واحد وخمسون يوم من الإخفاء
واحد وخمسون يوماً، ولا يزال مصير الدكتور والمهندس عايض صالح أحمد الصيادي، عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ورئيس فرعه في ذمار، مخفي قسراً في سجون مليشيات الحوثي، منذ تاريخ اعتقاله مساء الخامس والعشرين من سبتمبر 2025م، ليتحوّل بعدها هذا السياسي الستيني، المثقل بالمرض، إلى ضحية جديدة في سجل الجرائم والانتهاكات الحوثية التي لا تنتهي.
اعتقلته الميليشيا قسراً من أمام منزله في “حارة فرح” بمدينة ذمار، دون تقديم أي مسوغ قانوني أو ذريعة تبرر هذا التعسف والإرهاب الممنهج بحق شخصية وطنية معروفة في الساحة السياسية والاجتماعية، لتؤكد هذه العصابة مجدداً وحشيتها التي لا تتردد في استهداف كل من يخالف فكرها المتطرف.
فالدكتور عايض الصيادي، ابن قبيلة الحداء، قامة اجتماعية وسياسية عُرف بـدماثة الخلق وسعة الصدر، ومن القيادات القلة التي مارست العمل السياسي بروح المسؤولية الوطنية بعيداً عن منطق الصراع الضيق، وهذا الحضور الاجتماعي والسياسي الفاعل جعله هدفاً لآلة القمع الحوثية التي تستهدف كل صوت عقلاني ومعتدل.
وهذه ليست هي المرة الأولى التي تحاول فيها الميليشيات كسر هذا الرجل العملاق، ففي عام 2017م، اقتحمت قوة عسكرية حوثية منزله واعتقلته تعسفاً لسبعة أيام، ورغم خروجه حينها بوساطات قبَلية وضغط شعبي، إلا أنه لم يخرج كما دخل، لقد تعرض الدكتور الصيادي فور خروجه من المعتقل لجلطة دماغية حادة وتصلب في شرايين القلب، خضع على إثرها لعملية قسطرة عاجلة، ورغم معرفة الميليشيا بسجله الصحي الحرج، إلا أنها عادت مرة أخرى لتعتقله، في مشهد يعكس وحشية هذه الميليشيا، التي لا تعرف للإنسانية معنى، ولا للمرض حرمة، ولا للسن احتراما.
فذمار، التي شهدت على نضال وحضور الدكتور عايض الصيادي، في كل محفل، هي اليوم شاهدة على وحشية هذه العصابة الإجرامية، التي لا تتورع عن خطف رجل مسن ومريض لمجرد اختلافه الفكري. ليكون لطخة جديدة في سجلها الأسود، ومرآة لبلد يستهدف فيه الشرفاء، ويُعاقب فيه كبار السن والمرضى، ويغيب فيه صوت العقل.
لكنها أيضاً قصة إنسان لم تستطع المليشيات إخفاء حضوره، ومحو أثره، وستظل الأيام شاهدة على
ارسال الخبر الى: