نحو هيئة شعبية عربية لإعمار غزة

25 مشاهدة

تعرّض سكان قطاع غزّة على مدار العامَين الماضيَين إلى أسوأ حرب إبادة وتجويع في القرن الحادي والعشرين. ولم تكن تلك الفاجعة لتحدُث لو أدّى العرب واجبَهم المنتظَر في نصرة إخوانهم، ولا سيّما أن الحرب تحدُث نيابةً عنهم؛ حفاظاً على مقدّساتهم من ناحية، وإشغالاً للعدو المشترك عن التوجّه المباشر إلى دول أخرى من دولهم إذا فرغ من أهل فلسطين، من ناحية ثانية.
ولا يمكن أن يجد المتأمّل في هذا المشهد للعرب (على مستوى آحاد الناس) شيئاً من العذر إلّا بوجود شبهة اضطرار وقع فيها كثيرون من العرب والمسلمين الذين لم يستطيعوا حيلةً ولم يجدوا سبيلاً؛ ولذا حدث ما حدث، وعيونهم تفيض من الدمع حزناً ألّا يستطيعوا نصرة إخوانهم، وهم يعلمون أنّهم لا يحلّ لهم أن يسلّموهم أو يخذلوهم، وأن ذلك يضرّ بإيمانهم بقدر ما يضرّ بأمنهم.
وعلى الرغم من أن فكرة الضرورة قد تكون موضع خلاف، فلا خلاف على أن الضرورة تُقدَّر بقدرها، وأن عدم التمكّن من العون الكامل وقت الحرب لا يعني عدم قيام كلٍّ منّا بأقصى ما يستطيع بعد أن خفّت شدّتها، سيّما أن المواساة الآن أكثر أهميةً لأسباب كثيرة، منها أن الإحساس بالفواجع والمواجع سيزيد بعد عودة المرابطين النازحين إلى الديار المهدّمة، وقد خلت من الأحبّة، ومنها أن فورة الصبر التي تصاحب الأزمات تتراجع، إذا استمرّت هذه المواجع، ومنها أن الخوف من ضياع التضحيات الكبرى مُحبِط، ولا سيّما أن خطة العدو الحقيقية التي يمارسها منذ سنوات هي جعل الحياة في غزّة مستحيلةً، وعدم التدخّل السريع والحاسم لدعم أهل الرباط يجعل هذا الهدف ممكناً.

عدم التدخّل لدعم أهل غزّة يجعل هدف الاحتلال، في جعل الحياة هناك مستحيلةً، ممكناً

ولا يشكّ كاتب هذه السطور في أنّ قطاعاً كبيراً من العرب والمسلمين صادقٌ في رغبته في بذل أقصى ما يستطيع لعلاج ما سبق من تقصير، وتفادي ما قد يحدُث إذا نجح العدو في الاستمرار في جعل الحياة في غزّة مستحيلة. ولهذه الثقة في رغبة الأمّة في علاج تقصيرها أسبابٌ كثيرة أيضاً،

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح