في لحظة واحدة أمطار اليمن تهدم قصرا تاريخيا ظل صامدا منذ 500 عام وتهدد أكبر المباني الطينية الأثرية في العالم

تسببت الأمطار الغزيرة التي ضربت اليمن مؤخراً في انهيار قصر أثري عريق عمره 500 عام، مما أثار موجة من الحزن والقلق بشأن مصير التراث المعماري في البلاد.
القصر المعروف باسم قصر الجد مقبل عبده سعيد العماري في عزلة بني عماره بمحافظة المحويت، سقط بعد أن صمد قروناً طويلة أمام عوامل الزمن المختلفة
هذا الانهيار المفاجئ لم يكن حادثة معزولة، بل جزءاً من سلسلة كوارث تهدد المعالم الأثرية اليمنية. ففي نفس الفترة تقريباً، شهدت مدينة سيئون بمحافظة حضرموت انهيار أجزاء كبيرة من سور قصر السلطان الكثيري التاريخي، الذي يُعتبر من أكبر المباني الطينية في العالم.
وصف حسين العيدروس، مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف بوادي حضرموت، الوضع بالخطير، مشيراً إلى أن أجزاءً واسعة من السور الغربي لقصر سيئون مازالت تسقط باستمرار. وقد وصل حجم الأنقاض إلى جدار الجامع القريب من القصر، مما يؤكد ضخامة الدمار الذي لحق بهذا المعلم التاريخي الذي تزين صورته ورقة الألف ريال اليمني.
قصر سيئون، الذي شُيد في القرن التاسع عشر ويتألف من سبعة طوابق، كان يضم متحفاً يحتوي على شواهد قبور تعود إلى العصور الحجرية وتماثيل من العصور البرونزية ومخطوطات تاريخية نادرة. وقد ناشد مدير هيئة الآثار رئيس الحكومة اليمنية ومحافظ حضرموت والمنظمات الدولية للتدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى من هذا الصرح التاريخي.
الأهالي في كلا المنطقتين أعربوا عن حزنهم العميق لفقدان هذه المعالم التراثية، واصفين الحوادث بالخسارة التي لا تُعوض للهوية الثقافية والمعمارية. فالقصران لم يكونا مجرد مبانٍ حجرية، بل رموزاً حية تحمل ذاكرة أجيال متعاقبة وتحكي تاريخ مناطقهما عبر قرون طويلة.
تأتي هذه الكوارث الطبيعية في وقت تواجه فيه اليمن تحديات جمة على مختلف الأصعدة، مما يجعل الحفاظ على التراث مهمة صعبة للغاية. ويؤكد خبراء الآثار أن المباني الطينية التقليدية، رغم صمودها لقرون، تحتاج إلى صيانة دورية وحماية من العوامل الجوية للحفاظ على استقرارها الهيكلي.
ارسال الخبر الى: