أصدرت الفنانة اللبنانية نوال الزغبي أغنية جديدة بعنوان من باريس من كلمات خالد فرناس وألحان ياسر نور في وقت تواجه فيه انتقادات عدة بسبب مشاركتها في إعلان لشركة بيبسي وهي العلامة التجارية المدرجة في قائمة مقاطعة المنتجات الداعمة لإسرائيل تعود الزغبي إلى الأضواء بعد سنوات فشلت فيها في استعادة نجوميتها التي كرستها في تسعينيات ومطلع الألفية نجمة أولى على الساحة اللبنانية ابتعدت الزغبي عن عالم الغناء بقرار شخصي كما تقول لتعود في الأعوام الثلاثة الأخيرة إلى الظهور بأغان جديدة أو مقابلات تلفزيونية في بيروت والقاهرة أو الحفلات المحلية والعربية لكن سواء نجحت الزغبي في جديدها أو لم تفعل يظهر سؤال بديهي لكل من تابع مسيرتها منذ ظهورها الأول في برنامج استديو الفن ثم إصدار ألبومها الأول وحياتي عندك عام 1992 ثم تحولها إلى نجمة على عرش الأغنية اللبنانية جنبا إلى جنب مع نجوى كرم ابنة جيلها ومنافستها طيلة التسعينيات السؤال هو من تنافس نوال الزغبي اليوم وهل تتأثر زميلتاها إليسا أو نانسي عجرم بنجاحها الإجابة طبعا لا إذ تنتمي إليسا وعجرم إلى الجيل الذي لحق بجيل الزغبي وكرم جيل رافق ظهور الفضائيات العربية والانتشار عبر القنوات الموسيقية سواء ميلودي ميوزيك في مصر أو روتانا السعودية وجيل الاضطرابات السياسية والأمنية في لبنان بعكس جيل إعادة الإعمار الذي قاده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري مكرسا لبنان عاصمة للغناء العربي طيلة التسعينيات كما عرفت إليسا ونانسي عجرم كيف تواكبان تغيرات السوق والانتقال من التلفزيون إلى مواقع التواصل الاجتماعي ثم منصات بث وهو ما تأخرت فيه نوال الزغبي وجيلها عموما مع بعض الاستثناءات القليلة في أغنية من باريس يمكن القول إن الكلمات ربما ظلمت اللحن فتغني نوال الزغبي مزيجا من اللهجات الخليجية المتداخلة من دون هوية واضحة ولم ينقذ العمل إلا اللحن لكن هذا الأخير لم يسعف العمل وما زاد تواضع الأغنية كان الفيديو كليب وهو ما يبدو مستغربا على نوال الزغبي تحديدا التي صنعت نجاحها باختياراتها للأغاني المصورة التي كانت تشكل عاملا أساسيا في شهرتها وانتشارها من الواضح أن نوال الزغبي تتحرك خارج منطقتها الآمنة وتلحق على عجل بلعبة التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية من دون التدقيق بجودة ما تقدمه وتستعين مجددا بالمخرج نضال بكاسيني الذي أخرج الحلقة الخاصة التي عرضتها محطة الجديد اللبنانية لمناسبة عيد الفطر قبل شهرين مع الإعلامي نيشان ديرهارتيونيان ورغم اللوحات الاستعراضية لأكثر من 40 أغنية أدتها الزغبي في السهرة الخاصة لم تنجح بالانتشار كما كان متوقعا السبب ربما دبلوماسية صاحبة عايزة الرد في الإجابة عن كل الاسئلة وابتعادها عن البوح الذي غالبا ما يرافق حلقات شبيهة خصوصا أن للزغبي مسيرة تتجاوز 25 عاما عرفت خلالها تغيرات المشهد الموسيقي والغنائي والإنتاجي في لبنان والعالم العربي ورافقت التغيرات السياسية والأمنية التي انعكست مباشرة على الإنتاج الغنائي المحلي