نعمت شفيق المخبر المحلي منفذا وصايا الغرب

٣٦ مشاهدة
في صرح علمي كبير عرفت أروقته مجموعة من أهم المفكرين في العالم نتذكر في السياق العربي إدوارد سعيد الذي بح صوته طوال عقود من الدراسة والتدريس في جامعة كولومبيا ناقدا للثقافة بمعناها الغربي التي ترسخ الهوة الكبيرة بين الإنسانين إنسان الرجل الأبيض والإنسان الآخر الذي يستعبده ذلك الإنسان الأول وينظر إلى ثقافته شزرا وإلى وجوده باشمئزاز ويحصر تاريخه وهويته وحضارته وثقافته وتنوعه في قالب واحد لا يكاد يخرج عن الأفلام الهوليوودية المبتذلة التي تصوره حيوانا بشريا جعجاعا يعيش في الصحراء يتزوج عشرين امرأة بدافع الهياج الجنسي ويفتقر إلى أدنى درجات التطور والعيش الكريم والنظافة الشخصية والعقلية ذلك النموذج تماما الذي يرغب الرجل الأبيض في استعباده بشراهة أسوأ منه ذلك الرجل الأسود الخانع كما صوره فيلم Django Unchained في شخصية رئيس الخدم الذي كان أحقر من سيده وأشرس ضد أبناء جلدته حاقدا على من يتنفس منهم بشيء غير عبوديته حقيرا ذليلا لا يرى إلا ما أريد له أن يرى بل وينافس نفسه باستعداده ألا يرى أصلا فيساق كالأعمى فداء لحذاء السيد النبيل لكن ذلك الفيلم على قسوته الواقعية في رواية تاريخ العبودية لم يصل إلى ذلك الواقع السوداوي بعد نحو ستة عشر عقدا من المرسوم الذي وقعه أبراهام لنكولن لـتحرير العبيد في الولايات المتحدة فها هي السيدة نعمت شفيق الأميركية النخبوية أكثر من النخبة الأميركية المترهلة نفسها ترى أولئك الطلاب الذين ينادون بحرية مدينة ما في الشرق الأوسط وبتوقف آلة الحرب المدمرة فيها مجرد غوغائيين مجموعة من معادي السامية المتضامنين مع الشرذمة التي أنجبتها البشرية من نسل الإنسان الشرقي مواطن العالم من الدرجة الثالثة ترمقهم من مكتبها من خلف نظارة أريد لها أن تكون صناعة غربية خالصة لا تحسن رؤية العين بقدر ما تلغيها وتضع لها منظورا آخر تحكم به على العالم تمثيل لعقلية المخبر الأصيل المتنكر بزي جامعي تقف نعمت الشهيرة بـمينوش ابنة الإسكندرية في المكان ذاته الذي أفنى فيه إدوارد سعيد عمره وطرح فيه أفكاره المتمثلة بنقد المعرفة الاستعمارية ذات يوم وفي الأروقة نفسها التي عرفت صوت وائل حلاق وهو يعري النفاق الغربي تتصرف إسرائيل والغرب وفق منطق أنه ليس وراء الكون أو الطبيعة مسبب فتكون النتيجة المنطقية أنه لا قيمة لنا نحن البشر في أنفسنا إلا إذا أعطانا إياها أحدهم وبما أنه لا يمكن أن يكون هذا الشخص إلها فإن إنسانا يعطي إنسانا آخر هذه القيمة استنادا إلى الذي يكون القرار بيده وقوة القرار دائما ما تكون قوة بطشية وهي قوة السيف فقرار الضعيف في يد القوي أي إن الأشد بطشا هو صاحب القرار في كلمات دقيقة مختارة بعناية ومنطوقة بالفطرة والسليقة الخبيرة بالإنسان وعلوم الإنسان يفكك وائل حلاق منطق تلك الثقافة الغربية ويسقط ورقة التوت الأخيرة التي كانت تستر بها نفسها خلف التفكير والتحليل والنقد والكتابة والأطروحات فيبين أصل المشكلة الغربية تجاه الآخر سواء كان فلسطينيا أو أفغانيا أو فيتناميا في أي قارة وإلى أي مكان كان انتماؤه هو أنه لا يستحق تلك الحياة إلا إذا اكتسبها من تفضل سيده الغربي أما إذا لم يرد الغربي ذلك فإن موته سيكون ترسا ضروريا لدوران العجلة الأميركية والأوروبية كما يريد قباطنتها وبهذا المنطق المستنير نفسه الذي يتحرر من نير الاستبداد الفكري خرج الطلاب في ساحات جامعة كولومبيا ينددون بالحرب الإسرائيلية الأميركية الغربية تسليحا وتبريرا على غزة لتفاجئهم رئيسة الجامعة منذ تموز يوليو 2023 من أصل مصري السيدة نعمت شفيق ابنة الإسكندرية وتستدعي لهم قوات الأمن لتفض اعتصامهم كأنها عادت بالزمن والمكان إلى حيث تستحق في المنظومة التعليمية المصرية التي يرأسها ويتحكم بها ويتوغل فيها السرطان الأمني بالعقلية القمعية تلك العقلية ذاتها التي بررت اقتحام الحرس الجامعي وقوات الأمن لجامعات القاهرة والأزهر والمنصورة والزقازيق وبني سويف والسويس وغيرها في مصر لتقتل بالرصاص الحي جموع الطلاب وقادة الحركة الطلابية إبان الانقلاب العسكري في 2013 حيث سحلت فتيات الأزهر وسجنت فتيات الإسكندرية حيث ولدت مينوش وقتل واعتقل وعذب وأخفي فتية القاهرة وعين شمس وحلوان ولعل أنس المهدي وإسلام غانم ورفاقهما خير إجابة على الأسئلة عن الدليل ما زالت دماؤهم تنزف هناك في حرم الجامعة ولتسألوا أيضا جابر نصار الأكاديمي الذي تلطخت يداه بدماء طلابه ما فائدة العلوم الإنسانية إن لم تعلم الإنسانية هكذا تظن شفيق نفسها أيضا عاملة بوصايا الإله الصهيوني لا مجرد لوبي وحسب وإنما هو ينزل منازل السمع والطاعة عند النخبة الأكاديمية المترهلة ثقافيا وفكريا فتفصل طلابا وتمهد لاعتقال آخرين ثم تعلن تفعيل الدراسة عن بعد كل ذلك لأن صوتا شابا حرا تخشاه ويخشاه سادتها في البيت الأبيض لا يريدون له الارتفاع والدوي لكن هيهات فالدرس هو الدرس والغبي في التاريخ هو الغبي وتلك الحماقة لا تتبدل وإن تبدل مرتكبوها وأبطالها القمع لا يقمع القمع يضاعف قوة المقموع ويسمع صوته أعلى وبالفعل انتقلت الاعتصامات والحركة الطلابية إلى جامعات ييل وهارفارد وكارولينا الشمالية وغيرها من المؤسسات الأكاديمية في الولايات المتحدة لتلقن نعمت والمنعمين عليها درسا بليغا أن غزة ليست محصورة على جنوب فلسطين وإنما هي طيف يحرر كل ذلك العالم من أغلاله وكلمة سر في أفواه الطيبين لتخليص الدنيا من الأشرار ولتبدل المواقع بين الأساتذة والطلاب وتعيد تعريف المناصب داخل الحرم الجامعي فالأساتذة هم من يفهمونها وهي طايرة وينادون بالحرية لكل إنسان يستحقها بينما الطلبة الراسبون هم من يقفون في مكاتب رئيس الجامعة والأقسام المختلفة لا يفهمون بعد أنه لا فرق بين 33 ألف طفل في غزة استشهدوا وبين أمثالهم في أوروبا أو في أوكرانيا وغيرها وأن غزة ليست إرهابا ولا معاداة للسامية وأن السابع من أكتوبر لا يمكن حصره في الوصم الغربي الفوقي بتشويه سمعته وإنما هو فعل تحرري يفصل ما قبله عما بعده الدرس القوي لنا جميعا يا ست نعمت هو أن تحدث أربع لغات أجنبية والحصول على جنسيتين أميركية وبريطانية وترؤس واحدة من أشهر الجامعات الأميركية قد لا تكون كافية أبدا لتغيير تلك البذرة الأمنية المقززة في عقلية المخبر الأصيل المتنكر في روب جامعي أسود وأنه لا نفع من كل العلوم الإنسانية إذا لم تعلمك طوال ستين عاما ما هو تعريف الإنسان وأنه لا فائدة من العلوم الإنسانية إذا لم تعلمك الإنسانية أولا كاتب مصري مقيم في إسطنبول

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح