واشنطن تضغط على أنقرة لوقف استيراد النفط الروسي وسط رفض تركي ضمني

تركيا – المساء برس|

كشفت مصادر دبلوماسية عن ضغوط أميركية جديدة تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حلفائها في حلف شمال الأطلسي، بهدف وقف شراء الطاقة الروسية تحت ذريعة “المساعدة في إنهاء الحرب في أوكرانيا”، في خطوة تُعد استمراراً لسياسة واشنطن الرامية إلى خنق الاقتصاد الروسي وإخضاع شركائها الأوروبيين لخطها السياسي والاقتصادي.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية، فإن أنقرة تسلمت رسالة رسمية من نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو خلال لقائهما بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان يوم الاثنين، تحثّ فيها الولايات المتحدة تركيا على وقف استيراد النفط الروسي بالكامل.

وتعد تركيا ثالث أكبر مشترٍ للنفط الروسي بعد الصين والهند، وهي تحافظ على علاقات اقتصادية واسعة مع موسكو رغم الخلافات السياسية بين الجانبين. وتشير تقارير “بلومبرغ” إلى أن أنقرة بدأت بالفعل خفضاً تدريجياً لمشترياتها من الخام الروسي بعد العقوبات الأميركية الأخيرة التي طالت كبرى شركات الطاقة الروسية، لكنها ترفض الامتثال الكامل للمطالب الأميركية حفاظاً على مصالحها الوطنية واستقرار سوق الطاقة الداخلي.

وبحسب مراقبين فإن هذه الضغوط الأميركية تأتي في إطار ازدواجية واشنطن المعهودة، إذ تستمر في شراء موارد روسية بشكل غير مباشر عبر أطراف ثالثة، بينما تضغط على دول حليفة مثل تركيا لتتحمل كلفة اقتصادية باهظة خدمةً لأجندة البيت الأبيض.
ويقول خبراء إن الإدارة الأميركية تستخدم ورقة العقوبات والطاقة كأداة ابتزاز سياسي، مستهدفةً من خلالها الحد من استقلال القرار التركي وتقويض محاولات أنقرة لعب دور متوازن بين الشرق والغرب.

مصادر تركية مطلعة أكدت لوسائل إعلام محلية أن أنقرة “لن تقطع وارداتها النفطية من روسيا بالكامل”، معتبرة أن ذلك سيضرّ بالاقتصاد التركي ويقوّض استقرار سوق الطاقة في البلاد، خصوصاً في ظل استمرار أزمات الأسعار العالمية.
كما شددت هذه المصادر على أن تركيا “ليست ملزمة بالامتثال للإملاءات الأميركية”، وأنها ستواصل اتباع سياسة خارجية مستقلة تراعي مصالحها أولاً، في إشارة واضحة إلى رفضها الخضوع للابتزاز السياسي.

ويشير محللون إلى أن هدف واشنطن الحقيقي ليس “إنهاء الحرب في