هموم شعرية مع علي عاشور

٦١ مشاهدة
تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في علاقته مع قارئه وخصوصيات صنعته ولا سيما واقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته ليتنا نعرف ما يحتويه تراثنا الأدبي قبل انتقاده يقول الشاعر السعودي لـالعربي الجديد ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظل ما يجري من عدوان إبادة على غزة تحرير فلسطين علينا أن نغضب علينا أن نكون شعبا غاضبا ونثور على هذا العالم علينا أن نثور على كل شيء إما فلسطين أو لا عالم إما فلسطين أو النار جيلا بعد جيل في بقاع العالم كلها من هو قارئك وهل تعتبر نفسك شاعرا مقروءا لا أستطيع ادعاء أنني شاعر مقروء كتبي وقصائدي متوفرة في المكتبات ومعارض الكتب وبعضها مقرصن بصيغ إلكترونية يتواصل معي بعض القراء والشعراء بين حين وآخر غير أنني انزويت على ذاتي وابتعدت عن المشهد في السنوات الأخيرة وهذا ما قلل من تواصلي مع القراء والوسط الثقافي عموما ما أعول عليه هو قارئ الشعر الذي يتعامل مع القصيدة كما يتعامل الجزار مع الذبيحة أبحث عن هذا النوع من القراء الذين يغورون في متاهات النصوص تفاصيل الجمل وتراكيبها ودلالات المعاني وعلاقتها باللغة قلت سابقا إنني أحترم الذائقة الأدبية تلك التي تقوم على الإعجاب أو عدمه هناك من يأنس للشعر الموسيقي وهناك من يميل إلى الشعر الغامض وغيرهم يميل إلى الشعر السهل الممتنع لكن الذائقة الأدبية لا تضيف لي كشاعر كيف هي علاقتك مع الناشر هل لديك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلم به لشعرك كنت محظوظا منذ البداية في علاقتي مع الناشر تعاملت مع داري نشر هما دار مسعى للنشر والتوزيع ومنشورات تكوين تبنى الناشر والشاعر محمد النبهان مدير دار مسعى أول ثلاثة كتب وتبنى الناشر والشاعر محمد العتابي كتابي الرابع في تجربة كل كتاب كانت هناك مراجعة ومناقشة وتحرير دون مجاملات ودون تحفظات أتذكر عام 2012 عندما اتصل بي النبهان والتقينا في البحرين لمناقشة المسودة الأولى من كتاب عين في إصبع تناقشنا وحررنا الكتاب سويا لمدة أربع ساعات ومن ثم التقينا مرة أخرى لمناقشة النسخة الأخيرة وتحريرها كشاب متعطش لطباعة كتابه الأول اعتقدت في البداية أن النبهان قاس جدا وكأنه يريد أن يتخلص من الكتاب لكن تلك التجربة علمتني أهمية المحرر الأدبي التحرير يتجاوز التدقيق اللغوي وإعادة صياغة جملة هنا أو هناك هي مراجعة كاملة لبنية النص ووحداته وأبعاده عملية التحرير أضافت لتجربتي كشاعر قبل أن تضيف إلى تجربة النص المطبوع وعلى هذا قس تجربة تحرير الكتابين الثاني والثالث بعد أن وافقت منشورات تكوين على ديوان غيوم سيت اتصل بي العتابي لاستشارتي بما يخص صف الكتاب وإخراجه منوها إلى أن الكثير من القراء في العالم العربي لا يستسيغون قصيدة الومضة أو الكتابة الشذرية قال العتابي إنه يعول على الشعر بعيدا عن حكم القراء وأن علي تقبل هجوم القراء الذي يرفضون رؤية صفحة بيضاء إلا من جملة شعرية أو جملتين فهناك من يرفض تسمية الشذرة نصا قائما بذاته أجبت العتابي بإصراري على إخراج التجربة كما كتبت وأهلا وسهلا برفض القراء ونقدهم بل حتى سخريتهم لذلك أقول إني كنت محظوظا تعاملي كان مع شاعرين قبل أن يكون مع ناشرين كيف تنظر إلى النشر في المجلات والجرائد والمواقع أنا مع النشر أينما وجد الشاعر نفسه قادرا على ذلك لا أحكم على الآخرين وخياراتهم لكني أفضل أن يمر نصي من المحرر أن يرفض نصي أن ينتقد أن يراجع للأسف لم تعد هناك ملاحق ثقافية كثيرة تهتم بالشعر ولم يعد هناك محررون يتواصلون مع الشعراء بناء على النص لا عملية قبول أو رفض وحسب هل تنشر شعرك على وسائل التواصل الاجتماعي وكيف ترى تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل صرت أتخلص من الكثير من القصائد بعد طباعة كتاب عين في إصبع أصبحت مهووسا بكتابة الشعر كمشروع صرت أعتبر كل نص خارج عن الاشتغال على المشروع الشعري عبارة عن تمرين يد أو محاولة تجريب في اللغة مع انتقالي إلى كندا قللت نشري للنصوص تدريجيا حتى وصلت لمرحلة أن الأصل هو التخلص من النصوص ورمي الأوراق في سلة المهملات كي لا أعود إليها وطدت علاقتي مع المحو وركزت على كتابة المشروع الشعري كل ما نشرته في السنوات الثلاث الأخيرة لا علاقة له بما أشتغل عليه كنص كلها تمارين يد لا أكثر أتابع بعض الشعراء الذين ينشرون على مواقع التواصل أنا مدين لهم لتخفيفهم حنقي على الحياة ولإبقاء علاقتي اليومية مع الشعر العربي اشتغالي في الصحافة الكندية مؤخرا أبعدني عن اللغة العربية من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك من وجهة نظري على كل قارئ أدب عربي أن يكون قارئا للشعر بالضرورة تراثنا الأدبي والثقافي شعري أولا وأخيرا أتعجب ممن لا يقرأ تراثه الأدبي وهنا عتبي على مؤسسات التعليم والإعلام والثقافة هل توافق أن الشعر المترجم من اللغات الأخرى هو اليوم أكثر مقروئية من الشعر العربي ولماذا في السنوات الأخيرة لاحظت تحول علاقة القارئ مع الشعر المترجم أكثر من علاقته مع تراثه الكارثة أنني وجدت أن كتاب رواية وقصة وصحافيين علاقتهم ضعيفة مع تراثهم كيف يمكن لروائي مثلا أن يغوص في عوالم نصه وكيف له أن يعتني ببنية نصه دون الاطلاع على تراثه الشعري الهائل هذا سؤال ثقافي يجب طرحه ومناقشته بجدية للأسف هناك من يسخر من الأدب العربي والشعر العربي دون معرفة أولية بهذا الشعر والتراث بل أحيانا دون معرفة باللغة نفسها ولكثير من هؤلاء حضور في المشهد الثقافي وكتب مطبوعة صار بعضهم يتهمك بأنك عبد اللغة ما إن تناقش معه التراث وأهميته أعتقد أننا بحاجة للعودة إلى الشعر لإنتاج أدب حديث والكسالى وحدهم من يتهمون علاقة القارئ أو الكاتب العربي مع تراثه بالتمسك بالماضي ليتهم يعرفون ما يحتويه هذا الماضي قبل نقده ما هي مزايا الشعر العربي الأساسية وما هي نقاط ضعفه ميزة الشعر العربي هي اللغة العربية وجمالياتها وخواصها ضعف النص من وجهة نظري هو ضعف في العلاقة مع اللغة وفي التفكير شعريا من خلال اللغة شاعر عربي تعتقد أن من المهم استعادته الآن أبو تمام أعتقد أن الصنعة ظلمت علينا أخذ الصنعة إلى أقصاها ما الذي تتمناه للشعر العربي أن يقرأ من أهله أولا أن يدرس بالمدارس أن يكون ثقافة عربية عامة هذا أهم من ترجمته إلى لغات العالم بطاقة شاعر وصحافي مستقل مقيم في كندا من مواليد قرية سنابس شمال شرق السعودية عام 1989 صدرت له أربع مجموعات شعرية هي عين في إصبع 2013 ومن العتمة إلى الجياع 2015 وسيرة الشبيه 2017 وغيوم سيت 2020 حاز مؤخرا جائزتي شيرين أبو عاقلة للصحافة المختصة بالعدالة الاجتماعية وليونارد شيفرين ولويز دولود للمراسلين الناشئين في كندا يعمل حاليا في الصحافة المحلية الكندية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح