هاني زعرب طيران يبدأ من غزة

٣٩ مشاهدة
من خلال حديثه عن لوحات أنجزها وتنطوي على حكايات شخصية عرج الفنان التشكيلي الفلسطيني المقيم في باريس هاني زعرب على حيوات الفلسطينيين في قطاع غزة منذ بدأ الرسم في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين قبل أن ينتقل للعيش في الضفة الغربية بعد أن أنهى دراسته في الفنون من جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس ففرنسا التي توجه إليها في منحة فنية ولم يتمكن من العودة منها تبعا لتداعيات الاعتداءات المتتالية على قطاع غزة قال زعرب الذي استضافه المتحف الفلسطيني في بلدة بيرزيت قرب مدينة رام الله وحاوره مدير المتحف الفنان عامر الشوملي الاثنين الماضي إن لوحة حصار إحدى لوحات الفعالية الفنية هذا ليس معرضا تلخص حكاية ارتباطه بزوجته صابرين فهو ابن غزة كما هو مثبت في الهوية الإسرائيلية التي باتت فلسطينية بعد اتفاقيات أوسلو وقيام السلطة الفلسطينية وهي ابنة القدس بهذا فإن لم شملهما ممنوع في قوانين الاحتلال ضمن عائلة واحدة فلا هو مسموح له بالإقامة في مدن وبلدات وقرى الضفة الغربية والقدس ولا هي مسموح لها بالتوجه إلى قطاع غزة عام 2000 عند انطلاق الانتفاضة الثانية كان زعرب يقيم في رام الله ولم يتمكن حينها من مغادرتها لفت زعرب إلى أن لوحة حصار جزء من مجموعة كاملة تحمل الاسم ذاته وتتحدث عن حصار فلسطينيي غزة حتى في وطنهم سواء في الضفة الغربية أو القدس ويشير إلى أنه من الناحية الفنية تعامل مع الأمر بتقنية الحصار داخل إطار اللوحة إذ رسم نفسه في حالات عاطفية ضمن إطار العمل وهي لوحات كبيرة الحجم وفي هذا العمل تحديدا استخدم أوراق ورد منشفة كانت أهدته إياها محبوبته التي باتت زوجة في تعبير عن الأمل والألم في آن غادر زعرب رام الله عام 2006 بعد أن رشحته مؤسسة عبد المحسن القطان للمشاركة في منحة في بيت الفن في باريس كانت المرة الأولى التي يسمح فيها الاحتلال للغزيين ممن يعيشون في الضفة الغربية الخروج منها والعودة إليها ولكن عندما كان في باريس بدأت حرب تموز العدوانية على لبنان وعندما اختطف الجندي جلعاد شاليط في غزة وبات التنسيق بعودته إلى رام الله مستحيلا اضطر إلى الاستقرار في فرنسا لتبدأ رحلة اغترابه الثانية في حين كان مفروضا على زوجته أن تعود إلى القدس كل ستة أشهر لتحافظ على هويتها المقدسية وحين رزقا بابنهما قدسي عام 2007 باتت مضطرة لاصطحابه معها وعام 2009 سأله ابنه عن سبب عدم مرافقته له ولوالدته إلى منزل الجد في القدس ما أثار حالة من الصدمة لدى زعرب فيجيبه كذبا بأنه يخشى ركوب الطائرات وعند عودته إلى المنزل قرب باريس بدأ يرسم ما تولد لديه من مشاعر من سياق حواره مع ابنه ذي العامين وقتذاك وكانت الأعمال التي رسم فيها ذاته أيضا تتناول سلوكيات الاحتلال العنصرية بحق الفلسطينيين عامة والغزيين على وجه الخصوص ومنها المراقبة والمنفى داخل المنفى ما شكل مجموعة درس في الطيران مازجا بين عوالم ابنه الذي عمل على كسر الخوف المفترض لوالده من ركوب الطائرات وما بين عوالم زعرب التي تركها في فلسطين سواء في مخيم رفح أو قطاع غزة أو في الضفة الغربية والقدس وعلى مدخل متحف بيكاسو في باريس استوقف زعرب مشهد طفلة لا يزيد عمرها عن الرابعة تستلقي على بطنها وترفع قدميها وتحاول رسم نسخة من لوحة عملاقة للفنان العالمي الشهير ما دفعه إلى مغادرة المتحف فورا لاستعادة بداية تجربته مع الفن في مخيم رفح وتحديدا في سني انتفاضة الحجارة أو الانتفاضة الأولى 1987 1993 كان زعرب يفر إلى الرسم من رعب الاحتلال في مخيم رفح حيث كان منزل عائلته على شارع عام وكان جنود الاحتلال كلما مروا من أمامه يلقون القنابل الغازية والصوتية داخل صالون المنزل ما جعله يفر إلى أبعد زاوية في الصالون أما عمله حرب الكريات الزجاجية فهو من وحي الانقسام عام 2007 وما كان يراه ويستمع إليه من قصص وصلت حد اقتتال الأشقاء في الأسرة الواحدة في غزة لاختلاف انتماءاتهم الحزبية فاستذكر لعبة الكريات الزجاجية التي كان لها موسم أشبه ببطولة في مخيمات غزة ومنها مخيم رفح تحدث زعرب عن اتجاهه في وقت لاحق إلى استخدام مادة القطران في إنجاز لوحاته أو ما يعرف في فلسطين بالـزفتة ولفظ الزفت مرادف بالعامية لكل ما هو رديء ما دفعه إلى توظيف هذه المادة التي عادة ما تستخدم في تعبيد الشوارع وكان يستخدمها المستعمرون الغربيون قبيل اغتيال الأفارقة برشها عليهم ثم الصاق الريش على أجسادهم الملآنة بالقطران قبل إعدامهم

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح