ما نعرفه عن صواريخ ATACMS الباليستية المسموح بها أميركيا ضد روسيا
٤٢ مشاهدة
سمحت الولايات المتحدة الأميركية لأوكرانيا باستخدام صواريخ ATACMS الباليستية التي زودتها بها في وقت سابق لشن هجمات داخل روسيا للمرة الأولى منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير شباط 2022 ما يمثل تحولا كبيرا في سياسة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه الحرب وكانت كييف تضغط على واشنطن منذ فترة طويلة للحصول على الإذن الذي أتى قبل شهرين من رحيل إدارة بايدن وتعرف هذه الصواريخ باسم أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش واختصاره ATACMS أتاك إم ومن المرجح أن تستخدم في البداية لدعم القوات الأوكرانية في منطقة كورسك بغرب روسيا ضد القوات الروسية والكورية الشمالية ونستعرض أهم ما ورد في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز عن ميزات هذه الصواريخ ومدى فعاليتها ودورها المتوقع في الحرب الروسية الأوكرانية ميزات صواريخ ATACMS صواريخ ATACMS هي من صناعة شركة لوكهيد مارتن هي صواريخ باليستية قصيرة المدى يمكنها ضرب أهداف على بعد 190 ميلا نحو 300 كم برأس حربي يحتوي قرابة 375 رطلا نحو 170 كيلوغراما من المتفجرات تطير الصواريخ الباليستية أعلى بكثير في الغلاف الجوي من صواريخ المدفعية وأبعد عدة مرات وتعود إلى الأرض بسرعة عالية لا تصدق بسبب قوة الجاذبية ويمكن إطلاق هذه الصواريخ من قاذفات HIMARS المتنقلة التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا وكذلك من قاذفات M270 القديمة المرسلة من بريطانيا وألمانيا ويشار غالبا إلى ATACMS باسم الصواريخ بعيدة المدى والمقصود هنا أنها طويلة المدى مقارنة بأنواع أخرى مثل صواريخ HIMARS التي يبلغ مداها قرابة 50 ميلا نحو 80 كيلومترا كما جاءت هذه التسمية بسبب قدرتها على الوصول إلى مدى أبعد من أي صاروخ تملكه أوكرانيا لكنها لا تستطيع السفر لمسافة بعيدة مثل صواريخ كروز أو الصواريخ الباليستية العابرة للقارات طور صاروخ ATACMS في الثمانينيات لتدمير الأهداف السوفييتية عالية القيمة في عمق خطوطه وتم بناؤها سلاحا موجها نادرا في وقت اعتمدت فيه الولايات المتحدة بشكل أساسي على القنابل الغبية والذخائر غير الموجهة الأخرى ويمتلك الجيش الأميركي صواريخ ATACMS مزودة بنوعين من الرؤوس الحربية عنقودي وآخر يحمل شحنة متفجرة واحدة لماذا لم تسمح واشنطن باستخدامها حتى الآن كان القرار بشأن ما إذا كان سيتم تسليح أوكرانيا بـATACMS موضوعا حساسا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منذ وقت مبكر بعد اندلاع الحرب بتزويد بلاده بأسلحة يمكن أن تضرب في عمق الأراضي التي احتلتها روسيا وفي العمق الروسي أيضا ورغم أن الولايات المتحدة زودت أوكرانيا بصواريخ ATACMS العام الماضي إلا أن إدارة بايدن امتنعت حتى الآن عن الموافقة على استخدامها عبر الحدود ضد أهداف في قلب روسيا ولطالما عبر البيت الأبيض عن قلقه من أن يقود استخدام أوكرانيا لهذه الصواريخ إلى تصعيد روسي بالمقابل وقال بايدن نحاول تجنب الحرب العالمية الثالثة كما عارض بعض مسؤولي البنتاغون إعطاء هذه الصواريخ للأوكرانيين إلا أن زيلينسكي يقول بالمقابل إن جيش بلاده يحتاج هذه الصواريخ للقيام بشن هجوم مضاد أوسع نطاقا وأصر على أنه ليس لديه خطط لضرب المدن الروسية أو استهداف المدنيين وقال زيلينسكي أول أمس الأحد إن القيود الأميركية قد رفعت مشيرا إلى أن مثل أشياء كهذه لا يعلن عنها الصواريخ ستتحدث عن نفسها أين ستستخدم أوكرانيا صواريخ ATACMS وجاءت الموافقة على استخدام الصواريخ في الوقت الذي تستعد فيه القوات الروسية لشن هجوم كبير بما يقدر بنحو 50 ألف جندي بما في ذلك قوات من كوريا الشمالية على المواقع الأوكرانية المحصنة في منطقة كورسك بهدف استعادة كل الأراضي الروسية التي استولى عليها الأوكرانيون في أغسطس آب الماضي ومن المتوقع أن يستخدم الأوكرانيون صواريخ ATACMS لضرب تجمعات القوات الروسية والكورية الشمالية وتجمع المعدات العسكرية ومستودعات الذخيرة وخطوط الإمداد في عمق روسيا وهذا من شأنه أن يساعد الأوكرانيين على إضعاف فعالية الهجوم الروسي الكوري الشمالي وكان بايدن وافق العام الماضي على توريد عدة مئات من صواريخ ATACMS لاستخدامها ضد القوات الروسية في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها موسكو بما في ذلك شبه جزيرة القرم ولذلك من غير الواضح كما تقول نيويورك تايمز عدد الصواريخ المتبقية لدى الأوكرانيين في ترسانتهم لاستخدامها في منطقة كورسك متى استخدمت الولايات المتحدة هذه الصواريخ استخدم الجيش الأميركي نحو 30 صاروخ ATACMS عام 1991 في معارك تحرير الكويت واستخدمت لضرب منصات إطلاق الصواريخ الباليستية متوسطة المدى ومواقع الصواريخ أرض جو العراقية وكانت إصدارات الصواريخ التي تحمل ذخيرة عنقودية من الجيل الأول قادرة على الطيران لمسافة 100 ميل 160 كيلومترا تقريبا وتطلق 950 قنبلة صغيرة وأطلق الجيش الأميركي أكثر من 400 صاروخ برأس عنقودي في غزو العراق عام 2003 وقيد البنتاغون لاحقا استخدام الذخائر العنقودية لأنها غالبا ما تفشل وتملأ ساحات القتال بقنابل غير منفجرة خطيرة تقتل وتجرح الجنود والمدنيين بعد انتهاء القتال وجدد الجيش الأميركي العديد من أنظمة ATACMS المبكرة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين واستبدل القنابل العنقودية برأس حربي متفجر واحد وكان نواب روس كبار قالوا أول أمس الأحد إن قرار واشنطن السماح لكييف بضرب عمق روسيا بصواريخ أميركية بعيدة المدى من شأنه أن يصعد الصراع في أوكرانيا وقد يتسبب بحرب عالمية ثالثة وكان بوتين قد حذر في سبتمبر أيلول الماضي من أن الغرب سيكون في مواجهة مباشرة مع روسيا إذا سمح لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى غربية الصنع وهي الخطوة التي قال إنها ستغير طبيعة الصراع ونطاقه وأشار إلى أن روسيا ستضطر إلى اتخاذ ما سماها قرارات مناسبة بناء على التهديدات الجديدة