هروب الكفاءات بعد الحرب يدفع اقتصاد الاحتلال للانهيار

٥٢ مشاهدة
رغم إدراكه حجم تأثير ما كتبه على معنويات جمهور المستوطنين في دولة الاحتلال فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بنيت لم يتردد في إبراز خطورة دور الحرب على غزة في دفع المزيد من أصحاب الخبرات والكفاءات الذين تعتمد عليهم صناعات التقنيات المتقدمة والسايبر إلى الهجرة ومغادرة الكيان الإسرائيلي ففي منشور كتبه مؤخرا على صفحته ب فيسبوك قال بينت الذي ينتمي إلى التيار الديني القومي المتطرف إن محادثة أجراها مع مهندسة برمجيات شهيرة وذات قدرات فائقة جعلته يشعر بقلق كبير إزاء تداعيات هروب العقول من الاحتلال بسبب الحرب بعد أن أبلغته هذه المهندسة أنها قررت المغادرة إلى الخارج بينت تحديدا الذي جمع ثروة تفوق الملياري دولار بفعل تدشينه وترؤسه عددا من شركات السايبر في إسرائيل والولايات المتحدة قبل التحاقه بالعمل السياسي يدرك خطورة تأثير هجرة العقول وأصحاب الكفاءات والمهارات الهروب من قطاعات عديدة بينت أبلغ متابعيه بأنه لم يعد يشعر بالراحة بعد أن تأكد أن قطاعات واسعة من العقول التي يعتمد عليها الاقتصاد الإسرائيلي ستغادر وختم منشوره قائلا نحن في حاجة ماسة لكل أصحاب الكفاءات الذين يعملون بإخلاص وتفان من أجل شعب إسرائيل حتى نخرج من الحضيض الذي علقنا فيه وما جعله يسلط الأضواء على هذه الظاهرة يرجع إلى عمق إدراكه خطورتها وتأثيرها الفادح على الاقتصاد الإسرائيلي لا سيما وأن عوائد مداخيل الخزانة العامة من الصناعات القائمة على التقنيات المتقدمة والسايبر وأمن المعلومات تمثل ربع الإيرادات من التصدير بشكل عام وانضم وزير الاتصالات السابق يوعاز هندل إلى بينت محذرا من خطورة هجرة العقول في أعقاب الحرب حيث نشر مقالا مطلع الأسبوع الجاري في صحيفة يسرائيل هيوم حث على عدم الهجرة وجاء فيه كل من يغادر فإنه يمس بقدرتنا على إصلاح شأن الدولة ويضر بالجهود الهادفة إلى ضمان بقائها وازدهارها الهجرة من الدولة لن يسفر عنها أي شيء جيد وعلى الرغم من عدم توفر معطيات دقيقة حول عدد الذين هاجروا من إسرائيل بعد اندلاع الحرب على اعتبار أن حكومة بنيامين نتنياهو غير معنية بتسليط الأضواء على هذه الظاهرة لأنها تكشف عن أحد مظاهر فشلها في الحرب إلا أن بعض وسائل الأعلام قدمت معطيات تشي بخطورتها زيادة الهجرة من بنسبة 150 فقد ذكرت صحيفة ذر ماركر الاقتصادية في عددها الصادر أمس الخميس أن زيادة بنسبة 150 طرأت على عدد الإسرائيليين الذين هاجروا بعد الحرب وأبلغوا السلطات في تل أبيب بأنهم لا ينوون العودة مقارنة بعام 2022 لكن الصحافية لي يرون التي أعدت التقرير لاحظت أن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين الذين يهاجرون ولا ينوون العودة إلى إسرائيل لا يحرصون في العادة على إبلاغ السلطات المختصة بعدم نيتهم في العودة وعلى الرغم من تحذير النخب السياسية من خطورة الهجرة العكسية فإن كل المؤشرات تؤكد أن الحرب أججت الدافعية للهجرة فقد ذكرت قناة 12 الإسرائيلية الثلاثاء الماضي أن النقاش بين الإسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي حول الهجرة إلى الخارج ارتفع بنسبة 100 وتحاجج شيرا جرينبرغ التي شغلت في الماضي منصب كبيرة الاقتصاديين في وزارة المالية في دولة الاحتلال بأن السبب الرئيسي الذي يدفع أصحاب الكفاءات والخبرات الذين تسميهم الطبقات القوية للتفكير بالهجرة إلى الخارج يتمثل في حقيقة أنهم مطالبون بتحمل عبء تغطية تكاليف الحرب من خلال خدمتهم المباشرة في الميدان وعبر تعاظم وطأة الضرائب المفروضة عليهم كأصحاب شركات ومبادرين أو كموظفين في هذه الشركات في وقت لا تتردد الحكومة في توجيه موازنات لصالح الطبقات التي لا تسهم في سوق العمل ولا تؤدي الخدمة العسكرية وتحديدا أتباع التيار الديني الحريدي مخاطر انهيار اقتصاد الاحتلال في مقابلة أجرتها معها صحيفة كالكلست الاقتصادية مطلع الأسبوع الجاري حذرت جرينبرغ من مخاطر انهيار الاقتصاد الإسرائيلي في حال واصلت الطبقات القوية تحمل عبء الخدمة العسكرية إلى جانب عبء تمويل نفقات الحرب مما سيعمق التوجه نحو الهجرة إلى الخارج وأعادت جرينبرغ إلى الأذهان حقيقة أن حكومة نتنياهو تشجع أتباع التيار الديني الحريدي الذي يسجل أعلى معدلات نمو طبيعي على عدم الإسهام في سوق العمل من خلال عدم إلزام مدارسهم بتعلم المواد الأساسية وتحديدا الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية مما يمثل عائقا أمام حصولهم على مؤهلات علمية تسمح لهم بالانخراط في سوق الصناعات المتقدمة وغيرها من الصناعات التي تسهم بشكل كبير في مداخيل خزانة الكيان من العمل الصعبة إلى جانب ذلك تشير الاقتصادية الإسرائيلية إلى أن الحكومة تشرع قوانين تهدف إلى إضفاء شرعية على إعفاء الشباب الحريدي من الخدمة العسكرية وهذا ما يفاقم الإحباط لدى المنتمين إلى الطبقات القوية وجهة اليونان وتعد اليونان من الوجهات الرئيسية للهجرة التي يفضلها الإسرائيليون كوجهة للهجرة بسبب تدني قيمة العقارات فيها وانخفاض الأسعار فيها إلى حد كبير وأشار تحقيق نشرته صحيفة هآرتس الأسبوع الماضي إلى أنه في الوقت الذي يبلغ متوسط سعر شقة سكنية في منطقة تل أبيب حوالي أربعة ملايين شيكل نحو 1 1 مليون دولار فإن متوسط سعر شقة سكنية بظروف ممتازة في العاصمة اليونانية أثينا ومحيطها 250 ألف يورو نحو 275 ألف دولار ويعبر أحد المستوطنين الذين تركوا الاحتلال بعيد انتهاء الحرب عن عمق رضاه عن العيش في اليونان بسبب انخفاض الأسعار حيث قال الحياة هنا غير مكلفة كما أبلغ الصحيفة ولفتت الصحيفة إلى أن التقديرات تشير إلى هجرة آلاف الإسرائيليين تحديدا من الذين يعملون في مجالات التقنيات المتقدمة والصناعات الدقيقة إلى اليونان بعد اندلاع الحرب حيث إن نسبة كبيرة من المهاجرين قررت البقاء في اليونان ولا تنوي العودة إلى إسرائيل حتى لو انتهت الحرب لكن ألمانيا وتحديدا العاصمة برلين تظل على رأس الوجهات المفضلة للشباب الإسرائيلي الذي يفكر في الهجرة وتحديدا من أولئك من أصحاب الكفاءات والخبرات في مجال التقنيات المتقدمة كما ذكرت صحيفة هآرتس في تقرير نشرته الأسبوع الماضي وحسب الصحيفة فإن الإسرائيليين يعدون برلين المدينة الأكثر أمانا في العالم بالنسبة لهم فساد السلطة وترفض الكاتبة ياسمين ليفي الدعوات التي تطلقها جهات رسمية أو أوساط ذات توجهات أيدلوجية لعدم الهجرة حيث أشارت إلى أن الحكومة تتجه تحديدا وقت الحرب إلى عمل كل ما من شأنه أن يعزز الدافعية للهجرة وفي تحليل نشرته صحيفة هآرتس مطلع الأسبوع الجاري رأت ليفي أن أصحاب الكفاءات من الشباب الذين يهاجرون أو يفكرون في الهجرة إنما يعبرون عن رفضهم لفساد السلطة الحاكمة التي تحابي التيار الديني الحريدي الذي لا يسهم في سوق العمل ولا يؤدي الخدمة العسكرية عبر تحويل مخصصات مالية ضخمة له ولصالح المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية من دون مراعاة لتكلفة الحرب ما أدى إلى ارتفاع مستويات غلاء المعيشة ترفض الكاتبة ياسمين ليفي الدعوات التي تطلقها جهات رسمية أو أوساط ذات توجهات أيدلوجية لعدم الهجرة حيث أشارت إلى أن الحكومة تتجه تحديدا وقت الحرب إلى عمل كل ما من شأنه أن يعزز الدافعية للهجرة وقد رفض يونتان إيلان أستاذ الإعلام في جامعة بارإيلان دعوة إلى الشباب الواعد وأصحاب الطاقات والخبرات بالبقاء في دولة الاحتلال حيث أشار إلى أن الواقع الذي تعيشه إسرائيل يدفع الكفاءات إلى المغادرة وفي مقال نشره في موقع زمان يسرائيل الأحد الماضي أكد أنه وزوجته التي تعمل مديرا عاما في شركة دولية يفكران في المغادرة إلى لندن لكن الحرب لم تسهم فقط في تعاظم معدلات هجرة العقول والكفاءات بل إنها تحفز على هجرة الأموال وسحب الودائع من البنوك المحلية إيداعها في بنوك بالخارج وقد أسهم تهاوي مستوى ثقة المستثمرين المحليين والأجانب في النخبة السياسية الحاكمة في تل أبيب في تشجيع التوجه لسحب الأموال والودائع إلى الخارج وقد نقل موقع زمان إسرائيل عن جلعاد ألطشولر مؤسس ومدير عام شركة الاستثمار ألطشلور شاحام أنه في حال أسفرت الانتخابات القادمة عن تشكل حكومة تحمل نفس التركيبة الأيدلوجية للحكومة الحالية فإنه لن يمكن تصور حجم الودائع والأموال التي سيتم سحبها ونقلها إلى بنوك بالخارج

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح