أن نكتب عن غزة من خارجها
منذ السابع من أكتوبر 2023، والكتابات عن غزة من خارجها في تزايد ملحوظ: نصوص وشهادات ويوميات، يحاول كتّابُها ترجمة الواقع والتفاعل معه. يثير هذا الحضور الأدبي سؤالاً حول جدواه: هل هو مجرد تسجيل للحظة والموقف، أم محاولة جدّية لتوثيق الإبادة؟ ففي زمن الصورة تبقى غزة في ذاتها أكثر حضوراً من أي نصّ، والحياة فيها تحمل قوة الواقع دون وساطة اللغة.
من بين هذه المحاولات تطالعنا محاولات عربية عديدة، منها: كتاب أنا غزّة ابنة فلسطين.. أنطولوجيا شعريّة من أجل غزّة الصادر في عمّان عن دار جبرا للنشر والتوزيع، ويضم نصوصاً لـ57 شاعراً وشاعرة من مختلف أنحاء العالم العربي ودول أخرى متعددة. وقد قام الشاعر الفلسطيني محمد حلمي الريشة بجمع هذه القصائد وانتقاء أبرزها، ومن بين المشاركين: إبراهيم نصر الله، ورو فريمان من سريلانكا، وكيسي جارمز من الولايات المتحدة، وستيوارت ماكفارلين من بريطانيا، ونايب ميدا من الهند.
على الرغم من أهميتها، تختزل بعض اليوميات المشهد وتُكتب على عجَل
كذلك صدر عن دار طباق للنشر والتوزيع في رام الله، بالتعاون مع المكتبة الوطنية الفلسطينية، كتاب جماعي بعنوان بخطٍ أحمر.. كتابات عربية حول السابع من أكتوبر. شارك في تأليفه 33 كاتباً وكاتبة من مختلف الدول العربية، ليكون وثيقة ترصد شهادات وحكايات توثّقها أقلام عربية. ومن الأسماء التي ضمّها: إبراهيم عبد المجيد من مصر، وإبراهيم الكوني من ليبيا، وأحمد المديني من المغرب، وإنعام كجه جي من العراق، وبثينة العيسى من الكويت، وواسيني الأعرج من الجزائر، وعدنية شبلي من فلسطين.
في المغرب أصدر الكاتب والصحافي المغربي عبد الحي كريط أخيراً كتابه أصداء الطوفان: صوت غزة في زمن الانكسار، الذي يوثّق الواقع الفلسطيني من خلال مزيج من اليوميات والمقالات التحليلية والنصوص الشعرية والنثرية. يتضمّن الكتاب حوارات مع مثقفين من فلسطين والعالم العربي وإسبانيا، حول الإبادة.
مع ذلك، يبقى التساؤل قائماً: هل جاء التفاعل العربي بما يكفي لمواجهة فظاعة الإبادة في غزة؟ فالأحداث المأساوية بهذا الحجم تستدعي تفاعلاً أوسع، سواء مقارنة بما ينتجه الغزيون أنفسهم من كتابات
ارسال الخبر الى: