هوارية حجر في بركة راكدة اسمها اتحاد الكتاب الجزائريين

٧٠ مشاهدة
لا يكاد اتحاد الكتاب الجزائريين يذكر في المشهد الثقافي والإعلامي الجزائري إلا في معرض الحديث عن الخلافات والانقسامات التي تعصف به منذ قرابة عقدين وكان من بين مظاهرها إطلاق قرابة سبعين كاتبا وشاعرا مطلع العام الماضي ما سموه مبادرة لرد الاعتبار إلى الاتحاد تأسس عام 1963 يتهم هؤلاء رئيسه الحالي يوسف شقرة بـتغييب الاتحاد عن وظائفه الثقافية والحضارية وعن التظاهرات والأحداث الكبرى وطنيا ودوليا واستمرار تشويهه لدرجة إغلاق مقره التاريخي في وجوه الكتاب الجزائريين وضيوف الجزائر وتحويله إلى ما يشبه وكالة أسفار خاصة إضافة إلى افتتاحه مكاتب وفروعا دون منخرطين مع منح بطاقات الانخراط لمن لا يستحقون ضمن مخطط مفضوح للسيطرة والخلود في المنصب تدرج الرئيس الحالي في اتحاد الكتاب الجزائريين من رئيس لفرعه في ولاية عنابة شرقي البلاد منذ عام 1999 إلى عضو في المجلس الوطني عام 2005 فعضو في المكتب التنفيذي وخلال دورة استثنائية للمجلس الوطني عقدت بمدينة سكيكدة عام 2008 وشهدت استقالة الرئيس السابق للاتحاد عبد العزيز غرمول بعد خلافات وصلت إلى أروقة القضاء انتخب شقرة رئيسا لفترة انتقالية إلى غاية عقد مؤتمر جديد استمرت لقرابة ستة عشر عاما ظل معارضوه خلالها يصفونه بـغير الشرعي وستستمر حتى 2027 بعد إعادة انتخابه لفترة جديدة في مؤتمر عقد بمدينة زرالدة غربي الجزائر مطلع 2023 ثلاث استقالات من اتحاد الكتاب في غضون يومين عدا هذه القصة القديمة المتجددة يواصل الاتحاد انكفاءه إلى مقره في 88 شارع ديدوش مراد بالجزائر العاصمة وغيابه عن المشهد الثقافي المحلي إلا بفعاليات هزيلة لا تثير انتباه أحد وبموقع إلكتروني متوقف وصفحة على فيسبوك لم يجر تحديثها منذ 2013 وعن تسجيل مواقف من القضايا الوطنية والدولية باستثناء بيان تضامني مع الشعب الفلسطيني أصدره بعد أيام من بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في تشرين الأول أكتوبر الماضي وأعلن فيه تعليق كل أنشطته الثقافية إلا ما تعلق بنصرة القضية الفلسطينية قبل أيام عاد اسم اتحاد الكتاب الجزائريين إلى الواجهة مجددا مع إعلان الشاعر والأكاديمي علي ملاحي الأحد الماضي استقالته من الاتحاد الذي كان يشغل فيه عضوية مكتبه التنفيذي ومجلسه الوطني ورئاسة رابطة النقد وبسبب عدم توضيحه أسباب خطوته تلك دعا الشاعر والكاتب عادل صياد وهو من معارضي الرئيس الحالي ملاحي إلى الكشف من موقعه ومستواه عن أسباب هذه الاستقالة لعلها تفتح النقاش مجددا حول موضوع الاتحاد وهوية مغتصبيه مع عملية جرد مفصل لحجم الأضرار الرمزية والمادية والتاريخية التي ألحقوها به أما الشاعر والناشط الثقافي عبد العالي مزغيش فربط استقالة ملاحي الذي قال عنه إنه ظل يدافع عن شرعية رئيس الاتحاد أمام منتقدي الوضع الكارثي والمخزي لاتحاد الكتاب الجزائريين بما سماه الوضع غير المشرف لأعرق تنظيم ثقافي في بلادنا وصمته المطبق أمام القضايا الكبرى للدولة الجزائرية وشؤون الكتاب الجزائريين مع غلق تام لمقر الاتحاد منذ 2009 ليس دفاعا عن الكاتبة ضد ما طاولها من شتائم وتشهير اكتفى علي ملاحي إذن بإعلان استقالته من دون ذكر أسبابها إلا أن الخطوة فهمت كموقف ضد صمت الاتحاد وعدم اتخاذه موقفا من الجدال الذي أثير ولا يزال يثار حول رواية هوارية للكاتبة إنعام بيوض والتي أحدثت بعد إعلان فوزها بـجائزة آسيا جبار للرواية انقساما لدى الكتاب أنفسهم بين منتقد تضمنها عبارات وصفت بالبذيئة وبين مدافع عنها وعن حرية الكاتبة وهذا التفسير تؤيده استقالتان أخريان فبعد يوم واحد أعلن الكاتب والأكاديمي بومدين جلالي استقالته من الاتحاد لكونه لم يتخذ موقفا من الرواية المسيئة إلى وهران في إشارة إلى رواية بيوض التي تدور أحداثها في مدينة وهران غربي الجزائر مضيفا في منشور على حسابه في فيسبوك منذ اندلاع النقاش حول رواية هوارية اتخذ المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب الجزائريين موقف المتفرج ولم يبد أي رد فعل مهما كان نوعه وظل في الظل كأن النقاش الأدبي الحاصل حول الرواية وحول الجوائز الأدبية والكتابة عموما يقع في دولة أخرى غير الجزائر وفي اليوم نفسه أعلن الكاتب والمترجم أحمد ختاوي انسحابه من الاتحاد مبررا ذلك أيضا بعدم اتخاذه أي موقف من الجدل حول الرواية المذكورة تعليقا على هذه الاستقالات المتزامنة تساءل الكاتب والمسرحي احميد عياشي في حسابه على فيسبوك هل كان هناك أصلا اتحاد الكتاب الجزائريين بينما كتب الروائي بشير مفتي ما المانع من تأسيس عشرات من اتحاد الكتاب الجزائريين مع التحفظ على كلمة اتحاد التي لم تعد صالحة لزماننا اليوم هل في ذلك استحالة أم هو العجز عن المبادرات المستقلة التي من شأنها أن تنقذ الفعل الثقافي من النمطية والروتين وحتى التبعية مضيفا تعودنا على فئات من الكتاب يريدون الاستيلاء فقط على الجاهز الذي لا يحتاج إلى جهد أو فكر أو عمل خلاق مع أن مساحات الفعل الثقافي الحر واسعة وبلا حدود في جزائر شاسعة كقارة لعل المفارقة في هذه الاستقالات أن أصحابها ظلوا صامتين عن صمت اتحاد الكتاب الجزائريين الطويل ثم قرروا الانسحاب منه في خضم جدل حول رواية أدبية لكن ليس دفاعا عن حرية الكاتبة وناشرتها ضد ما طاولهما من شتائم وتشهير بل لأنه لم يتحول في هذه الحكاية إلى سلطة رقابية أخرى تدين الأدب بدعوى خدش الحياء العام ولعل صمته هنا تحديدا من النقاط القليلة التي تحسب له لا عليه

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح