هكذا فعل الغماري وهكذا رحل

38 مشاهدة

لم يكن الشهيد الغماري مجرد قيادي في رئاسة هيئة الأركان، بل كان شعلة من العمل الدؤوب والجهود الجبارة للبناء والتطوير على مدى سنوات من دون استراحة محارب، فكان سيف الرهان في يد القائد يضرب به أعداء اليمن وفلسطين والإنسانية، وكان نبض اليمنيين يترجم طموحهم على أفضل ما يمكن ووفقاً للمتاح والممكن، وأحياناً بخيارات تفوق تصورات اليمنيين والأعداء معاً، لقد أدى المسؤولة وكان رجلها على أرقى مستوى.

من مقاعد الدراسة، إلى زنازين الثائرين “المكبرين” مروراً بمتاريس الجهاد ومقاعد القتال، وصولاً إلى قيادة رئاسة هيئة الأركان، تميز الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري بذكاء خارق وعقلية استراتيجية.

تلمس من عايشه طباعاً متميزاً وفريداً في شخصية القائد الجهادي الكبير الشهيد محمد الغماري إذ كان هادئاً، ليّناً، حسن الطبع خفيف الدم، بشوش الوجه كثير الابتسامة مع رفاقه وفي أوقات السلم، وسرعان ما يتحوّل ذلك الشاب الأربعيني الهادئ إلى أسد هصور وإعصار مدمّر على الأعداء في أوقات الشدائد والحروب من عدوان السنوات العشر إلى “طوفان الأقصى”. تولى رئاسة هيئة الأركان على مدى 14 عاماً شهد فيها اليمن أصعب وأخطر المراحل والتحديات العسكرية وأهم التحوّلات ربما في تاريخ البلاد المعاصر، وكان فيها رجل مسؤولية لا يهدأ له بال في البناء والتخطيط والتطوير والمواجهة.

من هو الغماري؟

ينحدر القائد الجهادي الشهيد الغماري من منطقة غُمار من مديرية المدان التابعة إدارياً لمحافظة عمران، نشأ وترعرع في صنعاء وتميز بين أقرانه بالذكاء والفطنة والالتزام وحسن الخلق في مقاعد الدراسة حتى تخرج من الثانوية العامة بتقدير “امتياز”، والتحق بقسم الصيدلة في كلية الطب بجامعة صنعاء.

في مطلع الألفية الثالثة، تم اعتقاله من قبل السلطة في عهد الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح على خلفية تأييده وتبنّيه مشروع السيد حسين بدر الدين الحوثي النهضوي التحرري المناهض للهيمنة الأميركية والإسرائيلية، وأنشطة من بينها استقبال الشباب الذين كانوا ينتقلون من صعدة وغيرها من المحافظات لترديد شعار أنصار الله المعروف في الجامع الكبير بالعاصمة صنعاء (الله أكبر … الموت لأميركا .. الموت لإسرائيل اللعنة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح