نقد الواقع وتعديله
يمر الواقع الثوري بمرحلة ركود غير مبررة، ثمة صمت، وعزوف، وثمة ركود سياسي، وثقافي، واجتماعي، يفترض مناقشته حتى نشعل جذوته، فنحن في مرحلة هدنة في الجبهات وفي حالة انفصال عن قضايا المجتمع، وقد صرفنا النظر عن القضايا كي نفرد مساحة للقضايا الإقليمية، ولكننا استغرقنا أنفسنا في القضايا الإقليمية وتركنا واقعنا للحرب الناعمة الثقافية والاجتماعية، وذلك خيار يفترض مراجعته من أجل أن نحدث حالة من التوازن بين ما هو إقليمي وما هو وطني، فلسنا بمنأى عن حركة الاستهداف، كما أن العدوان ما يزال يشتغل في واقعنا الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي وسكوتنا وعدم تفاعلنا سيترك أثرا غير محمود على قضايانا الوطنية .
فالثورة كما – يقول المفكرون – تعبير اجتماعي رافض للسائد ومتطلع للأفضل، ويجمع الكل على ضرورتها فهي من سنن الله في التدافع خوف الفساد في الأرض، لكن الغايات والأهداف تصبح موضوع نقاش، فكل الثورات في التاريخ التي حدثت دفعت فسادا وظلت غاياتها وأهدافها موضوع نقاش، ولذلك فكل ثورة جوهرها نبل المنطلق وهي قابلة للتجدد إذا حدث الانحراف في مسارها، ففي التاريخ الإسلامي وفي القرن الأول الهجري، يجمع الكل من عرب وعجم على نبل الثورة الثقافية التي قادها الرسول الأكرم عليه وعلى آله الصلاة والسلام، لكن حالات الانحراف التي بدلت في الجوهر تظل محل نقاش، ولو نلاحظ هو نقاش مستمر منذ القرن الأول الهجري إلى اليوم .
فثورة الإمام الحسين عليه السلام كانت تدفع فسادا وقد نجحت في ذلك من خلال أثرها في الفكر وفي المسار الاجتماعي والسياسي والثقافي، وليس من خلال النتائج العسكرية الظاهرة التي أفضت إلى خذلان الناس للحق بالركون إلى الباطل ومناصرته، أو من خلال استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، ذلك أن دم الحسين عليه السلام ظل ثورة متقدة عبر العصور وعلى مر الزمان وسيظل كذلك، وكان تأثير الثورة الحسينية على السفيانيين تأثيرا كبيرا فقد أحدثت تغييرا في القناعات كما يؤثر عن يزيد بن معاوية، وماجت الأرض من تحت أقدام آل أبي سفيان ولم تستقر إلا بعد أمد
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على