هنري ديفيد ثورو الصارخ في البرية

٢٥ مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل صحيفة المرصد

لوحة بريشة بيكاسو عن الإنسان والطبيعة (متحف بيكاسو)

(( المصدر )) خاص :

لا أعرف كيف لا نكره روبنسن كروزو أو طرزان أو هنري ديفيد ثورو؟ كيف وقد أثبتوا لنا أنهم في غنى عنا، وعما نعتز به من روابط نحرص على غرسها في أعماق أرواحنا؟ كيف ونحن نتواصى بالجار ولا جيران لهم، وننشد الجنة تحت أقدام الأمهات وهم هجروا أمهاتهم، ونتكافل في الملمات ويواجهونها منفردين، ونتجمع في الأفراح وأفراحهم صامتة في صدورهم؟ كيف ونحن على ما نحن عليه وهم على ما هم عليه نتقبل نجاحهم بغير أسبابنا، ونتسامح مع تخليهم طوعاً أو كرهاً عن الروابط التي نسميها (المجتمع)؟ بل لعلنا لا نتقبلهم وحسب، ولكننا في قراءتنا عن هؤلاء يملؤنا الحماس لهم، والخوف عليهم، والترقب الشديد لنجاحهم، لأننا نرى أنفسنا فيهم، ولو أنهم النقيض الذي يفضح ما نحن إياه.
نقرأ روبنسن كروزو فنرقب معه الأرض التي ينجح في زراعتها، والماعز التي يتمكن من تدجينها، فننتظر المحصول في شغف، ونحصي معه النسل الجديد، ونطمئن إلى المؤونة وهي تتراكم في كهفه، ونشاهده في نسخة توم هانكس السينمائية وقد نبتت له لحية شعثاء يلقي رمحاً سقيم الصنعة يظفر له بسمكة حية من البحر فيضع كل منا وساماً على صدره كأنه الذي حذق الصيد إلى هذا الحد.
لا أحسب أن سبب تلك المشاعر الوحيد هو أن هؤلاء الناجين بلا فضل إلا لأنفسهم يعطوننا أملاً في أننا يمكن أن ننجو من محنة مماثلة، ولكن لأنهم دعوة دائمة لنا كي نخطو هذه الخطوة الواحدة فنفلت بعدها من قيودنا.اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل صحيفة المرصدغالبية الواحد... هنري ديفيد ثورو الصارخ في البرية لورنس بيول يستعيد في كتابه التفكير العاصي سيرة الكاتب الذي حاز شهرة عالمية بعدما حكى قصة إقامته لما يربو على عامين منعزلاً في غابة على بحيرة والدن
لوحة بريشة بيكاسو عن الإنسان والطبيعة (متحف بيكاسو)
لا أعرف كيف لا نكره روبنسن كروزو أو طرزان أو هنري ديفيد ثورو؟ كيف وقد أثبتوا لنا أنهم في غنى عنا، وعما نعتز به من روابط

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع صحيفة المرصد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح