نوستالجيا الحلقة الثانية حقبة الرئيس ناصر كتب جمال حيدرة

٦٦ مشاهدة

في الحلقة الأولى من سلسلة الحنين إلى الماضي تلقيت عددا من الرسائل معظمها يتهمني بالتطبيل للنظام السابق، فقط لأنني قلت بأن لا وجه للمقارنة بين العقود الثلاثة التي عشناها وبين بشاعة هذا الواقع غير المسبوق قبحا وانهيارا للقيم والمبادئ الوطنية والأخلاقية، ولست هنا بصدد تبيان البين الذي لا تخطئه العين، لكن لمن أراد أن يفهم نحن اليوم نتحدث بإنصاف، وبلغة تصالحية مع الضمير، وعلى ضوء ما نعيشه، وما نشهده من كوارث ومآسي في كافة مناحي الحياة.

سأكتب اليوم عن حقبة الرئيس علي ناصر وأعلم أنني سأتهم بالتطبيل لناصر كما اتهمت في الامس بالتطبيل لصالح، والأمر بالنسبة لي سيان، فمن يطبل يروم مقابلا ، وحنيني للماضي يسقط كل التهم، ذلك أن الماضي لا ينفع إلا لأخذ الدروس فقط، فضلا عن أن من نعيد قراءة تاريخهم لم يعد لديهم مال أو سلطة، كما لا نملك نحن سوى الحنين للماضي.

وكيف لا نندفع للماضي ونتغنى به، وقد كان فيه مجد وعزة لشعب بات يحلم بكسرة خبز يأكلها بعيدا عن أعين الكاميرات، أو كرامة تبقى له بعد الموت، على الأقل سيقول ذات يوم أبناؤه، مات أبانا جوعا لكنه لم يبيع كرامته، وكم صارت الكرامة رخيصة في عهد من لا تهمه الكرامة أكثر مما يهمه المال والسلطان.

وبالعودة للحقبة التي سبقت الوحدة اليمنية، لابد من الوقوف مع الحنين عند مرحلة الثمانينات، تلك المرحلة الفارقة في تاريخ الجنوب، حيث بدأت القيادة السياسية ممثلة بالرئيس علي ناصر من تحرير الجنوب اقتصاديا بجملة من المشاريع في الجانب الصناعي والزراعي والسمكي، والتعليمي والصحي، وأفردت جناحيها على الخارج بانفتاح محدد بثوابت السيادة، ووفق علاقات تبادل المصالح دون تبعية أو ارتهان، وشهدت تلك الفترة عددا من المشاريع التي مولها الأشقاء العرب في الجنوب، ومنها وعلى سبيل المثال لا الحصر ما قدمته دولة الإمارات في عهد الشيخ زايد رحمه الله.

مثلا في العام ١٩٨٥م قدمت الإمارات ٣٧ مليون درهم لتوسيع ميناء عدن، وفي العام ١٩٨١م مولت الإمارات مشروع محطة كهربائية في مديرية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع كريتر إسكاي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح