هجوم إسرائيل على قطر يفتح باب التساؤلات حول أمن الخليج والشراكة مع واشنطن

الدوحة – المساء برس|

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية مقالاً موسعاً تناول الهجوم العسكري الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، الذي استهدف قيادات من حركة “حماس”، وما أحدثه من هزات سياسية وأمنية في الخليج، وصولاً إلى التأثير على علاقات هذه الدول مع الولايات المتحدة.

الصحيفة أوضحت أنّ قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة أميركية في المنطقة وتستثمر مليارات الدولارات في شراء أنظمة تسليح من واشنطن، فوجئت بهجوم “إسرائيل” رغم مكانتها كحليف رئيسي للولايات المتحدة، وهو ما عمّق شعور القلق لدى القطريين من قيمة هذه الشراكة الأمنية.

وبحسب المقال، أسفر الهجوم عن مقتل بدر سعد الحميدي، أحد أفراد قوات الأمن الداخلي القطرية، ليكون أول مواطن خليجي يقتل على يد “إسرائيل” منذ عقود، فيما أعلنت “حماس” استشهاد نجل خليل الحية مع أربعة من عناصرها.

رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أكد أنّ بلاده ستواصل دورها كوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، متهماً نتنياهو بالسعي لإفشال فرص السلام.

في المقابل، رأى باحثون وخبراء أنّ العملية تمثل “اختباراً حاسماً” لدول الخليج، وأنّ صمتها قد يفتح الباب لتمدّد النفوذ الإسرائيلي إقليمياً.

الصحيفة أشارت إلى أنّ الهجوم قد يضرّ بسمعة دول الخليج كملاذات آمنة للاستثمار والسياحة، خصوصاً أنّها تملك صناديق سيادية تفوق أصولها 4 تريليونات دولار، ما يمنحها أوراق ضغط اقتصادية ودبلوماسية محتملة ضد “إسرائيل” وواشنطن.

كما لفت المقال إلى أنّ الهجوم يقوّض آمال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في توسيع “اتفاقيات أبراهام”، حيث وحّد دول الخليج في إدانة “إسرائيل” للمرة الأولى منذ فترة طويلة، وأثار نقاشاً جاداً حول جدوى الاعتماد على الولايات المتحدة كضامن للأمن.

زيارة رئيس الإمارات محمد بن زايد إلى الدوحة في اليوم التالي للهجوم عكست حجم القلق الخليجي المشترك، في وقت حذّر فيه خبراء أميركيون من أنّ “العقلية المتشددة لإسرائيل تشكل تهديداً على المدى الطويل لمصالح المنطقة بأكملها”.