واشنطن تنزف في البحر الأحمر 4 86 مليار دولار دون استعادة الردع أمام اليمن
صنعاء – المساء برس|
كشفت صحيفة “ناشيونال إنترست” الأميركية في تقرير تحليلي أنّ الحملة العسكرية التي تقودها واشنطن ضد القوات اليمنية في البحر الأحمر تواجه خطر الفشل، بعد إنفاق تجاوز 4.86 مليار دولار دون تحقيق الأهداف المعلنة، وعلى رأسها استعادة “الردع” المفقود.
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة تخوض مواجهة غير متكافئة تستنزف فيها ذخائر باهظة الثمن، وتخسر طائرات مسيّرة متقدمة مثل MQ-9 Reaper، في حين يستخدم الحوثيون صواريخ وطائرات مسيّرة منخفضة الكلفة، لكنها فعالة بشكل مذهل في تكبيد واشنطن الخسائر.
وأشار كاتب التقرير، تشاد كونكل، إلى أن “العمليات الأميركية في البحر الأحمر تستنزف موارد عسكرية نادرة، كان من المفترض تخصيصها لمناطق أكثر أهمية للمصالح الاستراتيجية الأميركية، مثل منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
كما انتقد التقرير ما وصفه بـ”عجز وزارة الدفاع” عن تصحيح الأخطاء التي وقعت في حملات سابقة ضد الحوثيين، ما يهدد بتكرار ذات النتيجة، أي الفشل في فرض الردع وتآكل مصداقية القوة الأميركية على الساحة الدولية.
وفي حين تحدّث التقرير عن احتمال تحقيق تقدم تكتيكي مؤقت ضد القوات اليمنية، فإنه شكّك في قدرة هذا التقدم على الاستمرار، مع تأكيده أن “القدرة على الصمود” التي أظهرها الحوثيون في مواجهة الضربات الجوية طويلة الأمد، تصعّب المهمة أمام البنتاغون”.
وأشار إلى أن أوروبا لم تقدّم دعماً كافياً لتأمين ممر البحر الأحمر، رغم اعتماد نحو 40% من تجارتها الآسيوية عليه، داعياً واشنطن إلى إشراك حلفائها الأوروبيين، على غرار ما حدث إبان أزمة السويس عام 1956.
كما انتقدت الصحيفة تناقض السياسة الأميركية، حيث تخوض إدارة ترامب مواجهة مكلفة في الشرق الأوسط، بينما تهدد في الوقت نفسه بنسف منظومة التجارة العالمية عبر سياسات الحماية الجمركية.
تعكس هذه المعطيات فشلًا أميركيًا ذريعًا في تحقيق أي إنجاز يذكر على الساحة اليمنية، رغم فارق القدرات والعتاد. ومع تجاوز الإنفاق الأميركي حاجز 4.8 مليار دولار، فإن هذا المبلغ الضخم لم ينجح حتى في تحجيم الهجمات اليمنية، التي لا تزال تفرض الحصار على السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” والولايات المتحدة في البحر الأحمر
ارسال الخبر الى: