ماذا تبقى من نفوذ حاشد و صعود وأفول القبيلة الأقوى في اليمن وتعيين هذا الرجل شيخا لها
اخبار محلية

مقدمة
عَقْد من التحولات هزّت المشهد السياسي اليمني، وتراجع معها نفوذ واحدة من أقوى قبائل البلاد. لا تزال التطورات داخل اتحاد قبائل حاشد[1] موضع اهتمام اليمنيين والمراقبين على حد سواء، وهو ما يستدعي التمحيص فيها عن كثب. فقد لعب نفوذ قبيلة حاشد في عمران[2] -التي تحد محافظة صنعاء من الشمال -دورًا تاريخيًا في تحديد الطرف المسيّطر على مركز القرار في العاصمة. شكل دعم قبيلة حاشد للجمهوريين خلال ثورة 1962 [3] والحرب الأهلية التي أعقبت الثورة نقطة مفصلية في وضع القبيلة في المشهد السياسي ومنحها امتيازات غير مسبوقة في العقود التي تلت هذه الحقبة. فثلاثة من أصل خمسة رؤساء[4] حكموا اليمن الشمالي منحدرين من قبيلة حاشد، بمن فيهم علي عبدالله صالح الذي امتدت فترة حكمه لأكثر من ثلاثة عقود من قبل توحيد شطري اليمن وبعد قيام الجمهورية اليمنية الموحدة.
في يومنا هذا، تكثر النقاشات داخل الأوساط اليمنية حول ما تبقى من نفوذ حاشد، وعلاقة القبيلة بجماعة الحوثيين (حركة أنصار الله). منذ استيلاء الحوثيين على صنعاء في 2014 والتكهنات تحوم حول الدور الذي قد تكون قبيلة حاشد لعبته في تسهيل سيطرة الجماعة على العاصمة، وما إذا كانت القبيلة تخلّت عن صالح بعد فض الأخير تحالفه مع الحوثيين في عام 2017. في يوليو/ تموز من العام الجاري، بدأت تقارير تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتتحدث عن تعيين أحد الشيوخ البارزين من الموالين للحوثيين، [5] ليحلّ محل زعيم قبيلة حاشد الشيخ حمير الأحمر (الذي تم مبايعته في يناير/ كانون الثاني الماضي خلفًا لشقيقه صادق الأحمر). ورغم أن هذه التقارير غير مدعومة بأدلة، نجحت في تسليط الضوء مرة أخرى على وضع قبيلة حاشد وعلى اهتمام اليمنيين بدور القبائل الشمالية وارتباطها بالسلطات الحاكمة في صنعاء.
يستعرض هذا التحليل بإيجاز تاريخ صعود قبيلة حاشد وهيمنة بعض أبنائها على السياسة اليمنية على مدى عقود، وصولًا إلى الانقسامات التي تخللت نسيج القبيلة في السنوات الأخيرة لنظام حُكم علي عبدالله صالح، وأفول نفوذهم بعد
ارسال الخبر الى: