هروب جماعي من المسؤولية مطار عدن شاهد على فساد رسمي منظم
عدن – المساء برس|
في مشهد يختصر عبث السلطة وانفصالها الكامل عن واقع البلاد، تحوّل مطار عدن خلال الأسابيع الأخيرة إلى منصة عبور دائمة لمسؤولي الحكومة الموالية للتحالف الذين يتسابقون نحو الرحلات المغادرة، بينما يعيش المواطنون داخل البلاد أزمات اقتصادية خانقة وانقطاعاً في المرتبات وغياباً تاماً للخدمات.
الصحافي فتحي بن لزرق، كشف جانباً مظلماً من هذا المشهد، في مقال له نشره على حسابه في فيس بوك، وصف ما يجري في المطار بأنه هروب جماعي للوزراء والوكلاء والمديرين العامين تحت غطاء “الورش والمؤتمرات”، التي لا تحمل أي مردود حقيقي على الوطن، سوى المزيد من الهدر المالي والإسراف غير المبرر في موارد الدولة.
يقول بن لزرق إن ما بين 30 إلى 40 في المئة من المسافرين عبر مطار عدن هم من كبار المسؤولين الحكوميين، يسافرون تحت ذرائع مضحكة مثل “الاستراتيجيات التنسيقية لمواجهة مخاطر التباعد التفكيكي” أو “استدامة الخطط المتشابكة في الإطار التفويضي” — عناوين عبثية لا تعني شيئاً في واقع بلدٍ ينهار تحت وطأة الجوع والانقسام والفساد.
كل ورشة أو مؤتمر، بحسب وصفه، ترافقه وفود من ثلاثة إلى ثمانية أشخاص، يحصل كل منهم على تذاكر سفر وبدلات تصل إلى ثلاثة آلاف دولار على الأقل للفرد الواحد، في وقتٍ لا يجد فيه الموظفون رواتبهم منذ أشهر، وتُبرَّر الأزمة المالية الدائمة بحجة “عدم وجود موارد”.
هذا النمط من الفساد المنظم يعكس، وفق مراقبين، سقوطاً أخلاقياً وإدارياً مدوياً لحكومةٍ باتت تعيش على هامش الدولة، فيما المواطن الغارق في المعاناة اليومية لا يجد سوى بيانات التبرير وذرائع العجز.
إن ما يجري في مطار عدن يتجاوز قضية سفر مسؤول، إذ بات مصغّرة لنظامٍ فاسدٍ يعيش من أموال الشعب ويسافر بأحلامه المنهوبة، فيما تترك المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة التحالف رهينة الانقسامات، والرواتب مجمّدة، والمستقبل مغيّباً في حقائب السفر، كما يقول مراقبون.
ارسال الخبر الى: