هكذا تعثر مشروع الرصيف الأميركي العائم قبالة ساحل غزة

٤٧ مشاهدة
عندما فكرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمرة الأولى في إصدار أمر للجيش بإنشاء الرصيف العائم قبالة ساحل قطاع غزة في أواخر عام 2023 لإيصال المساعدات لم يجر التعامل مع الأمر على أنه أولوية وكانت الولايات المتحدة وقتها تتعرض لضغوط لتخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني الذي تمزقه الحرب وهي أزمة فاقمها إغلاق إسرائيل العديد من المعابر الحدودية البرية وبالتالي اتجهت الأنظار إلى تسليم إمدادات الإغاثة الإنسانية بحرا باعتباره حلا محتملا وقال مسؤول أميركي سابق وآخر حالي إن الأميرال كريستوفر جرادي نائب رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة وصاحب الخبرة البحرية الطويلة أبلغ اجتماعا أنه يشعر بقلق بالغ من أن البحر قد يصبح هائجا للغاية بحيث لا يتمكن أي رصيف عائم من توصيل المساعدات الإنسانية وعرض أمام الاجتماع كل المخاطر التي يراها مرتبطة بالطقس ولم تظهر الفكرة مرة أخرى إلا في أوائل 2024 عندما أصبح الوضع في قطاع غزة أكثر بؤسا ومع تحذير منظمات إغاثة من أن مجاعة واسعة النطاق بين المدنيين الفلسطينيين تلوح في الأفق وقال مسؤول كبير سابق في إدارة بايدن وصلنا إلى نقطة بدا فيها من المناسب تحمل مزيد من المخاطر لأن الاحتياج بات ضخما للغاية لكن ما نتج عن تلك النقاشات والقرارات خلال تنفيذ مهمة الرصيف العائم المؤقت لم يسر على ما يرام وجرى التنفيذ بمشاركة ألف جندي أميركي لكن الرصيف لم يوصل إلا قسما ضئيلا من المساعدات التي تعهد بتسليمها رغم أنه كلف ما يقرب من 230 مليون دولار كما تعرض الرصيف العائم المؤقت منذ بداية العمليات للحظ العاثر وسوء التقدير بما شمل نشوب حريق وسوء أحوال الطقس والمخاطر على البر من المعارك التي تدور بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس واعترف بايدن بعد أن تعهد بزيادة ضخمة في المساعدات بأن الرصيف العائم لم يرق إلى مستوى تطلعاته وقال للصحافيين في 11 يوليو تموز كنت آمل أن يكون ذلك أكثر نجاحا ولم ترد أنباء من قبل عن النقاشات الداخلية بشأن رصيف غزة بما في ذلك الخيارات المستبعدة لنشر قوات في القطاع لفترة وجيزة وكانت مهمة الرصيف التي انتهت رسميا الأسبوع الماضي الأكثر إثارة للجدل من بين محاولات الجيش الأميركي للمساعدة في احتواء تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر تشرين الأول 2023 وأثارت انتقادات من معارضين لبايدن من الجمهوريين والعديد من موظفي الإغاثة الحاليين والسابقين وأحالت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون الإجابة عن الأسئلة ذات الصلة بالرصيف العائم إلى مضمون تصريحات أدلى بها نائب الأميرال براد كوبر نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية في إحاطة في 17 يوليو تموز الحالي وفي تلك الإحاطة قال كوبر إن المهمة كانت ناجحة حيث جرى تسليم أكبر كمية من المساعدات على الإطلاق إلى الشرق الأوسط ووصف مايك روجرز وهو النائب الجمهوري الذي يرأس لجنة الرقابة العسكرية في مجلس النواب الأميركي الرصيف بأنه مصدر إحراج وأضاف لرويترز الرصيف هو نتيجة حسابات سياسية سيئة ومغلوطة من إدارة بايدن ومع تصاعد المخاوف في 2023 إزاء الأزمة الإنسانية بغزة كلف كورتيس ريد كبير موظفي مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض وقتها بتكوين مجموعة عمل مع أجهزة ووكالات حكومية مختلفة لبحث سبل زيادة المساعدات إلى القطاع وقال المسؤول السابق الكبير كان طلبا من كل الأجهزة والوكالات بأن تضع كل ما لديها على الطاولة ثم بدأ البنتاغون بحث الخيارات وردا على طلب للتعليق أقر مجلس الأمن القومي بوجود نقاشات بين الأجهزة والوكالات الحكومية بشأن خيارات محتملة للسياسة حيال الأمر وقالت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بفضل هذا العمل تمكنا من تعزيز تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة مستخدمين كل أداة ممكنة وذكر ريد أن الجنرال مايكل إريك كوريلا قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي اقترح في البداية عندما أطلع وزير الدفاع لويد أوستن على تفاصيل تنفيذ مهمة الرصيف العائم أن يتضمن الأمر إرسال عدد محدود من القوات الأميركية للوجود على الأرض بشكل مؤقت لربط الرصيف بالشاطئ وقال ريد ومسؤول أميركي حالي إن أوستن كان على علم بأن البيت الأبيض يعارض نشر قوات أميركية في قطاع غزة وإنه طلب من كوريلا إعادة صياغة تفاصيل تنفيذ المهمة وأضاف ريد أن كوريلا وضع خطة لتدريب القوات الإسرائيلية على تركيب الرصيف على الشاطئ ونفذت القوات الإسرائيلية الخطة في وقت لاحق ونفى مسؤول دفاع أميركي طلب عدم ذكر اسمه الرواية وقال نشر قوات على الأرض لم يكن أمرا مطروحا على الإطلاق وقال مسؤولون حاليون وسابقون إن القيادة المركزية كانت واثقة جدا من نجاح مشروع الرصيف وتابع ريد قائلا كانت القيادة المركزية الأميركية والجنرال كوريلا يقولان منذ اليوم الأول وباستمرار نستطيع أن نفعل هذا حظ عاثر واجه الرصيف العائم وواجه الرصيف العائم أول حظ عاثر في 11 إبريل نيسان الماضي عندما اندلع حريق في غرفة محركات سفينة حربية تابعة للبحرية كانت تنقل جزءا من منظومة الرصيف إلى البحر المتوسط وتمكن الطاقم من إخماد الحريق لكن اضطرت السفينة إلى العودة إلى الولايات المتحدة أما الطقس فقد كان هو المشكلة الأصعب جاءت تحذيرات مبكرة من الصعوبات التي قد تواجهها القوات الأميركية بسبب هياج البحر في الصيف الماضي عندما حاولت القوات الأميركية تركيب رصيف على شاطئ أسترالي خلال تدريب عسكري وقال ضابط عمل بشكل مباشر في ذلك التدريب العسكري على تركيب الرصيف لرويترز إن البحر كان هائجا للغاية وفي نهاية المطاف لم يتمكن الجنود من ربط الرصيف مباشرة بالشاطئ واضطروا إلى استخدام قوارب لنقل الإمدادات من نهاية الرصيف العائم إلى الشاطئ ويقر مسؤولون أميركيون بأن أحوال الطقس في البحر المتوسط شكلت مصدر قلق لهم لكنهم لم يكونوا مستعدين لمدى اضطراب الظروف البحرية التي اتضح أنها أسوأ من المتوقع وقال مسؤول دفاع أميركي بارز التوقعات التي كانت لديهم هي أن حالة البحر ستكون هادئة نسبيا حتى شهر سبتمبر أيلول لكن الأمواج كانت عاتية لدرجة أنها كسرت الرصيف بعد تسعة أيام فقط من بدء تشغيله في 16 مايو أيار والضرر كان بالغا لدرجة أن الرصيف كان يجب أن ينقل إلى ميناء أسدود الإسرائيلي لإصلاحه ولم تكن هذه الواقعة استثناء بل كانت الوضع الطبيعي تقريبا نظرا لأن الأحوال الجوية السيئة عطلت تشغيل الرصيف العائم وقلصت مدة عمله لتقتصر على 20 يوما فقط وهي نصف المدة التي استغرقها نقل الرصيف بأكمله عبر البحر إلى قبالة قطاع غزة ورغم عدم وقوع أي وفيات أو هجمات مباشرة معروفة على الرصيف أصيب ثلاثة جنود أميركيين أثناء دعمهم العمليات في وقائع غير قتالية واستدعت حالة أحدهم نقله للعلاج وهو في حالة حرجة مبالغة في تقدير قدرة التوزيع كما ثبت أيضا أن توصيل الطعام ومستلزمات المأوى والرعاية الطبية التي جرى جلبها إلى الشاطئ عبر الرصيف كان أصعب من المتوقع وسعى الجيش الأميركي إلى إرسال ما يصل إلى 150 شاحنة يوميا من المساعدات القادمة ولكن نظرا لأن الرصيف العائم عمل مدة 20 يوما فقط يقول الجيش إنه نقل ما مجموعه 19 4 مليون رطل فقط من المساعدات إلى قطاع غزة ويعادل ذلك نحو 480 شاحنة من المساعدات جرى تسلمها إجمالا من الرصيف بناء على تقديرات برنامج الأغذية العالمي في وقت سابق من هذا العام للوزن الذي يمكن أن تحمله شاحنة وتقول الأمم المتحدة إن هناك حاجة لدخول نحو 500 شاحنة محملة بالمساعدات يوميا لتلبية احتياجات الفلسطينيين في القطاع وبعد أيام فقط من وصول أولى شحنات المساعدات من الرصيف في قطاع غزة تزاحمت وتدافعت حشود على شاحنات واستولت على بعض ما تحمله وأدى قتل إسرائيل سبعة من موظفي وورلد سنترال كيتشن في إبريل نيسان واستخدامها منطقة قريبة من الرصيف لتطلق منها مهمة إنقاذ رهائن في يونيو حزيران إلى إضعاف ثقة منظمات الإغاثة بعمليات الرصيف واعتمدت الولايات المتحدة على تلك المنظمات لتتسلم الإمدادات من الشاطئ وتوزعها على السكان واعترف مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية بأن تسليم المساعدات اتضح أنه ربما يكون أكثر صعوبة مما توقعه المنظمون وقال أحد المسؤولين السابقين إن كوريلا أثار مسألة التوزيع باعتبارها مصدر قلق في وقت مبكر وذكر المسؤول السابق كان الجنرال كوريلا واضحا جدا أيضا بشأن ذلك يمكنني القيام بدوري من هذا ويمكنني القيام بالتوزيع إذا كلفت بذلك وأضاف لكن تم تحديد أن ذلك خارج نطاق المهمة بشكل واضح ولذلك كنا نعتمد على هذه المنظمات الدولية وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون لرويترز إن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة لم تكن أبدا متحمسة بشأن الرصيف العائم وفي اجتماع مغلق للمسؤولين الأميركيين ومنظمات الإغاثة في قبرص في شهر مارس آذار أعلنت سيغريد كاج منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة دعما ضمنيا لمشروع الرصيف العائم الذي اقترحه بايدن لكن كاج شددت مرارا على أن الأمم المتحدة تفضل إيصال المساعدات عبر البر البر البر وفقا لمصدرين مطلعين على المناقشات وجاء قلق منظمات الإغاثة الضمني في الخلفية من أن بايدن وبسبب تعرضه لضغط من ديمقراطيين بسبب قتل إسرائيل مدنيين في قطاع غزة كان يدفع لحل من شأنه أن يكون في أفضل الأحوال حلا مؤقتا وفي أسوأ الأحوال سيخفف الضغط عن حكومة نتنياهو من أجل فتح طرق برية إلى القطاع ووصف ديف هاردن المدير السابق لبعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الضفة الغربية وقطاع غزة مشروع الرصيف بأنه مسرح إنساني وأضاف خفف هذا للأسف الضغط عن إتاحة عمل المعابر البرية بشكل أكثر فعالية رويترز العربي الجديد

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح