وداع مهيب لرمز الوفاء والفتح الموعود

احتضن ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء يوم أمس الاثنين، تشييعًا رسميًا وشعبيًا مهيبًا للشهيد المجاهد الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري، في مراسم جنائزية جسدت الهيبة والوطنية. حضر كبار القادة السياسيون والعسكريون والدينيون، إلى جانب طوفان من الحشود الهائلة من أبناء الشعب الذين توافدوا منذ ساعات الصباح لتوديع هذا القائد الوطني، في مشهد حمل رسائل واضحة إلى العالم عن قوة إرادة الشعب اليمني وتماسكه في مواجهة التحديات.
لم يكن الموكب مجرد جنازة عسكرية، بل كان بيانًا صريحًا لكل من يحاول النيل من أرض اليمن وكرامة شعبه بأن دماء الشهداء لن تذهب سدى، والجريمة لن تمر دون حساب. رسالة صنعاء كانت واضحة ومباشرة بأن اليمن ماضٍ في درب التضحية والفداء حتى تحرير فلسطين والقدس، وأن يد أبطال اليمن ستجعل الكيان في الأرض المحتلة يدفع الثمن غاليًا حتى يتحقق النصر والحرية لأبناء الأمة.
الفريق الركن الغماري لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان رمزًا للشجاعة والإخلاص والتضحية. مسيرة حياته كانت حافلة بالعطاء والفداء، وقد خاض معارك وصعد ميادين الدفاع عن الأرض والكرامة بشجاعة استثنائية، ليصبح مثالًا للوفاء والقيادة الوطنية. استشهاده لم يترك فراغًا في قلوب أهله فحسب، بل كان إشعارًا مباشرًا للأعداء بعزيمة الشعب اليمني الراسخة، مؤكدًا أن التضحية هي السبيل لإعلاء الكرامة والحرية، وأن إرادة اليمن لن تُكسر.
الحشود التي غمرت الميدان، كانت طوفانًا من الوفاء الشعبي، رفعت صور الشهيد وهتفت شعارات وطنية، في مشهد جسد الروح الجماعية والتلاحم الوطني. أصوات الهتافات امتزجت بالدموع والفخر، لتؤكد أن الشعب اليمني يرى في كل شهيد قائدًا ومثالًا للوفاء والحرية. الفرق العسكرية سارت جنبًا إلى جنب مع المواطنين، لتظهر أن التضحية ليست خيارًا هامشيًا، بل عقيدة وطنية راسخة مستمدة من وجدان الأمة وحقها المشروع في الدفاع عن الأرض والكرامة.
وفي وقت تتسابق فيه أنظمة وحكومات لدعم الكيان الصهيوني وشرعنة جرائمه ضد أبناء غزة، قدمت اليمن وحكومتها نموذجًا فريدًا من التضحية والفداء، موقفًا يعكس التزام الدولة والشعب بالقضية الفلسطينية حتى النصر. المشهد في السبعين كان رسالة عملية
ارسال الخبر الى: