في وداع دونالد ساذرلاند 60 عاما من عدم خشية أي دور تمثيلي
٤٤ مشاهدة
وفاة ثالثة في ثلاثة أيام مهنة الصحافة والنقد السينمائيين في حالة كتلك منهكة فالموت قاس واستعادة تاريخ من اشتغال متنوع الأشكال إلى حد التناقض أحيانا في أنواع الأدوار التمثيلية غير سهلة رغم أن في التاريخ نفسه لحظات مضيئة أكثر من غيرها والعادة الصحافية العربية والأجنبية تركن إلى تلك اللحظات من دون غيرها لأنها تعكس محطات أساسية في مسار أدائي وتمتلك شهرة عند مهتمين ومهتمات بالفن السابع وامتداداته في الحياة والاجتماع والعلاقات والمشاعر الإنهاك ينعكس أيضا في بحث عن المختلف في كتابة تمزج رثاء بوداع وتحية ونقد إن يكن سهلا جمع هذه كلها في مقالة واحدة وفاة ثالثة يعلن عنها في 20 يونيو حزيران 2024 رحيل الممثل الكندي دونالد ساذرلاند قبل أقل من شهر واحد على بلوغه 89 عاما 17 يوليو تموز 1935 استعادة سيرته تكشف تناقضا فيها بين سينما مؤلف أوروبية كما في عنوان لو موند الفرنسية غداة وفاته وصناعة هوليوودية وفي الصناعة تلك رغم تجاريتها واستهلاكية بعض إنتاجاتها تتقن فن الصنعة ومتعة الفرجة وساذرلاند الأب ابنه كيفر ممثل سينمائي وتلفزيوني له مكانة وشهرة ثابتتان في الإنتاج البصري مدرك قواعد تلك الصنعة فيبرع في تأدية وظيفة يضفي عليها ما يمتلكه من حساسية تمثيلية معتاد عليها منذ ستينيات القرن الـ20 والتناقض هذا يضعه في حيز جانب منه الاستهلاكي أكثر من التجاري غير مفضل في قراءات نقاد ومتابعاتهم رغم أن في بعض التجاري مثلا ما يحث على تفكير في راهن بشري بالذهاب بعيدا في الزمن إلى الأمام بما يمكن أن يحمله الزمن المقبل من تقنيات وأنماط عيش واضح أن تأسيسها حاصل في ذاك الراهن نفسه ألعاب الجوع بحلقاته الأربع الأولى هناك حلقة خامسة غير مشارك فيها مثل على ذلك ميزانية إنتاجية تبلغ 493 مليون دولار أميركي في مقابل إيرادات دولية تبلغ مليارين و980 مليونا و848 ألفا و943 دولارا أميركيا أرقام تقول إن نجاحا تجاريا يحصل مع نص سينمائي يغوص في أحوال العالم عبر شبان وشابات يمارسون لعبة تلفزيونية تتحول إلى مصيدة تدفعهم إلى ارتكاب أفعال جرمية وخطرة لتحقيق نزوات نظام توتاليتاري مستقبلي النص السينمائي مقتبس من ثلاثية بالعنوان نفسه للأميركية سوزان كولينز 1962 صادرة في الأعوام 2008 و2009 و2010 إضافة إلى كتاب رابع عنوانه أغنية الطيور المغردة والثعابين 2020 يروي السابق على أحداث الثلاثية مشاركة ساذرلاند الأب في أفلام كهذه الأول لغاري روس والثلاثة اللاحقة عليه لفرنسيس لورنس منتجة بين عامي 2012 و2015 منبثقة من نظام عمل سينمائي في الصناعات الكبرى يحتم على ممثلين وممثلات تحديدا الموافقة على أفلام غير متوافقة مع حرفية وإبداع يمتلكونهما ما يجعل بعضهم وبعضهن على الأقل يوظفون خبرات وتدريبات وتراكمات في تلك الأدوار ـ الشخصيات التي تكشف براعة أداء من دون أن تقدم جديدا أو إضافة وهذا غير مطلوب دائما فالتجاري المطعم بتفكيك مبطن لأحوال ووقائع وتفاصيل عيش يحتاج غالبا إلى تلك البراعة في صنعه وإن من دون جديد وإضافة هذا يؤكده كيفر في وداع والده إذ يكتب على منصة إكس بعيد لحظات من الوفاة إن دونالد لا يخيفه أبدا أي دور إن يكن جيدا أم سيئا أم قبيحا فهو يحب ما يفعله ويفعل ما يحبه معتبرا أنه لا يمكن المطالبة بأكثر من ذلك فهذه بالنسبة إلى كيفر حياة معاشة جيدا أهذه قناعة بأن المهنة تبقى مهنة قبل أي شيء آخر والباقي تفاصيل يحق للممثل والممثلة استخدامها أو عدم استخدامها مع أن في تلك التفاصيل بهاء وسحرا يمكن إظهارهما والتفنن في صنعهما لكن حصر اشتغال دونالد ساذرلاند بالجانب التجاري فقط غير سليم وغير واقعي فله في سنين ماضية ما يضعه في مصاف ممثلين مؤثرين في صنع أفلام لاشتغالهم في أفلام مؤثرة في سيرة الفن السابع أو على الأقل في أفلام تتيح إظهار مكتسبات أدائية وتقول بعض غليان حاصل في ذات وعالم له مع الإيطاليين فيديريكو فيليني وبرناردو برتولوتشي فيلما كازانوفا 1976 و1900 1976 ومع الأميركي روبرت ريدفورد أناس عاديون 1980 تنوع أدواره في هذه الأفلام مثلا يكشف إتقانا يتجاوز المهني البحت إلى الأبعد من نفس وروح وإلى الأجمل في اقتناص كل المتاح لجعل كل دور ـ شخصية تفرض ما لديهما من مقومات بشرية حية على أفراد يستل بعض حكاياتهم من واقع واختبار هناك أيضا اثنا عشر قذرا 1967 للأميركي روبرت ألدريتش إضافة إلى رصيد أم تأسيس رصيد تكشف أوراقه لاحقا في تنويعات سينمائية مختلفة ماذا عن M A S H للأميركي أيضا روبرت ألتمان 1970 في وداع دونالد ساذرلاند تعنون لو فيغارو الفرنسية 20 يونيو حزيران 2024 تقريرها الذي تشارك فيه وكالة فرانس برس باعتبار دونالد ساذرلاند أسطورة السينما الهوليوودية هذا يستدعي نقاشا يرتبط بأوصاف تمنح لشخصيات عامة خاصة تلك التي تعمل في صناعة السينما ما معنى أسطورة كيف يكون فرد أسطورة إن يكن المقصود جمالا في الشكل فهذا غير حاضر في الراحل ذلك أن شكله الجسدي بعيد من أن يجعله ممثلا أول رغم تأديته أحيانا أدوار بطولة هذا غير مانع إياه من امتلاك مكانة تؤهله للاختيار في سينما سبعينيات القرن الـ20 لو موند 21 يونيو حزيران 2024 لاحقا على تلك الفترة يقتصر الممثل الكندي على أدوار داعمة ويستمر في تخليد ذكريات رواد السينما لو موند أدوار داعمة وصف آخر للأدوار الثانية هذا تمرين على ابتكار ما يجعل كل دور داعم أشبه بدور أول لائحة أفلامه التي يبدأ التمثيل فيها مطلع ستينيات القرن المنصرم طويلة للغاية تضاف إليها أعمال تلفزيونية أفلاما ومسلسلات نتاج حافل بما يثير متعا ويطرح تساؤلات وحضور يجعل من لا جمال الشكل معبرا رائعا إلى جوهر ذات وقلق روح وفرح عيش وارتباك علاقات