من واشنطن إلى الإقليم كيف ارتد رهان تصنيف الإخوان على السعودية
تقرير – المساء برس|
تعكس السخرية التي أطلقها الناشط السعودي المعارض عمر عبدالعزيز، في تعليقه على مساعي تصنيف جماعة «الإخوان المسلمين» تنظيماً إرهابياً، أزمة أعمق في مقاربة الرياض لملفاتها الإقليمية، وتكشف حجم الارتباك الذي أصاب سياستها الخارجية نتيجة الارتهان لتحالفات متناقضة وحسابات قصيرة الأمد.
فبحسب عبدالعزيز، بدأت القصة من واشنطن، حيث دفعت دولة خليجية صغيرة، في إشارة إلى الإمارات، بثقل سياسي ومالي كبير لمحاصرة «الإخوان» وتجريمهم دولياً، قبل أن تنخرط السعودية في المسار نفسه، باعتبارها شريكاً إقليمياً مقرّباً في تلك المرحلة، غير أن هذا الانخراط، الذي بدا في حينه جزءاً من اصطفاف إقليمي منسجم، تحوّل لاحقاً إلى عبء استراتيجي ثقيل على الرياض نفسها.
المفارقة، كما يلفت عبدالعزيز في له على منصة “إكس”، أن السعودية اكتشفت متأخرة أن أبرز حلفائها في ساحات الصراع المفتوحة يعتمدون، بشكل مباشر أو غير مباشر، على قوى وشخصيات مرتبطة بجماعة «الإخوان»، ففي السودان، يقف قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على شبكة علاقات سياسية وتنظيمية لا يمكن فصلها عن تيار الإخوان، وفي اليمن تشكّل حكومة «الشرعية» التي يشكل حزب الإصلاح جزءًا كبيرًا منها وامتدادًا لهذا التيار. وعليه، فإن أي تصنيف دولي للإخوان كتنظيم إرهابي لن يضرب خصوم الرياض، بل سيقوّض أدواتها هي، ويضعف مواقع “حلفائها في لحظات اشتباك حاسمة.
هذا التناقض يسلّط الضوء على مأزق بنيوي في السياسة السعودية، يتمثّل في الجمع بين خطاب عدائي شامل تجاه «الإخوان» من جهة، والاعتماد العملي عليهم في إدارة الصراعات الإقليمية من جهة أخرى. وهو ما يجعل الرياض، وفق هذا المنظور، رهينة خيارات فرضتها عليها الإمارات، من دون حساب دقيق للكلفة السياسية والأمنية المترتبة عليها.
وفي بعد أوسع، لا تنفصل هذه الإشكالية عن حالة التشتّت التي تعيشها السياسة الخارجية السعودية خلال السنوات الأخيرة، حيث انتقلت من موقع المبادِر إلى موقع المتلقّي، ومن صياغة الأجندات إلى ملاحقة نتائجها. فبدلاً من بناء تحالفات مستقرة على أساس المصالح الواضحة، وجدت الرياض نفسها في مواجهة ارتدادات قرارات لم تدرس انعكاساتها على ساحات مثل اليمن والسودان،
ارسال الخبر الى: