هيا بنا نفهم أهم أسباب وعوامل استمرار الوضع المزري

٩٠ مشاهدة

تزعجني جدا الاستجابات العاطفية للأحداث من الكثيرين الذين يظنون أنهم يعلمون ويفهمون وهم أبعد ما يكونوا عن ذلك ، ليس كل ما تسمعه حقيقي ، وليس كل ما تراه حدث ، ولا تصلح رواية واحدة لتحديد صادق للواقعة ، فالمجتمعات والشعوب والأمم تؤسس وعي مواطنيها وهوية شعبها وبناء دولتها على ثوابت وبديهيات فكرية وقيمية عليا ، فإذا ذهبت تلك الثوابت إنفرط عقد المجتمع وتداعت الدولة وامتسخت الهوية..
لهذا لا يكفي المعرفة الأكاديمية ولا الشهادات العليا، ولا مناصب الاحتواء، ولا الانضباط الصوري ، ولا حتى النضال الصوتي ، لاختيار القيادي التقدمي للمجتمع ، فقد تعلمنا من النخب اليمنية خلال العشرة الأعوام الماضية والحرب والعدوان على اليمن تلك التجربة المؤلمة ، وكيف أنحرف من كانوا أكثر الناس معرفة وثقافة عن الحق ، وكيف خان من كانوا يبدون أكثر الناس إخلاصا ووطنية وأصبحوا أكثر الناس خيانة وعمالة وإرتزاقاً..
لأن عمل كل الذين انحرفوا وسقطوا في الخيانة والعمالة والارتزاق هو تحييد أكبر قدر ممكن من الجماهير التي حولك عن قضاياهم الرئيسية ، أو أن يصبح أكثر قدراً ممكناً من الناس محايدين سلبيا ، و المحايد مع القضايا الكبرى يعني انه يخدم عدوه بنفسه ، وهذا الحياد نفسه يعمل على تنشيط قوى الصراع الاجتماعي الثلاث ، أو ما يسمى بـ(صراع الشلل) وهم ثلاثة أنواع : النوع الأول : هم الذين يدركون ويعون ان الحل هو بناء وعي وهوية المجتمع والدولة ويلتزمونه ويناضلون من أجل هذا وهؤلاء هم (التقدميون) ، أما النوع الثاني : هم الذين لا يدركون ولا يعون إلا الحل الذي يرعى (مصالحهم الخاصة)، فيدافعون عن مصالحهم فقط ، وإذا حصل ما يمس مصالحهم يعملون على تثبيت الواقع المزري للعمل ضد تطور بناء وعي وهوية المجتمع والدولة وهؤلاء هم (الرجعيون)..
وفيما بين النوع الأول والثاني ومن حولهما تتذبذب فئة لهم مصلحتهم في الابقاء على الواقع المزري ، وهنا هم مع الرجعيين ، وتطلعهم إلى المزيد من التغيير وهم هنا مع التقدميين ، عملهم هو

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع صحيفة الثورة صنعاء لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح