تحفيز الداخل التركي على الدفع بأردوغان للمضي قدما بموضوع تصحيح العلاقات مع النظام السوري وأضاف إلياس في حديث لـالعربي الجديد أن السوداني يريد تقديم نموذج سياسي عراقي فاعل على المستوى الإقليمي ودفع القوى الإقليمية لتصفير مشاكلها في الساحة العراقية خصوصا أن الحدود بين العراق وتركيا وسورية تشهد تشابكا إقليميا ودوليا معقدا تحديدا على مستوى تعدد الفواعل المسلحة في هذه المنطقة وتطرق إلياس إلى الوساطة العراقية بين تركيا ونظام الأسد التي يقودها السوداني واضعا إياها في إطار طموحه للحصول على ولاية ثانية للحصول على دعم جوار العراق في حال تعرض لضغوط داخلية قد تقف عائقا أمام طموحه السياسي في المرحلة المقبلة فهو عن طريق دور حكومته في التوافق بين إيران والسعودية وكذلك التقارب مع تركيا والتفاعل النشط مع السعودية ودول عربية وسعيه أخيرا لإنتاج وساطة بين تركيا والنظام السوري يحاول أن يحسم التنافس السياسي في العراق مبكرا لكونه يواجه منافسة شرسة من قبل صقور البيت السياسي الشيعي تحديدا رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وفي إبريل الماضي أجرى أردوغان زيارة للعراق برفقة فريق وزاري كبير حيث تم التوقيع على 22 اتفاقية ومذكرة تفاهم أمنية واقتصادية وتجارية مختلفة كما أجرى السوداني في يوليو 2023 أول زيارة لمسؤول عراقي رفيع إلى دمشق بعد اندلاع الثورة في سورية في عام 2011 وعقد اجتماعا مع الأسد كما عقد وزير داخلية النظام السوري محمد الرحمون في بغداد الشهر الماضي سلسلة اجتماعات مع مسؤولين أمنيين عراقيين

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح