هيئة شؤون الحرمين من خدمة المكان إلى صناعة التجربة الإيمانية
30 مشاهدة
في كل موسم من مواسم الخير يتجدد مشهد الحرمين الشريفين كأنه لوحة حية ترسمها العناية الإلهية وتعتني بتفاصيلها مؤسسات مخلصة تعمل بصمت وإتقان ومن بين هذه المؤسسات تبرز الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بوصفها أحد النماذج السعودية الملهمة التي نقلت مفهوم الخدمة من أداء الواجب إلى صناعة التجربة الإيمانية المتكاملة ما تقوم به الهيئة اليوم لا يمكن اختزاله في إدارة الحشود أو تنظيم الدخول والخروج بل هو تخطيط إستراتيجي لتجربة ضيف الرحمن تبنى على أركان الراحة والسلامة والانسيابية والتقنية الذكية وفي عام 2025 تميزت الهيئة بحصدها جائزة الحكومة الرقمية لأفضل مبادرة في الشمولية الرقمية عن مشروع التنقل الموحد وهو إنجاز يؤكد أن الخدمات لم تعد عشوائية أو متفرقة بل باتت منظومة رقمية متكاملة تدار بعقلية المستقبل ومن المبادرات التي لاقت إعجاب الزائرين خدمة العربات الإلكترونية داخل المسجد الحرام التي أطلقتها الهيئة عبر منصة التنقل الموحدة حيث تتيح المنصة حجز العربات الكهربائية والعادية مسبقا وبسهولة وتوفر أكثر من ثلاثة عشر موقعا للتشغيل داخل أروقة الحرم إلى جانب فريق ميداني يوجه المعتمرين بلغات متعددة ولأن الحرم قبلة لكل الأجناس والأعمار فإن الهيئة جعلت الخدمة شاملة لكبار السن وذوي الإعاقة لتتحول رحلة الطواف والسعي من معاناة جسدية إلى رحلة روحانية آمنة ومريحة تجمع بين العتق من التعب والسمو بالإيمان وفي سياق تحسين التجربة الميدانية أطلقت الهيئة أربعة مراكز لحفظ الأمتعة ضمن مشروع متكامل يراعي سهولة الحركة داخل المسجد الحرام وأبرز ما يميز هذه الخدمة أن الزائر لم يعد مضطرا للذهاب بنفسه إلى مراكز الإيداع إذ وفرت الهيئة مكاتب أمامية بجانب أبواب العمرة الرئيسية يتولى فيها موظفو خدمة العملاء استلام الأمتعة وتزويد الزائر بسوار ذكي يحمل بيانات الحقيبة والموقع ليتم نقلها بأمان إلى مركز الحفظ نيابة عنه هذه الخدمة تجسد فهما عميقا لمعنى الضيافة الذكية التي تراعي أدق احتياجات الزوار وتختصر عليهم الوقت والجهد كما وجدت الهيئة أن من أكثر النقاط التي ينخفض فيها قياس الرضا لدى المعتمرين بحسب تقارير مركز أداء هي صعوبة وصولهم بعد الانتهاء من أداء نسكهم إلى محلات العناية بالشعر فقامت بابتكار حل ميداني مريح تمثل في عربات متنقلة مجهزة بفرق متخصصة للتحلل من النسك أمام باب المروة تقدم خدماتها للمعتمرين دون مقابل هذه الخطوة تعكس عمق فهم الهيئة لتفاصيل تجربة الزائر وحرصها على معالجة التحديات الصغيرة التي تصنع فرقا كبيرا في رضا ضيف الرحمن وانطباعه العام وما يميز الهيئة اليوم أنها لم تعد تكتفي بإدارة المرافق بل أصبحت تدير التجربة بكاملها من لحظة وصول الزائر حتى مغادرته كل خطوة وكل تفصيلة وكل مبادرة تترجم رؤية السعودية 2030 التي تجعل خدمة ضيوف الرحمن شرفا ومسؤولية وابتكارا في مشهد الحرمين لا تمر لحظة دون أن تشهد تطورا جديدا عربات ذكية تتحرك بانسيابية خدمات رقمية متصلة مراكز حفظ متقدمة عربات للتحلل أمام المروة وسلوك مؤسسي يليق بمكانة البلد الحرام إن ما تصنعه هيئة شؤون الحرمين اليوم ليس مجرد تطوير خدمات أو تحسين إجراءات بل هو صياغة جديدة لتجربة الإيمان ذاتها تجربة تجمع بين الطمأنينة والتنظيم بين التقنية والروح وبين العناية بالمكان والرعاية بالإنسان فكل مبادرة تطلقها الهيئة تنبع من إدراك أن ضيف الرحمن لا يبحث فقط عن أداء المناسك بل عن رحلة استثنائية يعيش فيها معنى القرب من الله وسط بيئة تليق بقدسية الحرم ومكانته ومع استمرار هذا النهج المتوازن بين الأصالة والتحديث تمضي الهيئة بخطى واثقة نحو مستقبل يجعل من الحرمين الشريفين نموذجا عالميا في إدارة المقدسات ومختبرا حيا لأفضل الممارسات في الضيافة الروحية والخدمة الذكية فحيث يلتقي الإيمان بالتقنية تتجلى روح الرؤية السعودية في أبهى صورها أن تكون خدمة ضيوف الرحمن شرفا لا ينتهي آلة لا تنقطع وواجبا يتجدد كل يوم
ارسال الخبر الى:
ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا
اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان