للمرة الـ57 تحل ذكرى النكسة التي شهدت احتلال باقي فلسطين ومناطق في سورية ومصر ورغم أن مصر استردت أراضيها إلا أننا لا نزال نشهد استمرار احتلال طويل للضفة الغربية بما فيها القدس ولقطاع غزة ولهضبة الجولان السورية ورغم استمرار الاستيطان في باقي مناطق الضفة ويشهد القطاع حرب إبادة غير مسبوقة من الضروري أن يشار إلى ما يحدث في القدس المحتلة من محاولات تهويد وأسرلة بعد الضم غير الشرعي للقدس الشرقية وتمرير القانون الإسرائيلي عنوة وتطبيقه على سكان المدينة لقد شهدت القدس تذبذبا في دورها خلال العقود الماضية وكان منها سنوات بدت ذهبية بمنح المواطنين والمؤسسات المقدسية حرية نسبية في العمل الإعلامي والفني والثقافي خصوصا في السبعينيات والثمانينيات ومنها سنوات الانتفاضة الأولى إلا أن تلك الفسحة من الحريات النسبية تلاشت بسرعة خاصة بعد توقيع مذكرة التفاهم الفلسطينية الإسرائيلية في واشنطن في 13 سبتمبر أيلول 1993 وما تبعها من اتفاقيات سميت اتفاقيات أوسلو ثبتت خروج القدس من العملية السياسية وأصبحت غزة ورام الله محورا النقاش والحوار والمرجعية وتحول المقدسيون إلى أيتام من دون أي حقوق سياسية تذكر أما العقود الذهبية في حرية نسبية للإعلام والفن والثقافة فتلاشت كما تتلاشى فقاعات الصابون وقد ساهم بصورة كبيرة في هذا التراجع لمكانة المقدسيين ودورهم صعود الفاشية اليمنية في إسرائيل وإعطائها الحرية الكاملة لقمع أي شكل من العمل الوطني الفلسطيني المستقل ولم تبق سوى فزعات المقدسيين والآن الحمساويين إضافة إلى العائلة الأردنية الهاشمية في محاولة الدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية وبنتائج متفاوتة ما يحدث في القدس وخصوصا في البلدة القديمة يعكس استمرار انهيار العمل الوطني الفلسطيني رغم بروزه في الأزمات على شكل فزعات وما ساهم في تراجع دور المقدسيين هو غياب قيادات توحد الشعب وزيادة في المرجعيات التي لا تعمل ما هو مطلوب وتكتفي بتحصيل رواتبها الشهرية وإصدار بيانات ركيكة في بعض المناسبات الوطنية لقد شهدت القدس يوم ذكرى النكسة ما سمي مسيرة الأعلام الإسرائيلية هذه المسيرة العنيفة لطلاب المعاهد اليهودية المتطرفين دلت على غياب موقف وطني موحد يصد تلك المحاولات العنصرية من خلال مسيرة رفعت شعارات استفزازية مثل الموت للعرب وطالبت بحرق القرى العربية قد تكون أكثر الصور أهمية في فضح أهداف تلك المسيرة العنصرية تحول مصور صحافي إلى خبر حين حاول المتطرفون اليهود الاعتداء عليه اعتدى هؤلاء المتطرفون على الزميل سيف قواسمي الذي كان هو نفسه يحاول أن يحمي الزميلة ديالا جويحان كما تدخل مراسل هآرتس نير حسون لحماية زميله المصور الفلسطيني قبل أن تتدخل الشرطة الإسرائيلية ما يحدث في القدس وخصوصا في البلدة القديمة يعكس استمرار انهيار العمل الوطني الفلسطيني رغم بروزه في الأزمات على شكل فزعات كما حدث في موضوع الأبواب الحديدية وفي اقتحام المسجد الأقصى في المناسبات الدينية إلا أن هناك غيابا كاملا لخطة استراتيجية وطنية للدفاع عن القدس وللعمل على تنمية إمكانيات الصمود المقدسيون دافعوا ببسالة عن مدينتهم ومقدساتهم ورفضوا باستمرار المشاركة في انتخابات بلدية القدس الموحدة حفاظا على فكرة أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة إلا أن رئاسة الدولة الفلسطينية لم تقم بأي عمل فعال لتبني ودعم وتوحيد الجهد المقدسي على المقدسيين أولا توحيد جهودهم ووضع خطة نضالية وطنية منطقية وقابلة للتنفيذ معروف أن الاحتلال يرفض أي تدخل للقيادة في رام الله في أي عمل وطني في القدس إلا أن تعدد المرجعيات وغياب خطة وطنية شاملة لدعم صمود المقدسيين تظهر جلية في هذا التراجع الكبير الذي يتابعه كل مقدسي فهذا التراجع يهدد بتدمير المشروع الوطني وبالتقاعس عن حماية المقدسات التي نرى يوميا أن المحتل والمتطرفين يعملون على توسيع استفزازاتهم في الأقصى وفي حق رجال الدين المسيحيين ويحاولون الاستيلاء على أراضي دير الأرمن وغيرها من الأمور الخطيرة التي رغم الردود الرسمية الشكلية عليها فإنها لا تسمو إلى ما نحن بحاجة إليه ولعل إلغاء الانتخابات التشريعية والرئاسية قبل أعوام عدة على خلفية عدم مشاركة المقدسيين كانت سهلة مشاركتهم من خلال التصويت الإلكتروني ساعد في استمرار عملية التشرذم وتعدد المرجعيات وغياب أي خطة إصلاح وتطوير وتنمية للقدس من كل النواحي من سكن وتعليم وصحة وسياحة وغيرها ما يحدث في القدس ناقوس خطر يجب عدم تجاهله وعلى المقدسيين أولا توحيد جهودهم ووضع خطة نضالية وطنية منطقية وقابلة للتنفيذ ثم التوجه بقوة إلى القيادة الفلسطينية لضمان مشاركتها ودعمها ومباركتها والقيام بما هو مطلوب منها أصلا في سبيل النضال الوطني فهل من مجيب