نوبل بالقوة

76 مشاهدة

لا أحد يستحقّ جائزة نوبل للسلام في نظر دونالد ترامب غير دونالد ترامب. قال ذلك مراراً وتكراراً، وأعاد قوله يوم الثلاثاء 30 سبتمبر/ أيلول، أمام حشد من كبار الضبّاط، مضيفاً أنّه وضع حدّاً لستّ حروبٍ في ستّة أشهر، وأنّ عدم منحه هذه الجائزة سيكون إهانة كبرى لبلاده... ترامب الذي بنى حملاته الانتخابية على خطاب الكراهية، ورفع شعار الجدار العازل، وفرض العقوبات على شعوب بأكملها، وبات شريك حرب الإبادة في غزّة، قرّر فجأة أن ينصّب نفسَهُ حَمَامة سلام، وأن يضع اسمه في القائمة نفسها التي تضمّ مقاومين من أجل الحرية والكرامة وإنسانيّة الإنسان، مثل نيلسون مانديلا أو الأم تيريزا.

السؤال الآن: لماذا ظلّ ترامب كلَّ هذا الوقت يُلاحق جائزة نوبل للسلام كما يُلاحق طفلٌ بالوناً طائراً؟ إنّه يلهث وراءها منذ سنوات، كأنّها خاتمُ سليمان الذي سيخوّل له الجلوس على عرش التاريخ. وهو ما أدركه نتنياهو حقّ الإدراك، لذلك اغتنم فرصة عشاء في البيت الأبيض لـيفاجئ مضيفه بهديته المذهلة: رسالة ترشيحه لـنوبل. مشهد أقرب إلى عرض زواج بين اثنين مطاردين بالمحاكم والفضائح. وبالطبع، ذاب ترامب تأثرّاً، وتَذاوَبَ المُحيطون به نفاقاً ديبلوماسيّاً.

قد يرجع هوس الرجل بهذه الجائزة إلى عطش مَرَضي للاعتراف الخارجي، فهو يزيّن نوادي الغولف بصور مجلات مزيّفة تُظهره شخصية العام، كما لو كان طفلاً يعلّق رسوماته على ثلّاجة أمّه. وقد يعود تعلّقه بهذه الجائزة إلى عقدة أوباما، خصمه الأبدي الذي حصل عليها عام 2009، بمجرّد أن جلس على كرسي الرئاسة. ترامب لم يهضم الإهانة قَطّ. ولعلّه صار مقتنعاً، منذ ذلك اليوم، بأن نوبل تدِين له بجائزة… على الأقل للتعويض. ولعلّه، في النهاية، مجنون آخر من مجانين العظمة، يريد أن يُنحت وجهه على جبل راشمور. ولعلّه يدرك، في قرارة نفسه، أنّ القوّة تصنع السلطة، لكن الصورة تصنع التاريخ. لذلك يُغرق العالم بالصور: صوره مع الأطفال. صوره مع النساء. صوره وهو يزرع شجرة. وغداً صورته وهو يتسلم الجائزة. وحين تتراكم هذه الصور في الإعلام، تذوب الحقيقة تحت ركام الدعاية.

والحقّ أنّ جائزة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح