ورحل جمهوري آخر موسى المقطري

٨٩ مشاهدة
رحل الشيخ القدير عبدالمجيد الزنداني تاركا فعلا وذكرا حسنا شمل جميع جوانب حياته فهو العالم الرباني الوقور والسياسي المحنك والرائد المتميز في علم الاعجاز العلمي والأكاديمي الضليع في العديد من علوم الدين والدنيا ومن الصعب الإحاطة بالمهارات والإمكانات التي كان يجيدها رحمه الله وهي ملكات يعجز الكثير عن الإلمام ببعضها ناهيك عن جمعها في شخص واحد لكني سأتعرض في السطور التالية إلى جوانب في شخصية الراحل ونضاله أهملها أغلب المتذكرين لحياته ومناقبه التي امتدت مدى عقود منذ بداية الستينات وحتى اليوم لقد عاش الشيخ عبدالمجيد الزنداني جمهوريا بامتياز رافضا للملكية والطائفية مشروعا وأشخاصا ويبدو ذلك من خلال التتبع التاريخي لمحطات حياته فحين انطلقت ثورة 26سبتمبر 1962م قطع دراسته في مصر واتجه إلى صنعاء للوقوف في صفها وتلك كانت نقطة الانطلاقة في مسيرته الجمهورية الناصعة وترجمة لقناعاته الرافضة لمشروع الإمامة بما تحويه من طائفية مقيتة وسلالية لئيمة تلغي حق الشعب في اختيار حكمه وحاكمه وتتصادم مع بديهيات الشريعة الإسلامية الغراء التي كان ينهل علومها الزنداني الشاب في أروقة الأزهر إلى جانب دراسته الصيدلة عاد الزنداني إلى بلده موازرا للثورة السبتمبرية وعمره 24 عاما فقط والتحق بطلائعها بحماس منقطع لا تجده إلا لدى القادة المناضلين ذوي الهمم المتقدة فكان من اللائق أن يرافق أحد هؤلاء وكان الموعد والحدث الأهم بأن صار مرافقا ورفيقا لأبي الأحرار والثوار القاضي محمد محمود الزبيري وشارك معه في كل الأحداث والمنعطفات التي تلت انطلاق الثورة السبتمبرية حتى أغتيل القاضي الزبيري في عام 1965م وكان الزنداني بجواره وقتها كما قدم برنامجا إذاعيا عن الدين والثورة ليدحض الأفكار الإمامية التي حاولت خلال حكمها وتحكمها أن تجعل من الدين وسيلة لسلب إرادة الناس وتعبيدهم لها والدين من ذلك براء قبل ثورة 26سبتمبر المجيدة كان الجهل هو وسيلة الإمامة البغيضة للسيطرة على الأرض والانسان فأغلقت المدارس ونشرت الخرافات وقصرت التعليم على سلالتها فقط وكان من أولويات الجمهورية الوليدة وثوارها القضاء على هذا الإرث المتراكم بنشر العلم وافتتاح المدارس وهنا كان الزنداني حاضرا فسلك هذا الدرب وحمل هذه الراية مكافحا ومنافحا في سبيل إعادة تنشئة الجيل الجمهوري ليواكب العالم ويتحرر من حالة العزلة التي فرضها الكهنوت الإمامي البغيض وكرس وقته وجهده معلما ومؤلفا وإداريا ومرشدا كل همه كسر حالة العزلة التي فرضها الكهنوت الإمامي البغيض لم يتوقف الزنداني عن جهوده الجمهورية فأسس في منتصف التسعينات جامعة الإيمان لتشكل مؤسسة علمية رائدة تقدم العلم الشرعي الصحيح بعيدا عن خرافات المشروع الطائفي السلالي الذي بقى كامنا في بعض تفاصيل الجمهورية متحينا الفرصة للانقضاض عليها وكان من وسائله في البقاء الاستمرار في نشر خرافة التمييز للسلالة وبأنهم وحدهم أوعية العلم وأعلام الهدى ومصابيح الدجى فجاءت جامعة الإيمان لدحر هذه الخرافة لتقدم للناس بمختلف أنسابهم وأجناسهم وأوطانهم علما شرعيا خالصا ومكثفا وتخرج جيل من العلماء والدعاة والوعاظ الذين جابوا اليمن والعالم ولايزالون ومن أصفى صفاتهم أنهم لا يؤمنون بأفضلية عرق على آخر ولا سلالة على بقية الشعب وكانت تلك من أجل وأعظم الخدمات التي قدمت للمشروع الجمهوري في اليمن وحين أرادت الإمامة في نسختها الحوثية أن تعود وضعت من ضمن أهدافها الاولى مهاجمة جامعة الإيمان ونهبها لإدراكهم بخطورتها على مشروعهم الطائفي وبأنها تشكل أحد خطوط الدفاع الأولى عن الجمهورية لكن الأجمل في الامر أن المشروع الإمامي الجديد رغم انه نهب وفجر ودمر لكنه اصطدم بالوعي الجمهوري الذي صنعته عقود من العمل الجاد قدمه جيش طويل من المناضلين الوطنيين حسب الشيخ الزنداني رحمه الله انه كان منهم وفي مقدمتهم رحل الشيخ عبدالمجيد الزنداني ولازال جمهوريا من راسه حتى أخمص قدميه ودفع كثيرا من صحته ووقته وهو المسن الذي يهده الترحال وقد أخبرني من اطلع على حاله في رحلته الاخيرة من تعز إلى المملكة العربية السعودية كيف عانى الآلام في طريقه وتأثرت صحته منذ تلك الرحلة الشاقة التي كان يدفع فيها ضريبة كونه جمهوريا ظل طوال حياته يقارع الإمامة الظاهرة والباطنة من مختلف المواقع التي عمل فيها أو أدارها رحم الله شيخنا الجليل وخالص العزاء لأنفسنا ولكل أهله وطلابه ومحبيه وللتجمع اليمني للإصلاح الذي كان أحد رواده وقواده ولليمن عامة دمتم سالمين

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع الصحوة نت لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح