أمير غالب والجالية اليمنية في أمريكا من التأييد السياسي إلى صناعة القرار
عندما أعلن عمدة هامترامك، أمير غالب، تأييده للرئيس دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، أثار ذلك نقاشًا واسعًا حول وعي الجاليات المهاجرة بأهمية الاصطفاف السياسي بناءً على المصالح لا الانتماءات التقليدية. حينها، كتبت مقالًا بعنوان التحول السياسي في رؤية الجاليات اليمنية: أمير غالب نموذج، أشرت فيه إلى أن هذه الخطوة تمثل نضجًا في تعاطي الجالية مع ديناميكيات السياسة الأمريكية. واليوم، مع تعيينه سفيرًا، يبدو أن هذا التحول لم يكن لحظيًا أو عابرًا، بل خطوة ضمن مسار طويل من الاندماج السياسي المدروس.
على مدى العقود الماضية، شهدت الجالية اليمنية في الولايات المتحدة تحولات جوهرية تجاوزت السعي نحو الاستقرار الاقتصادي لتصل إلى مرحلة التأثير السياسي الفاعل. لم يعد الحضور اليمني مقتصرًا على ريادة الأعمال والوظائف التقليدية، بل أصبح جزءًا من معادلة النفوذ داخل المؤسسات الأمريكية. تتجلى ذروة هذا التحول في تعيين أمير غالب سفيرًا للولايات المتحدة لدى الكويت، وهو حدث غير مسبوق يعكس مدى اندماج الجالية في النظام السياسي الأمريكي وقدرتها على الوصول إلى مواقع صنع القرار.
التحولات السياسية للجالية اليمنية: من الهامش إلى التأثير
عانت الجالية اليمنية في أمريكا لفترة طويلة من العزلة السياسية وضعف المشاركة في الحياة العامة، وهو ما كان نتيجة لعوامل متعددة، منها الخلفية الثقافية المحافظة، والانشغال بتأمين سبل العيش، بالإضافة إلى انعدام الرؤية السياسية الواضحة. ومع ذلك، بدأت الجالية خلال العقدين الأخيرين في اكتساب ثقل سياسي متزايد، وظهر ذلك بوضوح في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، حيث أصبح الصوت اليمني قادرًا على ترجيح كفة بعض المرشحين، خاصة في الولايات التي تشهد تنافسًا حادًا بين الجمهوريين والديمقراطيين.
في هذا السياق، كان موقف بعض القيادات اليمنية، مثل أمير غالب، من تأييد دونالد ترامب خطوة لافتة، عكست تحولًا في معايير الاصطفاف السياسي. لم يعد الولاء السياسي قائمًا على الرؤية الأيديولوجية أو الانتماء الحزبي التقليدي، بل أصبح يستند إلى المصلحة المباشرة للجالية، وهذا تطور مهم يُظهر إدراكًا أعمق لآليات النظام السياسي الأمريكي وكيفية التفاعل معه لتحقيق مكاسب ملموسة.
تعيين أمير غالب: النجاح الفردي وصناعة
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على