واشنطن تتبنى قطع مرتبات اليمنيين وتعتبر تسليمها خطر على المستقبل

28 مشاهدة
تتصدر الولايات المتحدة فريق الرافضين لصرف رواتب اليمنيين حيث تستخدم التجويع ضمن تكتيكات الحرب لإخضاع صنعاء زكريا الشرعبي في تصريح لجريدة الاتحاد الإماراتية أظهر المبعوث الأمريكي الخاص باليمن ثيموتي ليندركينغ معارضة بلاده الصريحة للمفاوضات التي كانت انطلقت بين صنعاء والرياض حول الترتيبات الإنسانية لمسار السلام والتي كانت تدور حول نقطة صرف رواتب الموظفين من عائدات النفط والغاز قال ليندركينغ إن بعض القضايا التي تتم مناقشتها مثل كيفية ضمان حصول جميع موظفي القطاع العام على رواتبهم معقدة زاعما أن مناقشة صرف الرواتب يمكن أن يكون لها آثار على مستقبل اليمن لا يعرف اليمنيون الذين انقطعت رواتبهم منذ أواخر العام 2016م ويعيشون أسوأ مأساة إنسانية في العالم حيث لا يعرفون من أين سيأتون بالوجبة التالية كيف يمكن أن يؤثر دفع المرتبات على مستقبل اليمن ولا يجدون تفسيرا لذلك سوى أن واشنطن تستخدم التجويع كوسيلة لإخضاعهم ماذا تريد واشنطن تكشف وثائق ويكليكس أن حرب علي عبدالله صالح على أنصار الله في صعدة كانت من أجل المصالح الأمريكية فتشير إحدى الوثائق إلى مضمون نقاش دار في أبريل 2005 بين علي عبدالله صالح والسفير توماس كراجيسكي طلب فيه صالح زيادة الدعم في الحرب الدموية ضد صعدة قال صالح إذا توقف الحوثيون عن ترديد الموت لأمريكا والموت لإسرائيل كما كرر التأكيد للسفير أن المعركة أمريكية نحن نحارب في معركتكم إنهم معادون للولايات المتحدة ومعادون لإسرائيل مؤيدون لإيران بينما نحن أصدقائكم وتتضمن وثيقة أخرى رسالة من علي عبدالله صالح إلى بوش قال فيها لا مشكلة لليمن مع الحوثيين إلا في عداءهم للولايات المتحدة الأمريكية ومساعيهم للإضرار بالمصالح الأمريكية والعلاقات اليمنية الأمريكية من خلال الوثيقتين يتضح أن واشنطن تنظر إلى مشروع أنصار الله كخطر وإذا كانت لم تقبل بهذا المشروع وهم لا يزالون مجموعة في ضواحي صعدة فكيف ستقبل بهم بعد أن وصلوا إلى صنعاء وأصبحوا في موقع الحكم يعترف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مذكراته التي صدرت مطلع العام الجاري أن أولى مهام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كانت مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في اجتثاث ما زعم أنه النفوذ الإيراني في اليمن كما يؤكد عدد من أعضاء الكونجرس مثل رو خانا وراند بول وكريس مورفي وتيد ليو وبيرني ساندرز أن الولايات المتحدة الأمريكية شريك لا يمكن للحرب أن تستمر بدونه فهي من تحدد ماذا وأين ستقصف طائرات التحالف وهي من جعلت الحصار ممكنا كما أنها من زودت التحالف بالأسلحة والدعم اللوجيستي وأدار ضباطها العمليات العسكرية من غرفة للعمليات في الرياض لقد كانت الحرب على اليمن بهدف إسقاط صنعاء وإيجاد حكومة تعمل مع المصالح الأمريكية كما عبر بذلك صراحة السفير الأمريكي جيرالد فيرستاين في تصريح لموقع ذا ميديا لاين بالقول إن الحرب لا يمكن أن تنتهي قبل أن يتحقق هذا الهدف فشلت الولايات المتحدة في تحقيق هذا الهدف عسكريا فاتجهت إلى اتخاذ الخنق الاقتصادي تكتيكا موازيا للآلة العسكرية بهدف إسقاط صنعاء من الداخل فبينما يعيش 80 من سكان اليمن في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الإنقاذ لا تمتلك هذه المناطق الموارد التي تكفي لتحقيق الخدمات وتوفير صرف رواتب الموظفين وقد اعتمدت واشنطن على خيار التضييق الاقتصادي بالتزامن مع إثارة الشارع عبر الأدوات الدعائية وما يعرف بالطابور الخامس وصولا إلى إسقاط صنعاء شعبيا في العام 2016م أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن مبادرة تقضي بانسحاب قوات صنعاء أو من وصفهم بالحوثيين من عدد من المحافظات بينها محافظة الحديدة التي يعد ميناءها الشريان الوحيد لإمداد صنعاء بالغذاء والدواء تحت سيطرة قوة ثالثة تشرف عليها الرباعية الدولية ومع فشل هذه المبادرة التي كانت أيضا تطلب تسليم السلاح للقوة الثالثة قررت الولايات المتحدة نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وتشديد الحصار قال رئيس وفد صنعاء للمشاورات السياسية محمد عبد السلام إن السفير الأمريكي هدد بشكل صريح قائلا أمامكم الآن صفقة إما أن توقعوها وإما الحصار الاقتصادي وسننقل البنك وسنمنع الإيرادات وسنغلق مطار صنعاء وقد أكد عبدربه منصور هادي لاحقا وقوف الولايات المتحدة خلف قرار نقل البنك فقال في حوار مع صحيفة القدس العربي كان الأمريكيون يريدون نقل البنك إلى عمان وكان هناك من يريد نقله إلى الأردن أو الإمارات ولكنني أكدت على ضرورة نقله من صنعاء إلى عدن وليس إلى خارج البلاد أرادت الولايات المتحدة من خلال نقل البنك وقطع رواتب الموظفين وضع صنعاء أمام ضغط المواطنين الذين يعتمدون على الراتب كمصدر دخل وحيد وما إن تم نقل البنك حتى دفعت الولايات المتحدة بحملات دعائية تبنى حليفها السابق علي عبدالله صالح القسط الأوفر منها فرفعت شعارات مثل أين الراتب يا حوثي واتهامات لصنعاء بالفساد ودعوات للسلام والتسليم بمطالب الأمريكيين بل أوصل الاحتقان الداخلي ذروته في صنعاء في أغسطس 2017م حيث دعا صالح إلى تظاهرات في 24 أغسطس كان الهدف منها أن يقود تحرك شعبي بغطاء الخدمات والمرتبات ضد أنصار الله ثم لما فشل هذا التحرك اتجه صالح في ديسمبر من ذات العام لتفجير الأوضاع عسكريا وكان من بين ما تبناه في خطابه رواتب الموظفين والخدمات وغير ذلك مما أرادته الولايات المتحدة قبل أن ينتهي الأمر بمقتله مع التفاف شعبي حول أنصار الله الذين يتصدرون المواجهة مع التحالف السيطرة على الحديدة وفرض تقسيم عسكري بالتزامن مع تحرك صالح كان هناك تحرك عسكري نحو محافظة الحديدة لفرض مبادرة كيري بالقوة على الأقل فيما يتعلق بالمحافظة ولعبت الولايات المتحدة دورا كبيرا في الحرب على الحديدة التي كان السعوديون والإماراتيون يتخوفون من خوض الحرب فيها بمفردهم ومن اللافت أن صالح كان قد اعتبر مبادرة كيري قاعدة جيدة للبناء عليها تقدم التحالف إلى تخوم مدينة الحديدة ثم أعلنت الأمم المتحدة مفاوضات في السويد حول تهدئة في المحافظة ذات طابع إنساني ورغم توقيع اتفاقية بهذا الشأن كانت هناك محاولات لفرض تفسير عسكري لما تم الاتفاق عليه ويقضي بخروج قوات صنعاء من مدينة الحديدة وتسليمها هي والميناء لإدارة محلية بحسب الوضع الذي كان قائما في 2014م ويكون ذلك تحت إشراف من الأمم المتحدة لم تقبل صنعاء هذا التفسير وأكدت أن أي خطوات عسكرية يجب أن تكون ضمن اتفاق سياسي يشمل اليمن كله لكن الولايات المتحدة أرادت تحييد الحديدة ورسم خطوط تقسيم عسكرية تبقي صنعاء معزولة في المناطق الخاضعة لسيطرتها أي إعادة فرض الأقاليم التي تم رفضها في 2014م كواقع عسكري في 27 تشرين الأول أكتوبر 2018 أعلن وزير الدفاع الأمريكي جميس ماتيس من مؤتمر المنامة عن تسوية يجري إعدادها بإشراف أميركي لوقف الحرب في اليمن وترتكز على تقسيم البلاد إلى مناطق حكم ذاتي وأشار خلال مؤتمر البحرين للأمن إلى أن التسوية المزمع إعدادها تعطي المناطق التقليدية لسكانها الأصليين لكي يكون الجميع في مناطقهم وقال إن الحوثيين سيجدون فرصتهم في الحكم الذاتي لا يعني هذا أن واشنطن ستقبل ببقاء أنصار الله حاكمين في صنعاء فقد شاركت في الحرب عليهم وكانوا لايزالون في مران صعدة ولكن لأن الحكم الذاتي لمناطق يسكنها غالبية السكان ولا تتواجد فيها الموارد وفي ظل توقف الحرب كما تسوق خطة ماتيس لن يكون هناك قضية لصنعاء تقاتل من أجلها كما لن يكون لديها خدمات تقدمها للمواطنين فشلت الولايات المتحدة في تمرير خطة ماتيس كما فشلت في فرض مبادرة كيري فعززت الحصار بشكل واسع واحتجز التحالف السفن النفطية عرض البحر رغم تفتيشها أمميا ومع ذلك لم تتمكن من إثارة الحاضنة الشعبية ضد صنعاء بل كان الحصار واستمرار الحرب دافعا إضافيا لاصطفاف المواطنين ضد التحالف حينها أعادت واشنطن تقييم الموقف عن كثب وأرسلت إلى صنعاء روبرت مالي الذي عمل قائدا لشؤون الشرق الأوسط في إدارة أوباما وهو حاليا مبعوث إدارة بايدن الخاص لإيران وصل مالي إلى صنعاء في العام 2019م بصفة المدير التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية وما كان لصنعاء أن تسمح له بالدخول بأي صفة رسمية وقد خلص في تقييمه المنشور في مقال على صحيفة نيويورك تايمز إلى نقاط مهمة ارتكزت عليها سياسة الولايات المتحدة لاحقا قال مالي إن سكان صنعاء مذهولون وغاضبون مما يرون أنه الاهتمام الدولي غير المتكافئ الذي حظي به كل هجوم حوثي بصاروخ أو طائرة بدون طيار على المملكة العربية السعودية مقارنة بقصف التحالف الذي تقوده السعودية المنتظم والمدمر الذي يتعرض له اليمنيون منذ مارس 2015 منوها إلى أن هذا الموقف الغاضب ضد السعودية انعكس حتى على قادة حزب المؤتمر الحليف التقليدي للسعوديين كما أن الناس في الجولات يتحدثون عن قصف السعودية لكل شيء حتى المقابر ويقولون حتى موتانا أصبحوا غير آمنين وبحسب مالي تعرف قيادة الحوثيين كل هذا العداء الشعبي تجاه التحالف الذي تقوده السعودية السيطرة الرائعة التي حققتها الحركة وتجد مبررات أخرى للثقة بالنفس يشعرون أن الوقت في صالحهم على الرغم من الفوارق العسكرية الهائلة فقد وقفوا في وجه تحالف من الدول الغنية القوية التي يدعمها ويسلحها الغرب من المرجح أن يكون الحوثيون أقوى والمعارضة أكثر تفككا ويؤكد المسؤول الأمريكي أن المملكة العربية السعودية لديها الكثير لتخسره حتى تخاطر به اليمنيون لديهم القليل ليخسروه لرعايتهم تهديد أمريكي مباشر حققت قوات صنعاء انجازات ميدانية استراتيجية بشكل متسارع منذ أواخر العام 2019م فاستعادت مديرية نهم شرقي العاصمة ثم محافظة الجوف بالكامل وتقدمت إلى محافظة مأرب النفطية ما أثار قلق واستنفار واشنطن ودفع بها نحو التهديدات المباشرة بشكل غير مسبوق فصرح المبعوث الأمريكي أن بلاده لن تسمح للحوثيين بدخول مأرب وأعلنت الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على قيادات عسكرية بمزاعم قيادتهم للمعركة كما تم فرض عقوبات على شركات صرافة يمنية بذريعة دعمها للحوثيين بل تم تشديد الحصار بشكل كلي واحتجزت بعض السفن النفطية لأكثر من عام بالتوازي مع تشديد القيود على الوقود الذي يصل إلى مناطق صنعاء برا من المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف ثم طرحت واشنطن مبادرة تعرض فيها التخفيف البسيط والمشروط من الحصار مقابل وقف إطلاق النار في مأرب ووقف الهجمات على التحالف وهو ما اعتبرته صنعاء مقايضة غير عادلة حيث تريد واشنطن أن تحصل بالملف الإنساني على ما لم تحصل عليه عسكريا حينها هدد ليندركينغ بإغلاق الموانئ والمطارات بشكل تام قائلا في لقاء مع قناة الجزيرة إنه بدون الموافقة على المبادرة لن يجد اليمنيون الموانئ للحصول على الغذاء والدواء بل تشير المعلومات إلى مشاركة أمريكية مباشرة في أعمال القصف لمنع تقدم قوات صنعاء وهنا نجد تقييما مهما للوضع حينها وتوصيات بخطوات لاحقة من قبل مسؤولين وخبراء أمريكيين ففي 2021م كتب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط 2019 2021 ديفيد شينكر أن الحوثيين على وشك السيطرة على مأرب وهو ما يشكل انتصارا باهظ الثمن على واشنطن واعتبر شينكر في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي أن انتصار الحوثيين في مأرب انتصار في المعركة كلها وهو ما يمثل للرياض وواشنطن أسوأ سيناريو محذرا من سقوط اليمن في يد أعداء أمريكا كما سقطت أفغانستان في يد طالبان ونصح شينكر واشنطن ببذل جهود مستمرة وإضافية للحظر البحري بالإضافة إلى إنفاذ الحظر على الحركة الجوية لمنع تهريب المعدات العسكرية الإيرانية المتطورة وقال شينكر إن انتصار الحوثيين ليس قلقا للسعودية ولكن يمثل حتى قلقا لإسرائيل داعيا إدارة بايدن إلى العمل لمنع هذا الانتصار إما من خلال العمل مع السعوديين لتسليح وتنظيم حكومة هادي وحلفائها المحليين أو من خلال إصدار أوامر للجيش الأمريكي بالتدخل المباشر وإذا كان هذا غير ممكن بحسب شينكر فيجب أن تتحد حكومة هادي مع الفصائل اليمنية المعارضة للحوثيين لشن هجوم مضاد وسيبدأ السعوديون بقوة في تسليح اليمنيين في مأرب لمنحهم فرصة للفوز وإلا ستنعكس الثروات بشكل كبير ومثلما كانت توصيات شينكر كانت هناك توصيات مماثلة قدمها مايكل نايتس الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والذي زار السعودية عدة مرات لتقييم أسباب الهزائم التي تعرضت لها لاسيما في الحدود يقول نايتس إن سيطرة قوات صنعاء على مأرب مركز الطاقة في اليمن يعني انتصارها فعليا في الحرب في اليمن وحتى بدون مأرب فإن الفوز أو التعادل من شأنه أن يجعل الحوثيين حزب الله الجنوبي الجديد على البحر الأحمر مما يعكس موقع حزب الله اللبناني على البحر الأبيض المتوسط وخلص تقييم نايتس أن الصراع في اليمن يتجاوز الحدود الجغرافية وأطره المطروحة في المفاوضات فهو صراع يرتبط بنوايا الحوثيين المستقبلية ومشروعهم وقال نايتس يجب على واشنطن إجراء مراجعة محايدة لسياستها تجاه الحوثيين وتقييم نواياهم المستقبلية ليس تجاه العناصر الأمريكيين والمنشآت الأمريكية في المنطقة فحسب بل أيضا تجاه إسرائيل والشحن الدولي والسعودية وإيران و حزب الله وإذا خلصت مثل هذه المراجعة إلى أن الحوثيين سيكونون على الأرجح خصما للولايات المتحدة في المستقبل بغض النظر عن كيفية انتهاء الصراع في اليمن فيجب على المسؤولين البدء بالتفكير في استراتيجية احتواء الآن وليس لاحقا وبالنظر إلى تعاظم ترسانة الحوثيين البعيدة المدى والتزامهم بشعارهم الرسمي الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام يبدو مثل هذا التخطيط للطوارئ حكيما بالفعل وقدم نايتس عددا من التوصيات من بينها شد الخناق على القوات الحوثية الضاربة وهو تعبير يقصد به تشديد الحصار بذريعة مواجهة تهريب الأسلحة حسب زعمه و تقويض قادة الحوثيين من خلال الكشف عن معلومات استخبارية عن فسادهم وتقديم إسنادات أمريكية لدعم دفاع مأرب مثل المساندة بالمعلومات للعمليات وإعادة إمداد المدافعين وكذلك بناء شبكات إنذار مبكر مشتركة في البحر الأحمر بمزاعم مواجهة تهريب الأسلحة وقد تجسدت التوصية الأخيرة لاحقا بتشكيل ما يعرف بالقوة 153 البحرية إن السيطرة على مأرب وإن كانت بالنسبة لصنعاء إحدى المراحل وصولا لاستعادة كل شبر يمني تعد بنظر الولايات المتحدة تجاوزا لخطوط التقسيم العسكرية وكسرا لحواجز العزل الاقتصادية حيث ستستعيد صنعاء بعضا من حقول النفط والغاز وسيساهم ذلك في تخفيف معاناة المواطنين التي راهنت عليها أمريكا كذخيرة للنصر وتنفيذا للتوصيات التي وضعها المسؤولون والخبراء الأمريكيون قاد المسؤولون الأمريكيون أواخر العام 2021 جهودا مكثفة لتوحيد التوجهين السعودي والإماراتي والفصائل الموالية لهما باتجاه خوض معركة في شبوة لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها قوات صنعاء حيث التقى المبعوث الأمريكي ليندركينغ بمسؤولين إماراتيين وسعوديين تحت عنوان تنسيق التوجهات بشأن أمن المنطقة ودعا ليندركينغ حينها إلى التكاتف لمواجهة التهديدات المشتركة من استفزازات الحوثيين كما قادت القائمة بأعمال السفير الأمريكي في اليمن كاثي ويستلي جهودا مماثلة لتوحيد الفصائل الموالية للتحالف وزارت عدن برفقة ليندركينغ وقد حثت بحسب بيان السفارة هذا الفصائل على مواصلة تعزيز التنسيق الداخلي بما في ذلك مع المجلس الانتقالي الجنوبي والجماعات الأخرى لأن الانقسام يضعف جميع الأطراف تمخضت هذه الجهود عن معركة في شبوة عادت الإمارات من خلالها إلى الواجهة رغم إعلانها قبل ذلك بأعوام انسحابها من اليمن وفي تقييم عقب هذه المعركة كتب نايتس و أليكس الميدا أن قوات صنعاء كانت قبل المعركة في وضع جيد يمكنها من السيطرة على مركز الطاقة الرئيسي في مأرب بالإضافة إلى ممر مهم آخر لإنتاج النفط والغاز بين تلك المدينة وخليج عدن مرورا بمحافظة شبوة مؤملين أن تخفف نتائج معركة شبوة الضغط عن مأرب وقال التقييم للمرة الأولى منذ بداية تدخل التحالف الخليجي في اليمن عام 2015 تنسق القوات المدعومة من السعودية والإمارات في اليمن عملياتها على المستوى التكيتيكي باستخدامها خلية عمليات مشتركة في مطار عتق في شبوة وحث الخبيران الأمريكيان على أن تشارك واشنطن في إعادة قوات صنعاء إلى الجبال وليس حتى إلى المناطق القريبة من مأرب بحيث تكون مأرب بعيدة عن متناولهم وأن تدعم ضمنيا هذا الجهد لتحقيق الاستقرار في جبهة مأرب وقطع الطريق بشكل نهائي أمام إحراز الحوثيين نصرا شاملا ولتحقيق هذا الهدف أوصى نايتس وأليمدا بعدد من الخطوات من أجل إرضاخ صنعاء للشروط الأمريكية أبرزها تشديد الحصار تحت ذريعة منع تهريب الأسلحة والحفاظ على التعاطف الدولي المتبقي مع التحالف من خلال تقليل ما تم وصفه بالأضرار الجانبية للغارات وخلص التقييم إلى أن الحوثيين سيستجيبون للضغوط الأمريكية حالما يدركون أنهم سيعانون بشكل متزايد من العزلة والضعف بفعل العقوبات في مطلع 2022م تم تشديد الحصار بشكل أكثر ضراوة من المراحل السابقة بالتزامن مع أزمة عالمية بفعل بدء الحرب في أوكرانيا مع ذلك لم تنجح هذه الضغوط في إخضاع قوات صنعاء بل تصاعدت عملياتها ونفذت عمليات كسر الحصار الأمر الذي أثار قلق واشنطن ودفع بالسعودية لتحميل المجتمع الدولي المسؤولية عن العجز في إمدادات وقود الطاقة ما اضطر التحالف إلى الرضوخ للمفاوضات وعرض الهدنة لمدة شهرين تم تمديدها مرتين التي كانت بالنسبة لصنعاء خطوة مهمة في تخفيف المعاناة الإنسانية على أمل أن تكون الضربات التي سبقتها قد أوصلت رسالة قوة بضرورة التوجه نحو سلام عادل دعوا الحوثيين يسقطون الحوثيين تتلخص الخطط والتوصيات الأمريكية نحو باتجاه وضع سلطة صنعاء في عزلة اقتصادية واستخدام الأساليب والتكتيكات المختلفة لتحقيق هذه العزلة بالتزامن مع تحريض الشارع تحت عناوين الفساد والخدمات لإسقاطها من الداخل وقد كتب الخبير الأمريكي مايكل هرتون في 1 تشرين الأول أكتوبر 2021 تحليلا نشر على موقع ريسبونسبال أنه بعد 6 سنوات من الحرب في اليمن هناك أمل ضئيل في أن تهزم أي قوة داخل اليمن أو خارجه الحوثيين عسكريا ومثل حركة طالبان في أفغانستان يمكن للحوثيين وحدهم هزيمة الحوثيين وفي مرحلة ما في المستقبل القريب سيتعين على الحوثيين التحول من القتال الحربي إلى الحكم الحقيقي وتقديم الخدمات والفرص الاقتصادية والأمن لأولئك اليمنيين الذين يعيشون تحت سيطرتهم وإذا فشلوا في تحقيق ذلك وهو أمر مرجح فإن مهاراتهم العسكرية لن تنقذهم تدرك صنعاء أن عليها مسؤولية تجاه مواطنيها ولذلك مع سريان الهدنة أعادت طرح تسليم رواتب الموظفين من عائدات الثروة النفطية والغازية ورفع الحصار بشكل كلي عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء كمقدمة يجب البناء عليها للتقدم نحو السلام الأمر الذي عارضته واشنطن بشدة فتنفيذ هذه المطالب الإنسانية إعلان لمخطط العزلة والجوع كعقاب جماعي قال العضو السابق في مجموعة الخبراء الدولية جريجوري جونسون بعد أكثر من ثماني سنوات من الحرب المدمرة في اليمن هناك شيء واحد واضح لا يزال الحوثيون يسيطرون على صنعاء لم تدفعهم الضربات الجوية السعودية والإماراتية إلى اللجوء للجبال ولم يجبرهم الضغط الدولي على الاستسلام على طاولة المفاوضات بهذا المعنى انتصر الحوثيون في الحرب في هذا الوقت المتأخر من غير المرجح أن يتم إجبار الجماعة عسكريا أو دبلوماسيا على الخروج من صنعاء لكن بعد انتهاء الحرب سيكون الحوثيون أكثر عرضة للخطر نتيجة لأنهم يفتقرون إلى القوة الاقتصادية من أجل كسب هذا الرهان كانت نقطة تسليم المرتبات شائكة للولايات المتحدة كما تؤكد مجلة ذا انترسبت فمع انحسار مظاهر الحرب يبدأ الناس بمساءلة السلطة عن المرتبات والخدمات ويفقدون اصطفافهم الذي كان خلال المواجهة وهو ما تسعى إليه الولايات المتحدة وتغذية على الأقل للوصول إلى أن يضع الناس في تقييمهم صنعاء والتحالف في مستوى واحد تقول مجلة ذا انترسبت أن وثيقة أمريكية مسربة عن البنتاغون تكشف قلق واشنطن من أي تقدم نحو إنهاء الحرب في اليمن قبل تحقيق الهدف الأمريكي وبحسب المجلة هرع الدبلوماسيون الأمريكيون في أبريل الماضي إلى السعودية للتأكيد على رغبة واشنطن في استمرار الحرب كما صرح ليندركينغ أن مطالب الحوثيين بصرف المرتبات متطرفة ونوع من الألعاب السياسية التي ينبغي عليهم التوقف عن ممارستها وتضيف المجلة لقد كانت قضية صرف المرتبات قضية شائكة للولايات المتحدة كما تؤكد المجلة فواشنطن لا تريد أن يكون هناك أي اتفاق تفقد فيه مصالحها أو يصبح عملاؤها خارج الساحة السياسية وطرح المبعوث الأمريكي بشكل متكرر أن ملف المرتبات معقد وأنه لا يمكن إلا أن يكون عن طريق مفاوضات يمنية يمنية بعد أن تكون الحرب قد توقفت وهو ما يعني أكثر من مقايضة في الملف الإنساني بالملف العسكري بالإضافة إلى أنه سيكون بمثابة منح التحالف حق التنصل عن تبعات الحرب والنأي به عن المواجهة ليس من المرجح أن يتم التواصل لاتفاق بشكل قريب مع الفصائل الموالية للسعودية والإمارات والتي لا تملك قرارها ومن ثم تحول الحرب إلى حرب أهلية محلية لا يهم العالم متى تتوقف تدرك صنعاء مخاطر الموافقة على الوضع القائم مرحلة اللا سلم واللا حرب ومن هنا جاء تأكيد قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي وتحذيره الجاد للتحالف من الوضع القائم وما وصفه بالخطة ب منوها إلى أن على السعودية أن تتحمل تبعات رضوخها للضغوط الأمريكية أريد أن أقول لشعبنا العزيز أن الأعداء في هذه المرحلة يحاولون أن يضعونا بين خيارات غير منصفة ولا عادلة والشيء الذي لا يمكن أن نقبل به على الإطلاق هو التفريط في كرامة هذا الشعب في استقلال هذا البلد في حرية هذا الشعب هذه مسائل مهمة جدا ولا في مواقفنا المبدئية القرآنية تجاه قضايا الأمة هذه أمور لا يمكن كما قلنا أن ندخلها في مزاد المساومة غير ذلك لدينا مرونة حريصون نحن على تحقيق السلام العادل المشرف عبدالملك الحوثي The post واشنطن تتبنى قطع مرتبات اليمنيين وتعتبر تسليمها خطر على المستقبل first appeared on الخبر اليمني

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع الخبر اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح