وداعا صديقي
إلى روح أخي وصديقي الغالي والغالي جداً
دكتور فوزي الغامدي رحمه الله
أن تكتب عمّن تحب بعد رحيله فقد كُفيت مؤونة المصلحة وتظل الكتابة صادقة خالصة وأمانة
وبالرغم من سهولة الكتابة لدي شعراً أو نثراً إلا أني أشعر هذه المرة أن الكتابة أشبه بخوض مغامرة صعبة ولن أكون مبالغاً إنْ قلت إنها أشبه بالمستحيلة،،،
كيف لا..؟
ومن أكتب عنه لم يكن دكتوراً أو ذا منصب مرموق فحسب بل كان أخاً وصديقاً بكل ما تحمل الصداقة الصادقة من معنى وقبل هذا وذاك كان إنساناً بكل ما تعنيه الإنسانية من معنى ويمتلك قيمة إنسانية قل أن تجد مثلها في هذا الوقت،،،
فبالرغم من أن كل من يكلف بمنصب يكون هناك من هو مادح وقادح له إلا الدكتور فوزي رحمه الله كان استثناءً من هذه القاعدة فلم أجد يوماً من الأيام - ويشهد الله على ذلك - من يقدح فيه أو يقول إن الدكتور فوزي عطل لي شغلة أو مصلحة فقد كان ليناً سهلاً كريم خُلق وأعتقد أنه لم يكن يعرف أن يقول «لا» لأحد،،
وهو من ينطبق عليه قول الفرزدق
ما قال لا قَطُّ إِلّا في تَشهدِهِ
لَولا التشهُّدُ كانت لاءَهُ نعمُ
دكتور فوزي كان صديقاً لصديقه، ساعياً لكل ما فيه تيسير على مراجعيه وزملائه، وعلى من يعرف ومن لا يعرف باذلاً للخير حريصاً على أن يكون أثره باقياً ومستمراً وليس أثراً زائفاً سرعان ما يختفي ويتلاشى بغيابه لذلك من يعرف «أبو مؤيد» حق المعرفة بالتأكيد يعرف سبب دعوات الآلاف له بالرحمة والمغفرة،،،
حتى خبر موته لم يكن عادياً فخبر موت «أبو مؤيد» تناقلته وسائل التواصل وأصبح الجميع يواسي الجميع بهذه الفاجعة فمثلما كان حضوره غير عادي كان خبر وفاته رحمه الله غير عادي،،،
أما علاقتي وصداقتي معه التي امتدت لأكثر من عشر سنوات عندما كنت فالعشرينات من عمري فقد كان الدكتور فوزي بالنسبة لي بمثابة الجامعة المرموقة التي تعلمت منها الكثير والكثير من المعارف والعلوم التي قلما يتعلمها الإنسان في هذا
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على