اخبار وتقارير إعادة النظر في خيارات الجنوبيين الفيدرالية كسبيل لتحقيق الاستقلال

61 مشاهدة


لعقدٍ من الزمان أو يزيد، والنضال الجنوبي يخطو خطواته، بأملٌ راسخٌ، وإرادةٌ لا تلين في استعادة دولة الجنوب المستقلة. غير أن هذا المسار، الذي التزمنا به بشدة و قدمنا في سبيله آلاماً مبرحة وتضحيات كبيرة ومتاعب مضنية، يُفرض علينا اليوم وقفة تأمل حقيقية، لا تراجعاً عن الهدف، بل مراجعةً للمنهج الذي اتبعناه للوصول اليه، بعقلانيةً مجردة بعيداً عن صخب الشعارات و نزق العواطف.

لقد ظللنا نحن الجنوبيين، و لأكثر من عشر سنوات، نرفض جملة و تفصيلاً أي مشروع لـ “الفيدرالية”؛ مع الشمال سواء كانت مؤقتة، أو مزمنة، أو مشروطة بفترة معينة قبل إعلان استقلال دولتنا بشكل كامل وتمسكنا بهدف “الاستقلال المباشر” بعيدا عن الفيدرالية مع الشمال، على اعتقاد أن هذا هو الطريق الأيسر و الأقصر لتحقيقه والوصولة البه. لكن ما هي الحصيلة بعد كل مرور هذا الوقت؟

لقد عانينا خلال هذه السنوات الويلات. وشهدنا قهرًا وحرماناً لم نعرف لهما مثيل، و عشنا ظروفاً اقتصادية و معيشية و خدمية مأساوية، بلغت حد الكارثة في كثير من الأحيان. ومع كل هذا العذاب، و كل تلك التضحيات، لم نحصل على الاستقلال المباشر الذي سعينا إليه. وظل حلماً بعيد المنال، بينما الشعب يتآكل تحت وطأة الواقع المرير.

وهنا تبرز المفارقة المؤلمة و السؤال الذي يفرض نفسه بقوة و شفافية: ماذا لو أننا كنا قد قبلنا بمشروع الفيدرالية المزمنة مع الشمال منذ البداية، و بشروط و ضمانات اقليمية ودولية واضحة؟ هل كان من الممكن أن نصل إلى استقلالنا و نعلن دولتنا الجنوبية المستقلة بعد خمس سنوات فقط من ذلك التاريخ، دون أن نتعرض لكل هذا العذاب و الدمار الذي طالنا بسبب تمسكنا بخيار الاستقلال المباشر دون ان نحققه؟

إن المثل الشعبي الواسع الانتشار الذي ينطوي على حكمة الأجداد يقول بوضوح: ” عصفور في اليد ولا عشرة فوق الشجرة”. وفي حالتنا نحن الجنوبيين، لم يكن عدد “العصافير” التي فوق الشجرة سوى “عصفور واحد” فقط – هو الاستقلال المباشر الذي لا يزال بعيداً. ومع ذلك، تركنا “العصفور”

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع عرب تايم لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح