ماذا ننتظر من قمم الخزي والعار
إنه لمن العجب العجاب أن نسمع التهليل والتكبير من الإعلام العربي الأعمى ، الذي لا يمتلك مشروعا ، وليس له رؤيا ؛ إذ صور قمة قطر بأنها ستصنع المارد العربي ، الذي يكسر القيود ، ويتخلص من الأغلال ، التي طالت أيادي الأمة وسوقها منذ أكثر من خمسة عقود من تاريخنا المعاصر ، ولن يفعل ذلك وحسب بل سيطرد سفراء الكيان ، ويغلق السفارات ، سيلعن اتفاقيات إبراهام ، ويلغي التطبيع ، ويجرم حتى التفكير فيه .
لكن أولي الألباب ، وأرباب البصر والبصيرة ، كانوا يعلمون جيدا أن النعجة لن تصبح ذات يوم ذئبا ، وأن الحمار يستحيل أن يصبح أسدا ، وأن الجبل إذا ماتمخض لن يلد إلا فأرا ؛ لذلك فقهوا مسبقا أن القمة ستفشل حتما ، وأنها لاتختلف في شيء عن سابقاتها من قمم الذل والعار والهوان ، التي أعقبت قمة اللاءات الثلاثة في الخرطوم ؛ إذ بقي الجمهور العربي منذ ذلك الحين ينتظر مخرجات قمم يديرها شخوص غير مؤهلين ، لاستصدار أي قرارات صارمة ، أو الخروج بأي مخرجات مشرفة ، الأمر الذي جعل الشعوب العربية والإسلامية تنتظر بصيصا من الأمل قد يأتي من دولة جنوب أفريقيا ، أو من كولومبيا ، أو من أسبانيا ، أو من غيرها من الدول التي مازال فيها أحرار ، أما قادة العرب المنضوين تحت العباية الأمريكية ، والمنبطحين تحت جزمات الكيان الصهيونية ، حاشا الله أن يقوموا بشيء يشبه فعل الرجال ، أو غيره مما يقمن به الحرائر من النساء .
والحمد لله أن القمة لم تفاجئنا بشيء من أوهام الإعلاميين الأغبياء ، ولم تخرج بأمر يشبه أفعال الأحرار الأتقياء …
ارسال الخبر الى: