نقد الفكر الغربي المعاصر 1 2

32 مشاهدة


د .عرفات الرميمة

بدأ النقد الجدي للعقل الغربي ولنمط الحضارة الغربية، مع ظهور فلسفة ما بعد الحداثة .
فقد نقد رواد تلك الفلسفة الفكر الغربي ونمط الحياة الغربية، وعملوا على تقويض وهدم أسس الحداثة التي تباهى بها العقل الغربي، وكأنها نهاية التاريخ بالنسبة لهم بحسب تعبير فوكوياما .
فقد أعطت فلسفة الحداثة الغربية قيماً مطلقة لمفهوم الليبرالية ومفهوم العقلانية، وجعلتهما بمثابة الإجابات المطلقة التي تعمل على حل كل مشاكل البشر الحياتية والفكرية، وهذا ما حشر الحداثة في مجال ذهني ضيق، ولم تسمح للثقافات والنظريات الأخرى والشعوب المختلفة بوجود إيجابي فاعل، تلك الحلول المطلقة التي أدعتها الحداثة تكسرت على يد البطالة والإحباط والشح المادي والمعنوي والانسحاب الشعبي والتفكك الاجتماعي الذي ضرب عميقاً في المجتمع الغربي، الذي لم يجد في مقولات الحداثة عن العقلانية والليبرالية والمركزية الثقافية حلولاً لمشاكله، مما جعل الحداثة تقف عاجزة عن الجواب، وكان لا بد لما بعد الحداثة أن تنسف أسس الحداثة وتقوض مفاهيمها، إذا هي أرادت الحياة والاستمرار، وتقديم نفسها بديلاً عن الحداثة .
أكدت فلسفة ما بعد الحداثة: أن التجارب المعاشه أثبتت أن عصر الحداثة بمفاهيمه عن العقل والعلم والحرية والتقدم والنزعة الإنسانية قد انتهى فعلاً ، نظرا لإخفاقاته في الوصول إلى النتائج التي بشر بها، وأن ما بعد الحداثة هي مرحلة تحضير لقيام مجتمع جديد يقوم على أسس جديدة مغايرة لأسس الحداثة. لقد غرقت الحداثة في الأحلام التي لم يتحقق منها شيء، وما بعد الحداثة كما يرى أحد المفكرين ” هي الحداثة الخالية من الأحلام والآمال التي مكنت البشر من احتمال الحداثة . لقد غالت الحداثة بإعلائها من شأن العقل وجعله مركزاً تدور حوله كل الأفكار ، فهو معبود الحداثيين وطريقهم الوحيد الموصل إلى التقدم المادي والمعنوي المنشود” .
هدم العقلانية :
أثبت فلاسفة ما بعد الحداثة أن عقل الحداثة خان دوره ووظيفته الرئيسية وانقلب عليها، فقد كان دور العقل وسيلةً للمعرفة ، لكنه تحوّل ليصبح مجرد أداة تخضع دائماً لمقتضيات وظروف التوازن والنظام وانخرط

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع صحيفة الثورة صنعاء لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح