نيشان X والمسايرة على حساب الحوار
يعود مقدّم البرامج اللبناني نيشان ديرهارتيونيان إلى الشاشة عبر برنامج نيشان X، محاوراً مجموعة من الفنانين، في عودة تبدو للوهلة الأولى امتداداً لمسار مهني امتدّ ربع قرن في هذا النوع من البرامج. غير أنّ هذه العودة مختلفة، ومتخفّفة من البذخ الإنتاجي الذي طبع برامجه السابقة، والتي عُرفت بارتفاع كلفتها.
في ديكور بسيط يحاكي أجواء غرف التحقيق، يستقبل نيشان ضيوفه على طاولة حوار تحاول الخروج شكلياً عن القالب التقليدي الذي اعتاده المشاهد من المقدم التلفزيوني اللبناني. فلا تراتبية واضحة في الأسئلة، ولا استعادة نمطية لمسار الطفولة والبدايات، بل تركيز على تفاصيل حياتية وشخصية كانت، في زمن سابق، كفيلة بصناعة الحدث الإعلامي واحتلال عناوين الصحف والمجلات الفنية، قبل أن تصبح الترندات حكراً على منصّات التواصل الاجتماعي.
مع ذلك، لا يبدو نيشان وقد خرج فعلياً من عباءة المحاور المجامل لضيوفه. بل لعلّ هذا الميل إلى المجاملة يبدو أكثر حضوراً في نيشان X، خصوصاً أن استضافة الفنانين تتمّ داخل استديوهات قناة الجديد اللبنانية من دون مقابل مادي، ما يفرض إيقاعاً حذراً على طبيعة الأسئلة وحدّتها.
الحلقة الأولى التي استضافت الممثلة نادين نسيب نجيم قدّمت نموذجاً واضحاً لهذا المسار. بدا الحوار أقرب إلى مساحة مريحة لإعادة الظهور الإعلامي بعد غياب نسبي عن المقابلات، في ظل انشغال نجيم بتصوير مسلسل ممكن إلى جانب ظافر العابدين، ومن إخراج أمين درّة. الأسئلة محسوبة الإيقاع، بعيدة عن أي توتير حقيقي، حتى بدا المشهد، على الرغم من الديكور الذي يوحي بالاستجواب، أقرب إلى جلسة متفاهم عليها مسبقاً. هنا، ينعكس التقشّف الإنتاجي ليس فقط على الشكل، بل أيضاً على مضمون الحوار وقدرته على كسر المألوف.
هذا الضعف في التنفيذ يطرح علامات استفهام، ولا سيما أن البرنامج من إخراج وليد ناصيف، صاحب خبرة تتجاوز عشرين عاماً في هذا النوع من الأعمال، بعضها أُنجز بالشراكة مع نيشان نفسه. غير أنّ الخبرة الإخراجية وحدها لا تبدو كافية لتعويض إنتاج محدود لا تتجاوز كلفته بضعة آلاف من الدولارات، في ظل أزمات اقتصادية خانقة تلقي بثقلها
ارسال الخبر الى: