اخبار وتقارير الإعلامي عبدالرقيب السنيدي عطاء يستحق الوفاء وجميلا ينتظر الجزاء

فكان السنيدي – الذي يرقد اليوم على فراش الألم بسبب انزلاق غضروفي حاد – أكثر من مراسل عادي في قنوات مثل “عدن لايف” و”صوت الجنوب”، وعبر موقعه الحالي صحفياً ومراسلاً لقناة “عدن المستقلة”. لقد كان مؤرخاً للحركة الوطنية، وذاكرةً حيةً وثقت الأحداث العظام، فأصبحت مادته الإعلامية مرجعاً لا غنى عنه لكل باحث وكاتب في الشأن الجنوبي.
لم يكن عمله مجرد مهنة يكتسب منها رزقه، بل كانت رسالةً مقدسة نابعة من إيمان راسخ بأهداف الثورة الجنوبية، وسعياً حثيثاً لإيصال هتافات الجماهير الغاضبة الرافضة للذل والخنوع، ومواجهة ترسانة النظام العسكري بسلاح الحقيقة والكلمة الصادقة، برفقة إخوته في درب المهنة والنضال.
لقد نجح السنيدي، عبر مسيرته الحافلة، في توثيق التاريخ النضالي للجنوب عند منعطفاته المصيرية، دون أن يغفل عن توثيق الموروث الشعبي والتراث الغنائي الأصيل في المحافظة. فلم يحصر نفسه في الشأن السياسي، بل أثرى الساحة بإبراز الجوانب الاجتماعية والثقافية، وسلط الضوء على حياة المجتمع في أبين بكل تفاصيلها، من الزراعة والحصاد إلى الأنشطة المدرسية، كما خص الرياضة بحيز من اهتمامه. وكانت له أياد بيضاء في توثيق الجوانب العسكرية والأمنية، حيث كانت عدسته حاضرة في ساحات الوغى، مُخاطراً بحياته في نقل ملاحم البطولة التي خاضها أبطال قواتنا الجنوبية في مواجهة الإرهاب.
ولم يقتصر عطاء الرجل على حدود الخبر أو الصورة، بل حمل على عاتقه مسؤولية تأريخ أمجاد الشهداء، فأنجز بجدارة إصدار كتاب “الشهيد القائد عبداللطيف السيد”، قائد قوات الحزام الأمني ورفاقه، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى، ليُخلد سفراً نضالياً نادراً، ويكرم هامة قيادية شامخة، وذلك بعد ثلاثة أشهر من العمل الدؤوب المتواصل.
في الختام، إن ما قدمه عبدالرقيب
ارسال الخبر الى: