متابعات..|

قالت إن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعيد تشكيل النظام الدولي بطريقة تهدّد بإغراق العالم في مرحلة جديدة من الفوضى، مشيرة إلى أن أُسلُـوبه الأحادي في إدارة الملفات الاقتصادية والسياسية والعسكرية يقوّض الأسس التي قامت عليها القيادة الأمريكية للعالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وفي مقال مشترك للباحثتين ريبيا ليسنر وميرا رابر-هوبر، أوضحت الصحيفة أن ترامب، عبر فرض تعريفات جمركية عقابية وغير متوقعة على دول كبرى وحلفاء، قلب النظام الاقتصادي القائم على القواعد، وأضعف الثقة العالمية في واشنطن كقوة تقود التوازن الدولي.

وأضافت الكاتبتان أن حملة التعريفات ليست سوى جزء من “هجوم أوسع” على المؤسّسات التي ساهمت أمريكا في إنشائها، مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، مؤكّـدتَينِ أن تخلي واشنطن عن هذا النظام دون خطة بديلة أَو وريث طبيعي “يجبر العالم على دخول عصر جديد من الفوضى”.

وأشَارَ المقال إلى أن إدارة ترامب تتبنى توجّـها عدوانيًّا تجاه بعض الدول، بينما تتقرب من أنظمة استبدادية كروسيا والصين وكوريا الشمالية؛ ما يعكس تخبطًا استراتيجيًّا قد يؤدي إلى انهيار المنظومة التي حافظت على الاستقرار لعقود.

وبحسب المقال، فإن الانعزالية الاقتصادية والقومية الجديدة تثير سباقًا عالميًّا على الموارد الحيوية والتكنولوجيا، وتفتح الباب أمام صراعات مسلحة وتجارية متزايدة، محذرًا من أن واشنطن، رغم قوتها، “تسير نحو انتحار طوعي للقوى العظمى” بتفكيك النظام الذي صممته للحفاظ على هيمنتها.

واختتمت الكاتبتان بالقول إن العالم يحتاج إلى “قوة تنظيمية جديدة” قادرة على ملء الفراغ الأمريكي، لكن لا مؤشرات على ظهورها حتى الآن، مرجحتَينِ أن تكون السنوات القادمة مرحلة انتقالية مضطربة تشهد تفكك النظام الليبرالي القديم دون بديل واضح.

المصدر: