همم القارات و همم الحارات احمد عبدالملك المقرمي

25 مشاهدة
التاريخ لا يزور حتى و إن تسللت إلى صفحاته أقلام الدس و التطبيل و إطراء من لا يستحق و بخس من يستحق فإن مكافحة فيروسات التزوير تجلي الحقيقة و تفضح أقلام التزييف فالتاريخ لا يكتبه الإعلام لكن تكتبه المواقف و تبقى كلمات الإعلام أشبه بنقوش التجميل التي لا تثبت طويلا فتتلاشى و تذوب لتبقى الحقيقة بجمالها الأصيل أو بواقعها الماثل لليمنيين حضارة و تاريخ لا يجهله أحد و لا ينتقص منه منصف وأوتيت من كل شيء و لها عرش عظيم ففي هذا البلد الطيب الكريم بلدة طيبة ورب غفور نشأت حضارة لم يمح عظمتها و ذكرها الزمن لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان يكشف لنا التاريخ العقلية اليمنية التي تتعاطى مع الأمور بأدوات الفكر و معطيات العقل وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون فغلبت لغة التخاطب و التفاهم علها تسبر غور تلك الرسالة التي ألقيت إليها و لم تقف عند منطق نحن أولوا قوة و أولو بأس شديد فمن هذه الناحية ثمة إعداد و اللجوء إلى هذا الأمر يأتي بعد استنفاد قراءة الواقع فكانت القراءة الواعية التي لم يكن للعنتريات فيها أثر رغم ما قدمه المختصون من تقريرنحن اولوا قوة بقيت هذه الثقافة السلوكية الواعية راسخة في الأجيال المتعافبة و لذا فقد آمن اليمنيون و تبعوا رسالة الإسلام برسالة و تقبلوها بيقين الوعي و الإدراك و كان التعاطي نفس ما كان مع إني ألقي إلي كتاب كريم فحينها قالت بلقيس رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين و فعل اليمنيون تجاه رسالة الإسلام الفعل نفسه في موقفين موقف الخزرج الذين قدموا مكة يطلبون تحالفا يعقدونه ضد بني عمومتهم الأوس و كلاهما من اليمن فلقيهم الرسول الأمين ص فألقى عليهم رسالته الشفهية فإذا الوفد الستة يقولون و الله إنه لخير مما أتينا له و كانت الهداية التي عمت يثرب فقال قائلها رب إني ظلمت نفسي و أسلمت مع محمد لله رب العالمين فأصبحت المدينة المنورة و أما من كانوا في اليمن فقد سبق أنهم آمنوا برسالة لم يقبع اليمنيون في بلادهم فما هو إلا أن نادى منادي الجهاد و الفتوحات حتى هب اليمانيون بعشرات الألوف يؤمون جهاته فكان لهم أثرهم في فتوحات الشام و العراق و وما وراء النهر كما كان في مصر و شمال أفريقيا و حضورهم الفعال في الأندلس شارك اليمانيون في الفتوحات وشاركوا في البناء وتشييد الحضارة في الدولة الإسلامية التي أخذت تتوسع مساحة و علما وحضارة كما أخذت توسع آفاق العقول و مدارك الشعوب و تخاطب بقوة من يقفون في وجه تحربر الشعوب متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا و في مشرق الدولة الإسلامية الواسعة التي ضمت ما بين الصين إلى فرنسا مضى اليمنيون الحضارم ينشرون الإسلام بمرهفات الأخلاق المرهفة فإذا إندونيسيا و الفلبين رقعة إسلامية الهوى و الهوية وددت أن أذكر أسماء لرجال الحضارة و العلم و القيادة و الحكم و العدل ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه فكانوا النجوم الزاهرة امتدوا من إندونيسيا حتى الأندلس غير أن ذكر بعضهم يبخس البعض الآخر و أنى لي آن أحصيهم هؤلاء هم اليمانيون ممن ناطحت هممهم فتح أقطار العالم بعقيدة و همم واحدة متحدة لا بهمم من تقاصرت بهم طموحاتهم فلا نتجاوز عقلية رجال الحارات و الحوافي و القرى لليمنيين تاريخ ينتظر حاضرهم أن يستلهموا تاريخ ماضيهم بهمم الآباء و الأجداد الرفيعة القدر العالية الهمم المتحدة الصف

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع الصحوة نت لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح