إلى حيثما يريد الله والجمل صرخة الحكمة في زمن الأحقاد الفريق السامعي ونداء المصالحة الوطنية

159 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

يمنات

(قراءة تحليلية)

في صبيحة الأحد الرابع من ذي الحجة 1411هـ، الموافق 17 يونيو 1991م، كتب الفريق سلطان السامعي مقاله الشهير في صحيفة «صوت اليمن» تحت عنوان:

“إلى حيثما يريد الله والجمل”، راسمًا لوحةً صادقةً لحال الوطن الذي خرج لتوّه من زمن التشطير إلى زمن الوحدة، لكنه وجد نفسه أمام تحدياتٍ جديدة تمثلت في صراعات الأحزاب واشتداد الخصومات، حتى كادت ديمقراطية الولادة تتحول إلى نقمةٍ تزرع الأحقاد.

شهادة مبكرة على خطر التعددية المنفلتة
كتب السامعي، بصدقٍ يليق بجنديٍ يعرف ميدان المعركة، يقول:

“فالشعب اليمني يعيش حالة غليان سياسي في ظل التعددية السياسية التي أقرها دستور الجمهورية اليمنية، والتي كانت فيما مضى نوعاً من الكفر والخوف والرجس وعمل الشياطين… وفي ظل هذا الغليان ترتكب بعض التنظيمات السياسية بعض الحماقات والشطحات، وتتبادل تلك التنظيمات فيما بينها الاتهامات والسباب، بصورة توحي للمواطن العادي بأن هذه هي مهمة الأحزاب.”

كانت تلك شهادةً مبكرةً على خطر أن تتحول التعددية إلى ساحةٍ للسباب والتخوين، بدلًا من أن تكون ميدانًا للمشاركة الوطنية البناءة.

تحذير من إجهاض الديمقراطية

وحذّر السامعي من أن ترك الأمور على هذا النحو لن يؤدي إلا إلى تمزيق النسيج الوطني وإجهاض الديمقراطية في مهدها، إذ قال:

“وأيا كان، فإن النتيجة واحدة، وهي إجهاض الديمقراطية في بداية حملها الأول في اليمن، مما يعني العودة إلى عصر ما قبل الوحدة، ذلك العصر الذي ذقنا فيه الأمرين.”

وشدّد على أن التعددية، إن لم تُضبط بضوابط أخلاقية ووطنية، فلن تكون إلا “نباحًا متبادلاً يزرع الأحقاد ويمزق الأوصال.”

بعد ثلاثة عقود… الجمل بلا خطام
واليوم، بعد أكثر من ثلاثة عقود، نقف لنقرأ تلك الكلمات وكأنها كُتبت لنا في حاضرنا، لا في ماضٍ بعيد.

فاليمن يعيش أسوأ مراحله؛ تمزقت وحدته، وتشظت سلطاته، وتناحرت قواه، حتى صار “الجمل” بلا خطام، يسير حيثما تهب الرياح، فيما الوطن يُستنزف بأبنائه وموارده.

وهنا تعود إلينا كلمات السامعي لتذكّرنا بالحقيقة الغائبة:

“إن مهمة الأحزاب هي المشاركة في تنمية وازدهار الوطن عن طريق التفاعل في المجتمع

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمنات لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح